18 ديسمبر، 2024 6:26 م

خطابات للتاريخ.. الحكيم أنموذجاً

خطابات للتاريخ.. الحكيم أنموذجاً

تتحول الخطابات في ساحة السياسة، إلى سلاح فعّال يستخدمهالقادة، لتوجيه رسائلهم وتشكيل آراء الجماهير، ويظهر هذا التأثيربشكل واضح في تاريخ العراق..

كانت خطابات القادة تلعب دوراً بارزاً، في توجيه مسار الأحداثوتحفيز الجماهير، لتحقيق التحولات الإيجابية، ورسم الطرقات التييهدفون بالسير فيها وإليها.

أحد تلك الشخصيات الرائدة في علم الخطابة، كان الشهيد محمدباقر الحكيم، الذي أبتكر خطابات ملهمة، أثرت بشكل كبير على نفوسالجماهير، خلال أيام الجهاد ضد نظام صدام حسين البائد.. فلقدكان شهيد المحراب قائداً يجمع بين العاطفة والقوة في خطاباته، حينأستخدم كلماته ببراعة لتحفيز الناس وتشجيعهم، للتصدي للظلموالإستبداد، مما جعلهم يلتفون حوله، ويكون هو منارة طريقهم نحوالجهاد الحقيقي.

أسرة أل الحكيم، كانت بوابة للتضحية والبطولة في سبيل الحريةوالعدالة، فشهدت السنوات الصعبة تضحيات جسيمة قدمها أفراد هذاالبيت الشريف، حيث قدموا أكثر من ثلاثة وستين شهيد في سبيلحرية الشعب العراقي، والتي كانت لها تأثير عميق، على تشكيل مسارالتاريخ العراقي الحديث.

تخللت هذه الفترة عدة تحديات ومحن، إلا أن السيد محمد باقر الحكيمنجح في الصمود، ومن أدوات صموده كان إستثمار خطبهُ القوية فيالدعوة إلى الجهاد والتصدي للنظام الدكتاتوري، وكانت خطاباتهتتميز بالحكمة والرؤية الإستراتيجية، وكانت دافعاً قوياً للثوار للمضيقدماً في مسيرتهم نحو الحرية.

رغم التحديات، نجح الحكيم في جلب الدعم الدولي للقضية العراقية،خلال فترة الجهاد، وأستطاع ببراعة أن يقنع المجتمع الدولي، بأهميةالتخلص من النظام الدكتاتوري، وبناء مستقبل ديمقراطي للعراق.

كما لاحظنا كانت خطابات السيد محمد باقر الحكيم، لا تقتصر علىتوجيه الجماهير المحلية، بل كان لها أثر هام في بناء شراكات دولية،تعزز مكانة المجاهدين العراقيين في المجتمع الدولي.

للأسف، لم تكن هذه الرحلة خالية من التضحيات، حين تم أغتيالالحكيم في أواخر العام 2003، ليصبح شهيداً للقضية والتاريخالعراقي، وكما سيبقى هو خالداً في العقول، كذلك ستبقى خطاباتهمحفورة في الذاكرة الوطنية، لتشكل مصدر إلهام للأجيال الحاليةوالمستقبلية.

سيبقى السيد محمد باقر الحكيم رمزاً للتضحية والمثال الحي، للقائدالذي فرض نفسه بخطاباته الرائعة وتضحياته الجسيمة، فيستحقالحكيم أن نقف عند تاريخه طويلاً، لنتأمل أنجازاته ونقدر ونثمن القائدالعظيم الذي أرتقى شهيداً في رجب، وبذل حياته من أجل إعادة بناءوطنه، وتحقيق الحرية والعدالة، لمجتمع عانى من خراب الدكتاتورية.