-الأولى-
أبطال الحكاية الطريفة التالية المتوارثة يتغيرون من راوٍ لآخر، وسأعتمد الحكاية التي بطلها الشيخ سالم الخيون شيخ بني أسد توخياً للاختصار، فليس الشخص هو المهم بقدر فحوى الحكاية ومغزاها، تقول الحكاية:
كان حفل تتويج الملك فيصل الأول عام 1921 حاشداً، وكان من ضمن الحضور الكثير من وجوه المجتمع العراقي والنخبة السياسية وقتذاك، وفي ذلك الحفل همس أحد الشيوخ بأذن الشيخ سالم الخيون:
(لماذا اختار البريطانيون (فيصل) ليكون ملكاً ولم يختاروا واحداً من الشخصيات العراقية المعروفة)؟
قال الخيون ساخراً:
فيصل عنده ثلاث خصاوي!
وحين رأى علامات الاستغراب والدهشة على وجه الشيخ أضاف الخيون
(لقد كشف البريطانيون علينا جميعاً، والذي عنده خصيتان يطردونه، ومن يمتلك ثلاث خصى يجعلونه ملكاً)
قال الشيخ مستغرباً ومازحاً
(معقولة الملوكية بالخصاوي)؟
فقال الخيون الذي كان يريد التخلص من السؤال المحرج لزميله:
(إذا لم تصدق فأذهب وتلمس خصى فيصل، ستجد أنها ثلاثة)
رُوّيَت هذه الحكاية عن أشخاص آخرين، منهم السيد طالب النقيب ومهدي بحر العلوم، وآخرين، تذكرتها وانا أتابع الاهتمام المبالغ به بالإعلامي اللبناني السيد جورج قرداحي أثناء زيارته لبغداد، حيث تراكض السياسيون للالتقاط الصور معه، وجرى التعامل معه كبطل قومي وفاتح منتصر فقد حل كضيف شرف على معرض الكتاب، وأقام ندوات ومحاضرات، والتقى بشخصيات سياسية من عيار ثقيل، وأجرى حوارات ولقاءات، وروج لمستشفيات ومشاريع، وجرى تقديمه للجمهور بشكل غير مسبوق، وأصبح حديث الشارع لأيام.
هنا يأتي دوري لاطرح سؤالاً محورياً يهمني أكثر من أي شي آخر في قضية قرداحي، السؤال هو:
لماذا يحتاج شيعة العراق دائماً الى (قرداحي)؟ ولماذا لا يكون لديهم (قرداحيّهم) الخاص؟
هناك حالة غريبة من الانبهار بالآخر، وهذه حالة لصيقة في العادة بعقل الطوائف الصغيرة والأقليات، وليس المكونات الكبرى، وهذا ما يثير الاستغراب فقد كتب الشيعة آلاف الكتب عن الأمام علي عليه السلام لأنه محور تدينهم وهويتهم ، لكنهم يهتمون بما كتبه الأديب اللبناني جورج جرداق تحديداً -وهي كتابات مهمة على أية حال- لكن مؤلفي الشيعة كتبوا مئات الكتب الأكثر علمية وأهمية الا انها بقيت اقل انتشاراً من كتابات جرداق رحمه الله، كأننا نبحث في ما يكتبه كاتب من ديانة أخرى عن مشروعية لعلي بن ابي طالب الذي لا يحتاج لجرداق أو لغيره. كما ان هناك آلاف الأشعار والقصائد عن الأمام الحسين عليه السلام لكننا نركز على جملة شهيرة قالها المهاتما غاندي في الحسين العظيم هي (تعلمت من الحسين ان أكون مظلوماً فانتصر) كأننا نبحث عن مشروعية إضافية لرجل غيّر مسار التاريخ ولا يحتاج لغاندي او غيره. من جانب آخر هناك عشرات الوسائل الإعلامية ومئات الإعلاميين لكننا نترك كل هؤلاء ونتنافس على الظهور في صورة مع السيد قرداحي، السياسيون، ورجال الدين، والموظفون الرسميون، الحبربش، اللواحيك، الباحثون عن صور للفيسبوك، وتتحول زيارته الى بغداد الى حدث عاصف (لذلك أسباب سنبحثها في المقال التالي)
أنا اعتقد جازماً ان في العراق كتّاباً ومفكرين وإعلاميين كباراً أهم من قرداحي وأكثر تأثيراً منه، لكن السياسيين يرتابون منهم، والجمهور يخوّنهم او يحشرهم في زاوية (مع) او (ضد) ويريدهم ان يتخندقوا معه دون غيره دون ان يتيحوا لهم فرصة التفكير والتنفس خارج الصندوق، كما ان المؤسسات الإعلامية لا تحبهم، وتتوجس منهم، ولا تتفهم شغبهم المنتج، ولا تفسح لهم المجال ليعبروا عن هويتهم، وثقافتهم، لعجز في وعي تلك المؤسسات وشحها وجهلها بالتعامل مع الرأي العام، وعدم معرفتها بالإدارة الثقافية والتعامل مع مفردات القوة الناعمة، ولا يختلف في ذلك العجز مؤسسة حكومية او حزبية او خاصة.
