23 ديسمبر، 2024 6:30 ص

خطأ ..الحشد الشعبي أولا وليس رابعا

خطأ ..الحشد الشعبي أولا وليس رابعا

بين فترة وأخرى تصنف القوات والجيوش وتعلن تلك التصنيفات على الصحف المتخصصة والمجلات وتلك التصنيفات تتأتى عن طريق رجال اختصاص وعسكريين يتابعون الاوضاع العالمية والقوات العسكرية في القتال وفي البؤر الساخنة على الارض ويتابعون انتصارات تلك القوات وتكتيكاتها وتحركاتها وأسلحتها واستراتيجياتها ولا يمكن ان تكون تلك التسلسلات العسكرية الا دقيقة جدا للحفاظ على مصداقية تلك المجلات وعلى هؤلاء الخبراء العسكريين الملمين بكل شيء وهم يعلنون وعلى اساس هذه الاراء تصنف تلك القوات الضاربة ..
طبعا هناك فرق بين الجيوش النظامية الدولية وبين القوات او الفرق المليشيات الضاربة فلا يعني ان تكون هذه القوة المصنفة كالجيوش النظامية مثل الجيش العراقي او المصري او التركي او الايراني فتلك الجيوش لها تصنيفات خاصة بعيدة جدا عن تلك التي تعني بالقوات الخاصة او القوة الضاربة او الوحدات الخاصة المدربة تدريبا لبعض المعارك وبعض المنازلات .. قرأت بالأمس تصنيف تلك المجلات التي وضعت قوات الحشد الشعبي العراقي بالقوة الضاربة الرابعة ووضعت ايضا تلك المجلات والخبراء الجيش العراقي بالمرتبة 58 بين جيوش العالم تؤخذ هذه التسلسل على اساس
المعارك التي جرت بين تلك القوة وبين اهدافها وانتصاراتها ففي المرتبة الاولى جاءت القوة الامريكية البحرية التي تسمى النيفي سيل (Navy Seal) وسبب تفوق هذه القوة وجعلها الاولى لأنها استطاعت ان تقتل اسامة ابن لادن في العام 2011 في وكرة بمنطقة آبوت آباد في باكستان ,,اما القوة الثانية المصنفة فهي قوة الفا الروسية (Albha) التي استطاعت على تحرير عدد من الطلبة المحاصرين في مدرسة بيسلان الروسية في العام 2004 من سيطرة قوات شيشانية وفي العملية قتل اكثر من 190 طالبا وطالب وبعض من المدرسين والعاملين في تلك المدرسة ,,اما القوة الثالثة هي للقوة ايكو كوبرا
النمساوية ( Eko Kobra) وهذه القوة صنفت بالثالثة بعد ان استطاعت تحرير رهائن احد السجون في جراز ..
طبعا على اساس تلك الاحداث البسيطة والمتواضعة صنفت تلك القوات بهذه المراتب المتفوقة وأحداثها كانت احداث سريعة ربما استمرت ليوم او بضع يوم اوقد يكون لساعات وأنتهى الامر فأصبحت قوات يشار لها وتعتبر من القوات المرعبة والمخيفة التي تتحدث بها الدول وتفتخر لأنها اقدمت على مثل هذه الافعال ونالت الهدايا والنياشين والجوائز وظهرت في وسائل الاعلام لأيام ولشهور تتحدث بها الفتياة والشباب وتتغنى بأبطال تلك القوات العالمية في دولها وفي خارج دولها ..
