22 ديسمبر، 2024 11:27 م

خضرائكم فاسدة.. لانريد ان ندخلها..!!

خضرائكم فاسدة.. لانريد ان ندخلها..!!

يُحكى أن أحد ملوك القرون الوسطى كان يحكم شعبا حرا كريما، وكان هذا الشعب رغم طيبته وبساطته وعلاقاته الطيبة لا يسكت على باطل أبداً، ولا يدع الملك أو أي وزير من وزرائه يظلمون أحدا منهم، فإذا ظُلم أحدهم وقفوا وقفة رجل واحد حتى
يُرد الظلم عن أخيهم

أخذ الملك في حيرته يسأل وزراءه عن الحل.. وكيف له أن يحكم هذا البلد كما يريد، فخرج من وزرائه رجل داهية فأشار عليه باتباع سياسة يسميها “سياسة البيض المسروق”

نادى في الناس أن الملك يريد من كل رب أسرة خمس بيضات من أي نوع..
فقام الناس بجمع البيض والذهاب به إلى قصر الحاكم..
وبعد يومين نادى المنادي أن يذهب كل رجل لأخذ ما أعطاه من البيض..
فاستجاب الناس وذهب كل منهم لأخذ ما أعطاه… وهنا وقف الوزير والملك وحاشيتهم وهم يتابعون الناس أثناء أخذ البيض.. ترى ما الذي وجدوه؟
وجدوا كل واحد تمتد يده ليأخذ البيضة الكبيرة!! والتي ربما لم يأتِ بها

هنا وقف الوزير ليعلن للملك أنه الآن فقط يستطيع أن يفعل بهم ما أراد..
فقد أخذ الكثير منهم حاجة أخيه وأكل حراما، ونظر كل منهم لما في يد الآخر فلن يتجمعوا بعدها أبدا

من هنا لجأت بعض الحكومات لانتهاج نفس السياسة، تجويع الناس ليقوموا باللجوء إلى المال الحرام ولو في أبسط صوره، وجعلها طبقات فينشأ الحقد والحسد بين الناس وهو ما يجعلهم يستطيعون حكم شعوبهم.
فاليوم نشاهد في بلدنا الفساد بأنواعه وبتقنية عالية, تدار بأنظمة محكمة ومفعول ذو تأثير.. والسبب الرئيسي هو فساد البعض من المحسوبين على طبقة الشعب وهم الان الجهة المستفيدة من بقاء تلك الحكومات التي جاءت بالسلطة منذ عام 2003 ولغاية وقتنا الحاضر.. فلاعجب ان نرى مليارات تهدر وتسرق.. ولاعجب ان نرى سياسيين مختلسين اموال طائلة والقانون يبرأهم بغرامة قدرها (200 دينار عراقي)..!!, هذه هي سياسة الفساد التي جعلت من الشعب يموت وهو حي.. لايعرف ان المظاهر الخداعة قد تزول بلحظات.. وماجرى بالسابق من ازمات ومشاكل امنية وبيئية واقتصادية لم تأتِ من فراغ وانما نتيجة الصراع الشعبي والكل يسعى لانتزاع حقه من الاخر, دون الاهتمام بمصلحة البلد او التفكير بما سيجري في المستقبل.. فهناك شريحة من الشعب تفكر بأن تعيش اليوم فقط , وتعتبر ان (البيت الفخم او السيارة الفاخرة او المأكل اوالمشرب او الملبس الانيق) انجاز وافتخار.. وهي لاتعلم ان تلك المظاهر زائلة باللحظة.. وان من يبقى هو البلد بثقافته و علومه وتطوره..
ولاحظنا بعد مجيء كل شخصية سياسية تقود البلد بتقديم ستراتيجية خاصة لفترة حكمها القادم , فمنهم من يفكر بالبناء ومنهم من يفكر بالتشبث بالسلطة والاثنان لم تحصل مع الاسف.. فلايوجد بناء ولايوجد بقاء.. والان نرى السياسة الجديدة للحكومة تعود بمظهر شفاف لارؤية له.. كون العملية تقاد بأمزجة مختلفة وحسب رغبة من بيديه صولجان القرار..
اين النتاج واين التغيير.. لانريد ان تقيل فاسداً يسرح ويمرح بالاموال التي سرقها والمنصب الذي تمتع به فترة من الزمن.. ولانريد ان تنزل للشارع تشخص الاخطاء وتعرف كم من مطبات في الشارع الذي تسير عليه.. بل نريد عمران وبناء وفعل .. فالاخطاء مشخصة والقاصي والداني يعرفها.. ولانريد ان تجامل او تعطف على مسكين او فقير نريد ان تعطيه من خيرات بلده وترجع له هيبة وطنه.. واخيراً لانريد ان تفتح لنا المنطقة الخضراء فهي فاسدة وملوثة.. ولانحبذ ان ندخلها كون يسكنها ممن سرق وقتل ونهب وباع واجرم وخان وافسد.. فالاختلاط بهم قد يولد للبعض عدوى .. ياسيادة الرئيس قبل ان تفتح الخضراء عليك بتصفية من فيها.. والسلام.