23 ديسمبر، 2024 5:11 ص

خضوع الدرجات العليا للمنافسة ، ابعاد للأميين عن العمل الحكومي

خضوع الدرجات العليا للمنافسة ، ابعاد للأميين عن العمل الحكومي

لا نود ان نذكر الكتل والأحزاب الحاكمة بما أقترفته اياديها من جرائم بحق العمل الإداري الحكومي منذ السقوط ، وما نتج عن تولي الأميين من الحزبيين وحواشيهم من خراب لحق بالهيكل العام للدولة وجعلها دولة فاشلة بنظر العالم قبل نظر اهل العراق، ونود فقط ان نذكر ،كم من امي تصدر منضدة وزارة علمية وهو جاهل بلوائحها ، وكم من متسكع في شوارع لندن وباريس وطهران استحوذ على درجة مدير عام وهو بلا مؤهل علمي ،؟ وكم من متسول على أبواب المخابرات الامريكية صار يتحكم بمصائر الناس ،؟ وكم من سارق مفضوح شغل منصب وكيل وزارة ، ؟ وكم من المسؤولين من زور الشهادة ليستحوذ على منصب رفيع ،؟ وكم ممن غادر العراق لاسباب مخلة بالشرف عاد ليحصل على تقاعد ،؟ وكم وكم صار العدد فوق المليون ، وجعلتم الدولة تزحف على ركبتيها كما يقول المثل العراقي ، كل هذ ا ولا زلتم تتقاتلون رغم كل هذه النتائج المخزية على هذه المناصب ، وقد كان يمكن القبول بما تصنعون لو كانت أحزابكم مثل احزاب العالم الديمقراطي مدارس تعلم كوادرها العلوم الادارية والمالية وضوابط ادارة الدول وتسيير امور الناس ، غير ان أحزابكم وهي على العموم احزاب نخب ، لاتملك غير القوة وترغيب الناس للولاء اليها اما باستغلال الدين الحنيف او الاغراء الوظيفي على حساب القانون او استعمال القوة وتزوير الانتخابات ، المحصلة فشلتم جميعا كردا وعربا في التجربة ، وجعلتم من دولة العراق مثار تندر العالم .
ان الوظائف الشاغرة والتي كنتم سببا في توسعها إلى هذا المدى القاتل للموازنة السنوية ، بحاجة إلى تحجيم وجعلها دوائر منتجة لا دوائر مستهلكة للمال العام ، ان هذه الوظائف ليست ملكا لابائكم او أجدادهم او أحزابكم ، انها ملك الكفاءات التي حاربتموها على مدى سنين حكمكم الغابرة ، والممتلئين بالعلوم والتخصصات في شتى برامج ومناهج الدولة ، والمهيأة قانونا للمسك بها ، انما هي اولى بهذه الدرجات ، لا كوادركم المتراجعة امام العلوم والمتصدرة للفساد ، دعوا عباد الله العالمين لتبوء المناصب عن طريق المنافسة الشريفة ، ودعوا مجلس الخدمة العامة لان يرى النور ، وما معاداتكم لهذا المجلس الا عصيان لله . ومحاربة للقانون ، وأحب أن أذكركم ب المقولة العظيمة ،، لو دامت لغيركم لما وصلت اليكم،، غدا سيلعن التاريخ هذه الحقبة من حكمكم ، ولا يصح الا الصحيح….والتاريخ لا يسير وعلى وجهه قناع …