5 نوفمبر، 2024 5:57 م
Search
Close this search box.

خطاب اعلامي مِن من والــى مـــــن ..؟!

خطاب اعلامي مِن من والــى مـــــن ..؟!

مسابقة نشر الوعي :

يتحدث الصحفي الاشهر الراحل محمد حسنين هيكل في احد مقالاته الاسبوعية في صحيفة (الاهرام ) كان ينشره اسبوعيا فى زمن حكم الرئيس الراحل جمال عبدالناصر بعنوان ( بصراحة ) عن ظاهرة الجهل في مصر ومجتمعاتنا  الشرقية ويقول : ( كان  اكثر هما يشغل بال جمال عبدالناصر في البحث عن السؤال التالي : باي طريقة وعلى مدى كم من الاعوام بحساب الزمن نحتاج لتطبيق برنامج دقيق وناجح لايصال المجتمع المصري والمجتمعات المماثله لنا للوصول الى الوعي الاجتماعي و الاقتصادي والثقافي الى نفس المستوى الذي وصل اليه المجتمعات الاوروبية ‘ لكي نتفرغ نحن أيضا فقط للبناء و الاعمار و ضمان مستلزمات ادامة هذه الجوانب و ….ألخ )

يقول هيكل  كثيرا ماكان يفتح النقاش حول هذا الموضوع معنا و يطرح رؤياه حول ذلك قائلاً ( من اجل هذا الهدف ‘ نحتاج مبالغ أكثر منالمبلغ الذي خصصناه لبناء سد اسوان ‘ طيب ‘ نتخلى عن بناء السد ونضحي بالمطلوب من اجل تحسين وزيادة المنتوجات الزراعية والطاقة و بناء الطرق ‘ لنتفرغ لنشر الوعي الاجتماعي ..! فهل يعتبر هذا العمل اختيار وطني ؟ ) فياتي الجواب ايضا منه حيث كان يقول : ( ليس المشكله هنا فقط ‘ بل تكمن المشكله في أنه اذا فضلنا هذا الاختيار لانصل ألى مستوى وعي المجتمعي الاوروبي لسبب مشروع وهو : ليس من المنطق أن تتوقف المجتمعات الاوروبية عجلة التقدم والاهتمام بوعيهم للتطور الى العلى بانتظار ان نصل نحن الى مستواهم ..!! باختصار لانصل الى مستواهم اذا لانتخذ اجرائاتدقيقة للبحث عن البدائل لنصل الى المستوى الذي نستطيع ضمان التوازن بين العمل والجهد لنشر الوعي الاجتماعي و الجهد من اجل البناء والاعمار اوله نشر مفهوم في المجتمع بأن ضمان الحرية لايعنى الا المسؤولية ‘علينا أن نركز على ان نضمن هذا المفهوم في المجتمع )  

طرح هكذا رؤيا من المسؤوليين وقادة مصير الشعوب ( مثل الشعب المصري و شعوب المنطقة ونحن من ضمنهم ياتي من العمل لضمان هذا المفهوم الحرية لاتعني الا المسؤولية

خطورة التقليد :

قبل فترة حضرت محاضرة القاه احد سياسينا وهو مسؤول اعلامي ايضا ‘ كان بعنوان ( الخطاب الاعلامي ) ‘ مافهمت من مجمل طروحاته في المحاضرة ‘ أنه في نتجية بحثه أقر باننا  وفي جهدنا الاعلامي ‘ لم نصل الى تحديد الخطاب الاعلامي الذي يضمن ارتفاع الخط البياني والذي تكون فيه صورة نشر وعي الناس متوازيا للخط البياني لفهم نشاطات البناء الاجتماعي والذي يؤدي الى فهم الناس بالمعنى الجوهري لمستوى الاستيعاب وبالوعي  لمبدأ  ( الحقوق والواجبات )

أعود الى حكاية (ناصر و هيكل ) أقول : اذا بلد بمستوى مصر وهو بلد معروف عنه أنه من بين اوائل بلدان الشرق الاوسط عرف بانه مركزا  انطلق منه حركة الاعلام و انتشر فية مستلزماته من الصحف و الاذاعة والتلفزيون والسينما و اسس كل هذا بالجهد المحلي اي بجهد الواعيين بين المصريين وعملوا على تطوريه بحيث اصبح هدف هذه المستلزمات كلها في انطلاق نشاطاتهم محددين اولوية الهدف في نشر الوعي بين المصريين ‘ ولاننسى في البحث عن هذه المعلومة أن نذكر بأن ميلاد تحقيق اول حلم كوردي كان في مصر حيث صدرت هناك (في القاهرة ) أول صحيفة كوردية وهي جريدة كوردستان في 22 نيسان 1898‘ مع ذلك يتحدث لنا التأريخ المعاصر بأن قا دة هذا البلد العريق يعانون من مشكله متجذرة في مجتمعهم وهو (الجهل الاجتماعي ) في عالم يعتمد في التطور والبناء العالي وضمان حرية الانسان بمعناها الحقيقى ‘ أن الجهل الاجتماعي عائق صلب امام هذه الطموحات ..!! .

