23 ديسمبر، 2024 10:26 ص

خطأ كبير ان يتصدى التيار الصدري لرئاسة الوزراء

خطأ كبير ان يتصدى التيار الصدري لرئاسة الوزراء

لا يمكن ان يضع التيار الصدري يده بيد الامريكان ، هذا ما سمعته من عدة قيادات في هذا التيار ، لكن يبدو ان التيار الصدري عازم على ترشيح علي دواي لرئاسة الوزراء بعد ان اثبت كفائته في ادارة محافظة ميسان وقيامه بثورة عمرانية جيدة قياسا الى باقي المحافظات العراقية ، وبدأ التيار الترويج له بصورة مكثفة وبدأ يوزع بوسترات في جميع المحافظات تقريبا يطلبون دعم التيار الصدري في الانتخابات التي اختتمت اليوم من اجل ترشيح دواي لرئاسة الوزراء .

ان ترشيح دواي من قبل التيار الصدري حالة مشروعة وايجابية ، لكن هذا الترشيح لو تم فانه يتعارض مع الكثير من ادبيات التيار الصدري (الذي تبنى مبدأ المقاومة) ، اذ لا يمكن للتيار الصدري ان يتجاهل علاقة العراق الناشئ بامريكا (العظمى) التي احتلت العراق من اجل تفوذها في المنطقة وليكون العراق احد حلفائها فيها ، فهل التيار الصدري على استعداد ان يتعامل مع امريكا وبريطانيا وباقي الدول المحتلة وان يزورها مرشحه دواي ويتصافح مع مسؤوليها ؟ هذا الجواب التيار الصدري وحده من يجيب عليه .

اما اذا كان التيار الصدري على استعداد بالتعامل مع امريكا بصورة طبيعية فهذا ينم عن تطور كبير في عقليته وطموحه بالتصدي وانتقالة حقيقية لافاق اوسع في نهجه السياسي … لكن ؟

ماذا سيكون مبرر هذا التيار لجماهيره التي انتمت له لايمانه بالمقاومة هل سيحافظ التيار على هذا الجمهور وهل سيستطيع المحافظة على الشعارات الرنانة في اذهان الناس ؟

وفق هذه المقدمة البسيطة جدا اعتقد ان التيار الصدري سيخطأ اكبر خطأ في حياته اذا تصدى الى رئاسة الوزراء ، وسيسير في نفس المسار الذي سارت عليه حركة حماس بتصديها للحكومة الفلسطينية وكذلك الاخوان المسلمين .

فالتيار الصدري سوف لا يلاقي اي معارضة من قبل الولايات المتحدة بل انها سترحب بهذا الترشيح وتعلن استعدادها على التعامل مع حكومة عراقية يرأسها التيار الصدري لانها تعلم جيدا انها اقتربت من القضاء عليه كما قضت من قبل على حركة حماس والاخوان المسلمين .

اما ان قال قائل بان التيار الصدري سوف لن يضع يديه بايدي الامريكان والدول المحتلة للعراق في حال ترأسه للحكومة العراقية ، فاقول هذا ما لا يمكن ان يحصل وكل قيادات التيار الصدري قبل غيرها يعلمون بان امريكا لا يمكن ان تترك العراق بايدي من لا يتعامل معها .