23 ديسمبر، 2024 10:49 ص

خطأ في التقدير كبير ارتكبه الإمام عليّ ع بحقّ معاوية ؛ سيّد العبادي

خطأ في التقدير كبير ارتكبه الإمام عليّ ع بحقّ معاوية ؛ سيّد العبادي

ما أطلق عليه “قميص عثمان” هو “مبرّر” تقمّصه معاوية “طمعًا بالخلافة” كما صوّره لنا المؤرّخون وتناولها اليوم “المحلّلون” وقُرأت هكذا ولا زالت تُقرأ وبقراءة واحدة “سنّة” و “شيعة”.. التاريخ ومع الطفرة الهائلة للعلوم إضافة للخبرات الاستقرائيّة المتراكمة وللحوادث الكشابهة أثبت أنّ الكثير من حوادث التاريخ المهمّة بحاجة لإعادة قراءة , فعلى سبيل المثال قد تكون دعوة معاوية لعليّ ع “لمحاكمة قتلة عثمان” , “وقبل أن يخطو خطوة واحدة بعد مبايعته” كما طالب معاوية هي دعوة واقعيّة كما هو الراجح من وجهة النظر السياسيّة , لكنّ تجاهل عليّ ع الأمر كما هو معروف “ربّما من رغبة دفينة ضدّ معاوية” أو ضدّ بنو اميّة عامّةً وضدّ هند بالذات إن كان ما فعلته حقيقة وليست تلفيق أو عدم قدرة عليّ ع اتّخاذ القرار السياسي الموائم في اللحظات الحرجة, بل نجد الإمام فعل العكس حين جعل أحد المتّهمين والياً على بلد من أعرق بلدان العالم , مصر , بدل محاكمته! وكأنّ التاريخ يقول لنا لا تتعبوا أنفسكم يا عراقيين فهكذا يأمر التأريخ أتباعه: لاحظوا كيف يبيع ساستكم اليوم بلدكم العراق بلد الحضارات والأنبياء لبلد آخر لأجل أوهام وقبض ريح” وفعلاً فقد باعوه لبلد آخر بادّعاء “تبادل اتجاري” وهي لا تعدو استيراد فقط بينهم وبينه بقيمة 22 مليار دولار!؟ ومع ذلك نقول ذلك ليس بغريب , إذ لو محّصنا الكثير ممّا اعتبر قناعات لا تتزحزح سنجدها العكس تماماً , فالقناعة الّتي دخلت القاموس السياسي “الشيعي” كمسلّمات مثل تعييب صدّام حسين تعيينه “العريف حسين كامل” بموقع مهمّ لا يتناسب وقدراته المتواضعة علاوةً عن كونه تحدّياً لمشاعر أصحاب الكفاءات أو المتعلّمين , لكنّهم , في نفس الوقت نجد هذا “القاموس” يخلو من تعييب تعيين السيّد هادي العامري “قائداً” لمجاميع مسلّحة زجّها بأخطر مواجهة قتاليّة تمرّ على العراق أضاعت ميزانيّة البلد بأكملها وبتدبير من “متّهم” يستوجب محاكمته , و”العامري” لا يمتلك شهادة ابتدائيّة وهو فوق هذا وذاك يُعتبر وفق قانون الدولة العراقيّة المؤسّس مع تأسيس “فوج موسى الكاظم” ع هارباً من الخدمة العسكريّة وعقوبتها الإعدام “لهروبه وقت حرب” , ذلك اوّلاً , ثانياً ترك المالكي حرًّا طليقاً دون محاكمة بتبرير التريّث خطأً من النوع الثقيل علم أم لم يعلم العبادي ,
في وقت كان الشعب يتلهّف ليوم محاكمة السيّد المالكي أو مسائلته بمحاكمة عادلة , على الأقل لتطمين الشعب : هل المالكي ضحيّة إعلام مزيّف أم هي حقائق؟ أنا باعتقادي لو كان بريء لما تستّر عليه ائتلافه الحاكم وتلك جريمة يرتكبها الائتلاف بحقّ الشعب .. في الماضي كان تعليق قضيّة كبيرة مثل “تأجيل” أو “إتلاف ملفّات” محاكمة قتلة عثمان تسبّبت في تشقّق الأمّة وتصدّع بنيانها العقائدي والفكري لم تكن لتحدث لو باشر الإمام عليّ ع محاكمة قتلة عثمان فور مبايعته , كان على الامام ع الأخذ بمصلحة المسلمين من منطلق استشراف أعمق للمستقبل , حتّى وإن قيل أنّ معاوية مغرضاً بدعوته تلك , وهل عائشة الّتي نزلت بحقّها سورة كاملة “سورة النور” وزوج خاتم الرسل والأنبياء “وبحوزتها ثلث دين