عندما اردت ان اقارن بين تلك التصنيفات وبين تلك القوات وبين الحشد الشعبي وجدت انني اقف بعيدا في مقارنتي بين قوات الحشد الشعبي وبين تلك القوات ووجدت ان قوات الحشد الشعبي العراقي المصنف رابعا لايمكن ان توضع في ميزان المقارنة ابدا وانها ستكون بعيدة ووحدها عن تلك القوات تفوقا قتاليا وعقائديا لو أخذنا بمقاييس بعض من هؤلاء الاختصاص في المقارنة ,,
مثلا ان العملية التي تمت تكون عملية خاطفة ولهدف واحد ومحدد وتنتهي بساعات وعلى الاكثر بيوم وهذا ماشاهدناه في انزال قوات النيفي سيل الامريكية فالعملية لم تستمر اكثر من ساعتين وفي العملية الروسية ايضا استمر القتال فقط يوم او اقل من يوم وأنتهت العملية بكارثة وموت اكثر من 320 شخص بعضهم من الاطفال ويقدر عددهم 190 طفل وأعتقد ان هذه العملية فاشلة في مراقبتي لتحليلات الاختصاصيين وقتها اما عملية سجن جراز فهي عبارة عن انزال جوي واستخدام الغازات السامة بكل انواعها لتنتهي العملية بأقل من ساعتين وهنا نأتي على العمليات للحشد الشعبي التي تمر
علينا اليوم الذكرى السنوية الاولى منذ اصدار فتوى الجهاد الكفائي من لدن المرجعية العليا المتمثلة بالمرجع السيد السيسيتاني اي اليوم الحشد الشعبي يقاتل ولأكثر من 365 يوما دون اي خسارة وفقدان اي هدف لأقوى قوة مزودة بكل انواع الاسلحة والاعتدة وتقف وراءها اقتصاديات وقوة مالية هائلة على مستوى دول وهذه القوة (داعش ) اطاحت بجيوش لها سمعة جدا عالية على مستوى التدريب والتجهيز مثل الجيش السوري والجيش العراقي والجيش الليبي فقوات داعش تنهار باي منازلة مع قوات الحشد الشعبي المصنفة رابعا عالميا ولو اخذنا النوعية والتجهيز القتالي
واللوجستيات اكيد ستكون الكفة لصالح القوات الامريكية والروسية والنمساوية وما مزوده به من اسلحة وأعتدة ومرافقات لوجستية قتالية ..
التقارير حول التدريبات للقوات الضاربة الامريكية تدعي ان كل مقاتل حتى يصل الى درجة الجهوزية في القتال يجب ان تصرف عليه الدولة اكثر من 250 دولار للتدريب والتطبيب النفسي والدراسة والتعليم والملبس الخاص والمأكل الخاص وانواع المدربين المحترفين الاختصاص ولفترة تتجاوز الستة اشهر ليصبح مقاتل يستطيع ان يدافع عن نفسه وعن امته كما يقولون ,, اما التجهيزات التي يجهز بها المقاتل تصل احيانا الى ارقام ربما اذا ذكرناها نتهم بالمبالغة لكن عندما تذكر تلك التجهيزات يقل الذهول والاستغراب فهؤلاء المقاتلين مزودين بأجهزة معقدة ومدربين عليها تدريب
دقيق منها النواظير الحرارية التي تكشف الاشخاص على اساس حرارة جسمه حتى خلف الجدران ليلا ونهارا ويحملون اجهزة اتصال مرئية تتصل بالطائرات المسيرة والاقمار الصناعية وكذالك معالجة اسناد قبل الدخول في المعركة من قبل الطائرات والمدفعية وايضا تشويش الاجواء عند دخولهم ارض المعركة خوفا من اصطيادهم وتشويش على اجهزة اتصالات العدو وجميع هؤلاء يرتدون البدلات الواقية من الرصاص وبدلات الغش والاختفاء وحسب نوع المعركة ليلية ام نهارية وترافقهم اجهزة لكشف المتفجرات والالغام والمعثرات وهؤلاء المقاتلين يحملون شرائح استمكانية متصلة بالاقمار
