فاجأ السيد مقتدى الصدر، العراقيين والرأي العام، بخطاب، أقل مايقال عنه أنه ،هجوم غير مسبوق على الإطار التنسيقي، الذي وصف عناده وتصرفه (بالوقاحة)،بعد أن طفح الكيّل به، بعد مهلة الأربعين ،وتعنت الإطار التنسيقي وفشله في إنشاء تحالف كبير، وفشله بإقناع الكردستاني والحلبوسي،لذلك جاء خطابه مباشراً دون لفٍ أو دوران، إعطاء مهلة أخرى مدتها شهر واحد، وبعدها لا حجّة لأحد، فماذا يخُبيء مقتدى الصدر لخصومه اللدودين، بعد مهلة الشهرالإضافي ،للذين سببّوا الإنسداد السياسي،بفريّة الثلث المعطّل،قلت في مقال سابق،أن الصدربإعطائه مهلة الاربعين يوماً، قد وضع الإطار التنسيقي(كثلث معطل)،وإيران الداعمة للإطار،وللكتل الأخرى من مستقلين وغيرهم، في زاوية حرجة،أمام الرأي العام ، وسحب البساط من تحت أقدامهم،بالرغم من زيارات الفشل، لقائد فيلق القدس اسماعيل قاآني، وحسن دنائي فر ممثل المرشد الأعلى،والضغوط الهائلة التي تعرض لها الصدر، حتى بالاغتيال من قبل فصائل ولائية وخصوم سياسيين يمتلكون ميليشيات وقحة،فقد ظلَّ متماسكاً على موقفه(على غيرماعهدناه من تراجعات)،وهذا ماجعل الشعب العراقي، يؤيده وينتظر منه الكثير، لتصحيّح مسارالعملية السياسية، ومحاصرة الفاسدين والقتلة، وإحالتهم الى القضاء ،وإلغاء على نظام المحاصصة الطائفية ،التي تشكّلت بموجبها العملية السياسية العرجاء، وجرى ماجرى من جرائها للعراق، من قتل وتهجير وحرب طائفية طاحنة، ونزوح غير مسبوق ،وظهور تنظيم داعش الإجرامي ،وسيطرته على ثلث العراق،بقرار من المالكي، بسحبه الجيش والأجهزة والشرطة من المدن الغربية،لهذا جاء خطاب تهديد الصدرفي وقته المناسب،ويضع الجميع أمام مسؤلياته ،فعلى الإطارالمرفوض شعبياً وإقليمياً ودولياً،أن يعي خطورة المرحلة، وتقلباتها السياسية الدولية ، ويخضح لنتائج الإنتخابات التي شكك فيها ،وعمل المستحيل يألاعيبه لتغييرنتائجها ولم يستطع،وأن يجنب العراق، المزيد من الدماء، التي يصرّ على إراقتها في الشوارع، كما أراقها في الحرب الطائفية عام 2006، العراق أمام إستحقاقات إنتخابية ، وتشكيل حكومة خارج التدخلات الإقليمية والدولية ،أمر حسمه الصدر والتحالف الثلاثي، بصمودهم أمام عواصف الإطار التنسيقي وتهديداته وقصفه لمقراتهم ،الصدرماض في برنامجه ومواقفه الاصلاحية، وماجاء في خطابه الغاضب جداً، هو منهاج عمل له ،ولحلفائه،ولكل من يلتحق بتحالفه،بعد مدة الشهر،وكانت كلماته موجهة للإطار التنسيقي،وإن لم يسمه، حيث خاطبهم(هل وصلت الوقاحة الى درجة تعطيلهم القوانين التي تنفع الشعب)،أو(وأعمت السلطة أعينهم)،و(لن نعيد العراق للمحاصصة،وتسلط الميليشيات والتبعية)،ومحذراً لهم (إتقوا غضبة الحليم ولات حين مندم)، (كلاّ والف كلا نتحالف معكم،)،وهكذا وضع الصدر النقاط على الحروف، وأنهى الجَدل كله، وحسم أمره ،وأمر تحالفه الثلاثي دون رجعة، بأن لاتحالف مع الإطار التنسيقي،بعد أن حمّلهم كل ماجرى للعراق ،من ويلات ودم وفساد وميليشيات وقحة،إذن نحن امام خطاب من نوع آخر لم نعهده من قبل من سياسيي مابعد الاحتلال الامريكي،بنبرته القاسية ،الواثقة، المستفزة، التي شخصت الخلل في العملية السياسية وتداعياتها ،فيما لم يصدر اي تصريح أوموقف من حلفائه-الكردستاني والسيادة الحلبوسي-أما ردود افعال الإطار التنسيقي، فجاءت متفاوتة وتصعيدية ، على لسان اعضاء في دولة القانون ، والفتح، صبّتْ جام غضبها على حلفاء الصدر، والتقليل من أهمية خطابه ، وذهب البعض منهم الى تسفيّه الخطاب، وهنا الطامة الكبرى، لأنهم ما إستوعبوا خطورة الخطاب- التهديد،ولكن ردّ الاطار التنسيقي الناري، على خطاب الصدر، هو القشة التي قصمت ظهر البعير،(الذي