خطأ فاحش قد إرتكبناه بخصوص (الدين) و(الحزب) و(إدارة الدولة) …. فجعلنا (الاحزاب) لها مرتكزات عقائدية ونظريات فلسفية وفكرية ولربما اقتصادية وأقحمناها في شؤون المجتمع والسياسة والحياة محاولين تعميمها عن سوء معرفة وجهل في التقدير فنجم عنها تفاقم الصراع وزيادة التناحر مع ما يخالف اطروحاتها في تلك المجالات وماترك من آثار سلبية كانت مدياتها خطيرة طوال الحقب السابقة ولاتزال.
بينما الشيء الصحيح هو ان تكون تلك الافكار تقتصر عليها (مدارس) اقتصادية وفكرية وفلسفية تنمو وتتطور لينهل منها المجتمع والدولة والحزب ما يمكن تحقيقه وتكون في متناول الجميع.
وان يكون الحزب عِماده (برنامج عملي) يسعى من خلاله لبناء الدولة وتصحيح ما تواجد فيها من خلل وضمور من خلال تقديمه (لرؤية) سليمة واضحة الاركان والمعالم وقابلة للتحقيق ومدروسة الجدوى وبمعايير مقبولة لخدمة جميع المستلزمات الحياتية والمجتمعية والشؤون السياسية وادارة البلد في الداخل والخارج والتي تكون أساسا للتنافس مع غيره من الاحزاب والتجمعات.
وما حصل (للدين) فكان كارثة الكوارث ونحن نعرف ان نظرية الدين وبكل جلاء هي صلة خالصة نقية بين الانسان وخالقه في السماء تُهذب النفس وتُنقي الاخلاق وتبعث على الرضا والاطمئنان لما يصيب الانسان ولكننا ألقينا به في معترك الحياة لنجعل منه وقودا وصورة مشوهة ونجعل من أنفسنا وقودا أيضا لما ينجم عنه في خضم الصراعات ومن تناقض في التفسيرات وتقصير في الرؤية وحشرناه قهرا وعنوة مكاناً ليلج شؤون الحياة العامة السياسية والادارية.