الصناعية خوفا من التيه والضياع في الصحراء او البنايات او الاماكن القتالية المعقدة يزود هؤلاء بأغذية دوائية ذات تركيبات كيمياوية تجعلهم لايحتاجون للأكل وشعورهم بالشبع مع بعض المقويات الدوائية التي تجعلهم على استيقاظ دائم وتبعدهم عن الخمول والتعب وهناك بعض التفاصيل البسيطة التي تعتبر من بديهيات ملبس المقاتل مثل الاقنعة الواقية والكسارات المفصلية وصمامات الآذان من الاصوات العالية وسماعتا لتنصت والبدلات الواقية من الرصاص والاسلحة الخاصة لكل نوع من انواع المعركة اي لكل معركة سلاحها الخاص وليس كل المعارك سلاح واحد وشاهدنا
قوات المارينز الامريكية عند دخولها العراق في العام 2003 وتجهيزاتها وما ترافقها من آليات ومعدات جعلتنا نتفاجأ بكل هذه التجهيزات والاموال المصروفة عليها ,,طبعا ليس كل من يرغب بالدخول الى تلك القوات يسمح له بل هناك مواصفات خاصة البنية الجسدية اولا العمر التحصيل الدراسي الانحدار البيئي الاستيعاب والذكاء ثم فترات التدريب في كل الظروف والبيئات من حر وبرد وصحراء وليل ونهار وثلوج وايضا في بعض الاحيان في مناطق مأهولة سكانيا حتى يصل المقاتل الى درجات يعتبر مقاتل اسطوري والكثير ممن يتقدم لتلك القوات يفشل ويعاد الى اهله او يرسل الى
القوات العسكرية النظامية ..اذن لو اخذنا بين كل تلك الامور والاحوال التي ذكرت لتهيئة المقاتل الاجنبي وما يصرف عليه ليخرج جاهزا وبين ما يحمله مقاتل الحشد الشعبي من ملابس هو اشتراها من السوق وبندقية كلاشنكوف عائده له وقديمة وأحذية عادية وبعض العتاد الفاسد الذي لايعمل ومضى عليه اكثر من خمسين عاما وكذالك التنوع بالاعمار من مواليد 1937 وحتى المواليد 1999 فوارق في البنى الجسدية والانحدارات البيئية وفروقات في الفهم والافق التعليمي وكذالك بين الفهم العقائدي المتنوع تجعل هؤلاء المقاتلين واقل مايقال عنها مقاتلين (بالقدرة )(او فزعة عرب )
لكن اتت بهم العقيدة والاندفاع الجهادي ناهيك عن ان هؤلاء المقاتلين يقاتلون ايضا في كل الظروف في الصحراء في المدن في الهياكل بين الناس ليلا ونهار ولا ترافقهم ادنى مستلزمات الاسناد التي تحدثنا عنها الذي يزود بها مقاتلي الفا وكوبرا فالبون شاسع وبعيد بين هؤلاء وبين مقاتلي الحشد الشعبي الذين يسطرون ملاحم لايمكن الحديث عنها وآخرها ملحمة معسكر الكرمة التي اسر فيه اكثر من 250 مقاتل من قوات داعش وسيطر عليه فلي صحراء الانبار والذي استطاع من خلاله قوات كتائب حزب الله ان تزحف على بطونها وفي اصعب الظروف والسير لمدة 36 ساعة لتصل الى ذالك
المعسكر وتاسره ومن فيه وتستولي على اسلحته وتقيد مقاتلية المدربين والمزودين بالاسلحة مع وجود ضباط مخابرات من بعض الدول العربية والاقليمية ..
من هنا اعتقد ان التصنيف الذي صنفته بعض الصحف العسكرية وبعض الاشخاص الاختصاص حول التسلسل والترتيب بالقوة قد ظلمت كثيرا الحشد الشعبي العراقي العقائدي ويجب وضعه في الخانة الاولى والثانية والثالثة والرابعة ومن ثم تبدأ بأعطاء تلك القوات الامريكية والروسية والنمساوية تسلسلات تبدأ من الخامسة ودون ذالك .

[email protected]