ماذا نقول نحن شعب بحساب الزمن ومراحل ظهور مستلزمات التوعية العصريه في بدايات التعامل مع موضوع التوعية من خلال الحركة والنشاط الاعلامي والعالم قطع 20 قرنا و ضيف علية عقدين من القرن الواحد والعشرين ؟ خصوصا ان الغرب ليس فقط مسيطر على التفاصيل الماديه و ظاهرة التوجهات المعنويه على الاعلام و الثقافة وحتى ادوات صحة البشر‘ ليس هذا فقط بل ان في برنامجهم أن يبقى الشرق ظاهرة الجهل في المقدمة ….!!!

انعطاف خطير :

بعد احتلال العراق و بعد ما يسمى زورا ( مرحلة ما بعد التحرير ) وليس اسقاط ركائز الدولة ‘ دخل مجتمعنا مرحلة الفوضى في كل شيء وكان مايسمى ايضا بـ( حرية الرأى ) بابا لنشر الفوضى وعمل شبه منظم تحت هذا الشعار طريقا لتفكيك صلات المجتمع و صلة الرحم وتشجيع الفوضى تحت هذا العنوان ايضا ‘ ولان لم يحدث عمل منظم لفهم معنى حرية الرأي ‘ فكان وتحت هذا العنوان ومايسمى بحرية المكونات ظهرت معارك عشائريه ( كأننا في زمن الحكم العثماني كان اوضح  ظاهره فيها يدل على التخلف  هي المعارك العشائرية ) و هناك قوى تشجع هذه الاحداث الخطيره طريقا لعدم الوصول الى بناء الدولة ..هكذا اصبحت حرية الاعلام نراها تلعب دورا خطيرا باتجاه تعمق الفوضى وليس اعادة بناء المجتمع ‘فترى المشهد الابرز في ظل (الحرية المكتسبة من الاحتلال …..!!!!) ونراها في :

توسع ظاهرة سلبية ( الامية بوجهيه الابجدي والوعي الاجتماعي ) مما ادى الى احياء وباكثر حدة من روح الانتقام و ظهور منافسات سياسية تحت عنوان صراع الاحزاب بحيث يشبه الصراع العشائري وليست المنافسة الحزبية الايجابية كما يحصل في العالم المتمدن ‘ واخطر مافي هذا الوضع هو التقليد الاعمى لموجة الاعلام الغربي في المجالات التي تهدد الوضع الاجتماعي وعراقة صلة الرحم الاجتماعي وحتى التاريخي الذي يعتبر في مجتمعنا من مقدسات امتداد الوجود المحصن .

أن بعض الاعلاميين عندنا مع الاسف يدافعون عن حرية الاعلام في الغرب ويتباهون بانهم ينتمون الى تلك المدارس الاعلامية على اساس انها حرة وليس من حق  الدولة التدخل في شؤونهم ‘ لسبب بسيط ان عدم التدخل في الاعلام من قبل الحكومات ليس لانهم يريدون ان يكون للاعلام ( المرئي والمقروء ) لان المشرفين على الخطاب الاعلامي يعوون  معنى مهمتهم ويفهمون الى أي مدى لهم الحرية واين يكون امامهم الخطوط الحمراء ‘ ولكن الطارئين على الاعلام عندنا لايخجل من نفسه ان يكتب بان تدخل الاخرين في شؤون دولتهم ضروري لضمان الامن والسلام …!!!

أن من ينتمي الى بلده وشعبه و يفهم معنى توجهات الاعلام وتأثيراتها على الناس ‘ يعرف أن الحصانه المهمة والمطلوبة للمواطن في بلده يكمن في التركيز في الخطاب الاعلامي و بعده في التربية والتعليم ‘ والخطاب الاعلامي في خطواتها الاولى هو فهم المواطن معنى الحرية والتربية ‘ والحفاظ عليهما ليكون نورا لطريق البناء الشامخ للانسان والوطن ياتي من انه يفهم اذا لم نستغل الحرية لنشعر بالمسؤولية تجاه الارض الوطن و الانسان الذي يعيش على الارض ‘ ولانستحق ان ناخذ شيء من ارض الوطن اذا لم نشاركفي التأكيد بأن الحرية هي مسؤولية المشاركة  في البناء

مختصر مفيد :

حرية التعبير ليست بتفاحة تسقط عندما تنضج , بل هي تنضجعندما تجد من يقطفها . / قول مأثور

موضوع مترجم من اللغة الكردية

أحدث المقالات

أحدث المقالات