المسلمين” كما وصف ذلك شيخنا العظيم الوائلي مخطئة أيضاً طلبها المحاكمة؟!, كان يستوجب على خليفة المسلمين إدراك أنّ ما فعله “المجرمون الارهابيّون” قتلة خليفة لإمبراطوريّة ناشئة غيّرت مُجريات التأريخ البشري “ويا ليتها لم تُغيّر!” سيجلب الشقاء والويلات على العرب وسيفتح عليهم الباب واسعاً لتدخّل أقواماً في شؤونهم “تدخّلاً رسميًّا” وهو فعلاً ما حدث , ومن يحاول منّا اليوم لملمة ذلك الموروث يُتّهم من قبل تلك الأقوام ب”القومجيّة” وبالكفر! في حين هم أكثر قومجيّة منّا اوبأضعاف تصل حدّ التعنصر بأقبح صوره غير أنّ العرب “فطيروا قلب” يصدّقون الغريب و”يُطربهم” أكثر من “مطربهم”! , وتلك الأحداث وبسبب زيف الكثير منها الّتي أفرزها عوامل الاستقراء العلمي للتاريخ أصابت الطبقة الواعية من “الشيعة” في حيرةً  ومن أنكر ذلك استوجب عليه مراجعة “بعض المقدّس” في داخله , إذ مثلما يدّعي الشيعة حبّهم للإمام عليّ ع , فإضافة ل”السنّة” , فإنّ العلويين السوريين يحبّون معاوية حبّاً كبيراً , إذ أنّ حبّ “الشيعة لعليّ” مع الأسف لا يترجم عندنا كأفعال حقيقيّة على الأرض فقط ادّعاءات وفوضى ونفايات وهيجانات وإيذاء للنفس ومكبّرات صوت صادحة وطائفيّة وكره للآخر معادل للكراهيّة الّتي يبديها الموالون للوهّابيّة وأنظمة خليجيّة على حساب الوطن , بينما حبّ معاوية لدى السوريّين يترجم لغاية اليوم أفعال مفيدة على الأرض نظافة للبلد وحب للرقيّ في العيش الرغيد فإن ضعف اقتصادهم هاجروا خارج الوطن إلى أقاصي الدنيا للتعويض يرسلون أموالهم لوطنهم يعمّرونه مشاريع وإعمار , بعكس سياسيّونا أحباب عليّ والحسين يهربّون سرقاتهم خارج الوطن! والسوريّون محبّون لوطنهم “عدا بعض الوهّابيّة منهم” ومحبّون للترف ولعشق الزهور وللحدائق وللطرب وللنكتة الخفيفة الذكيّة وللعلم وللثقافة يتملّكهم اعتداد بالنفس لا يُضاهى واعتزاز كبير بموروثهم المعماري خاصّةً حافظوا عليه وعلى تقاليدهم , وهم ومنذ مئات السنين لم يتحالفوا مع قوى الخارج أو دعوها يوماً لتهديم بلدهم نعلم ذلك من شواخصهم المعماريّة وبعكسنا فقد تهدّم كلّ شيء , وبعكس البعض عندنا يتحالفون مع قوى الجوار كل مئة عام لتهديم وطنهم والخيانة مسرى الدم لأجل حفنة من المال بمبرّر “نصرة المذهب”! لا فرق في ذلك بينهم بين بعض السنّة الموالون لسكنة الصحارى قُحّال النفس والضمير .. السيّد العبادي يعيش حاليّاً لحظات أزمة خانقة اعترف بضعفه أمامها فما يعيشه الآن أقرب للّحظات الّتي عاشها الخليفة عليّ ع عند إعراضه عن محاكمة قتلة عثمان , ولذلك لابدّ ويتفهّم العبادي أكثر من غيره لتلك الظروف , أنا متأكّد وعن قناعة كاملة أنّ العبادي لو عمل منذ تولّيه الحكم على تقديم السيّد نوري المالكي للمحاكمة ولم يعمل على إكرامه كرماً عظيماً هي سرقة بحدّ ذاتها لبلد من أعرق بلدان العالم!”  لنجح على أكثر من صعيد ولما تعرّضت مشاريعه في التغيير لهذا الكمّ المخيف من العراقيل لا نستبعد أن يكون غريمه وغريم الشعب المالكي تكن له اليد الطولا فيه والدليل لا زالت خطوات التغيير الّتي وعد بها العبادي لم تنفّذ , على العكس! فقد أسأء العراقيين بإضافته إساءة كبرى فوق كوارث المالكي  , فقد أفقر الشعب بقطع رواتبهم وتأخيرها 10 أيّام كلّ شهر , ويقول “لا” للأميركان وفي حقيقتها “نعم!” والحبل عالجرّار! .