على التل)،واصفاً الصدر بأنه(يضلّل الرأي العام)،وإن الخطابات الانفعالية المتشنجة لاتؤدي الى حل للمشاكل،)،و(إن الاتهامات التي وجهها لنا في غير محلها )،محاولين تفنيدها دون تقديم ادلة دامغة ،مثل هكذا سجال ناري، يضع العراق في عين عاصفة لاتبقي ولاتذر، وفي ظل إنسداد سياسي تام بين جميع الكتل ،وفقدان الثقة بين هذه الكتل، وهذا سرّ الفوضى التي تعصف بالمشهد السياسي العراقي برمته،منذ الإحتلال والى يومنا هذا،وبالرغم من جميع المبادرات التي اطلقها الاطار التنسيقي والمستقلون والبرازاني والصدر ، فكلها ذهبت إدراج الرياح ،لأنها لم تمس جوهر المشكلة، ومعالجتها، وهي الفساد والسلاح المنفلت والتدخل الايراني وفصائله الولائية،لهذا نرى أن الأزمة تتصاعد ، والتهديدات تأخذ أشكالاً أخرى، منها التصادم الحتمّي بين سرايا السلام والفصائل الولائية،بإعتبارهي المستهدفة الاولى من الصدر، في برنامجه الاصلاحي،وفي خطابه التهديدي الأخير،وسمعنا أمس دعوة السيد الصدر لسرايا السلام ،الإلتحاق الى النجف في الحنانة ، وردّ عليه قائد السرايا( جاهزون ورهن إشارتكم)،بعد سلسلة إغتيالات لقادة ميليشات وفصائل في البصرة والعمارة وكربلاء وغيرها، في تصفيات جسدية إستهدافية ثأرية،لبعضهما البعض،ولكن السؤال الملح الذي يدور في خلد العراقي، ماذا بعد انتهاء مهلة الشهر،التي أطلقها الصدر بذهابه الى المعارضة ، وفسح المجال للإطارالتنسيقي، تشكيل حكومة توافقية من المستقلين وغيرهم،نعتقد أن إنتهاء المهلة سيضع الجميع أمام طريقين لاثالث لهما،إما تشكيل حكومة اغلبية وطنية ، وإما المواجهة مع فصائل الاطارالتنسيقي وميليشياته،وهذا ما لاتريده ايران ، التي أرسلت قاآني امس لتفكيك الازمة في محاولة أخيرة قبل انفجار الموقف بين الاطار والتيارـ وهذا أقسى ماتخشاه ايران على مصالحها ومشروعها في العراق، لأن وضعها في لبنان وسوريا واليمن ،في طريقه الى الإفول، وبقي ساترها الأخير في العراق، لاسيما وهي تعيش ثورة جياع تهدد كيان نظام الملالي في كافة المدن الايرانية، وهي وضع لاتحسد عليه، في مؤتمر فيينا، إذن ايران تفقد نفوذها الكامل في المنطقة ، إذاما فقدته في العراق، وهي الآن في أضعف حالالتها السياسية في الداخل والخارج، لهذا نرى ان دعوة الصدر وتهديده سينفذ، بعد شهر، وسيخضع الاطار التنسيقي صاغراً لشروط الصدر، بعدما فقد النفوذ الايراني ودعمه، فإيران تعتبر مصلحتها أهم وأكبر من مصلحة الإطار في العراق، ولا يهمّها مَن يحكم العراق، يهمها فقط ضمان إستمرارمشروعها ومصالحها الإستراتيجية، فالتغيير قادم لامحالة، وأفول الإطار التنسيقي حتمّي، تبعاً للدعم الامريكي والخليجي والشعبي ،لحكومة الكاظمي والصدر،والصدر إنطلق من دعم الشارع العراقي كله له ،ولمشروعه الاصلاحي بمَن فيهم ثوار تشرين،وهذا هو سرّ قوة وتحدّي الصدر للاطار التنسيقي،لهذا نعتبر خطاب الصدر الأخير هو إنسداد سياسي أكثر، بوجه الإطار وإفشال مخططاته ، وترهيبه لخصومه ، وهو في نفس الوقت إنفراج لعملية سياسية مدعومة من كل الاطراف الدولية والمحلية، بعد وضع الإطار وايران في موقف المتفّرج ،وهذا أيضا يضعنا أمام إستحقاق شعبي، لضرورة المطالبة بإلغاء قرارات الحاكم الأمريكي سيء الصيت بول بريمر، وكل مانتج عن الإحتلال الأمريكي، والمطالبة بالتعويضات التي يستحقها شعب العراق ، للجريمة الامريكية في غزو واحتلال العراق، إستناداً على أكاذيب امريكية وبريطانية ، وصفها الرئيس ترامب( الخطأ التأريخي)، وإعترف المجرم بوش الإبن بعدم إمتلاك العراق أسلحة دمار شامل ،ولا له علاقة مع القاعدة ،وانمّا إستخدمها كذريعة لإحتلال العراق، ومحو دولته وإسقاط نظامه فقط…