والنخبة الفكرية العراقية المسكينة عاجزة بالطبع عن تسويق نفسها بالطريقة التي يجيدها السيد قرداحي وغيره وهذا عائد لطبيعة الشخصية العراقية وغواطسها المعقدة التي تحتفي بالكبرياء الشخصي وتفضلها على البزنس ولغة المصالح، لذلك ينعدم تأثير تلك النخبة التي ينتظر أفرادها دائماً ان تهتم بهم المؤسسة وتزيل الغبار عنهم وتمنحهم الاهتمام المعنوي قبل المادي، ولأن تلك المؤسسات تعيش غيبوبة جماعية وتستمرئ ملاحقة الصرعات و(الطشة) الفارغة دون الاهتمام بالتأسيس العميق والاستثمار في العقول نخسر الكثير من الطاقات والاقلام الفذة في الكثير من المجالات لأنها لا تمتلك ثلاث خصى كما يملك الضيف المحترم.
مسك الكلام: أعطني إمكانات MBC فأعطيك ألف قرداحي، وأعطني إدارة إعلامية راشدة ناضجة أعطيك ألف فيصل القاسم، أعطني مؤسسات إعلامية حقيقية أعطيك إعلاماً حقيقياً يجعلك تستغني على قرداحي وغيره، ففي هذا البلد أفواج من الطاقات الخلاقة المبدعة لكنها للأسف لا تمتلك سوى ما يمتلكه الرجل العادي تحت ثيابه، ولا تملك ثلاث خصى.
خصى قرداحي الثلاث
-الثانية-
من الواضح ان قرداحي الآن ليس مجرد إعلامي متقاعد يبلغ عقده السابع من العمر، بل أصبح يمثل (حالة إعلامية وسياسية) ومن الواضح ان الاهتمام بالسيد قرداحي جاء كرد فعل لمواقفه الأخيرة الداعمة لمحور المقاومة، سواء مواقفه في الساحة اللبنانية او موقفه الذي دفع ثمنه غالياً حينما قال (ان حرب اليمن عبثية) وهو في تقديري موقف شجاع، وانا ممن يقولون بصراحة: ان حرب اليمن حرب عبثية سخيفة فارغة بلا معنى ويجب وقفها حفاظاً على الانسان والسيادة والمقدرات. وانا من الذين أعلنوا تأييدهم له في ازمته. أهمية موقف السيد قرداحي تأتي من كون السعوديين المنغمسين في تشعبات لبنان والمتورطين في حرب اليمن هم أصحاب فضل كبير على السيد قرداحي، فقد جعلوه من أصحاب الملايين وأصحاب العقارات والاستثمارات والأطيان(بعض التقارير تتحدث عن انه يمتلك ثروة تصل الى 20 مليون دولار، إضافة الى عقارات بعشرات الملايين) لكنه تخلى عن السعوديين في النهاية وذهب الى المعسكر المنافس التزاماً بقناعاته الخاصة، وربما مصالحه!
ومن الواضح ايضاً ان هناك من يريد ان يسجل هدفاً في مرمى الرياض التي أزعجتها تصريحات قرداحي حول اليمن فقامت بمعاقبته بالضغط على الحكومة اللبنانية لدفع قرداحي لتقديم استقالته كوزير في الحكومة اللبنانية ثم الضغط على ابنتيه اللتين تعملان بوظائف مرموقة في الخليج، فجاءت دعوته الى العراق وإبداء اهتمام (شيعي) به بطريقة كرنفالية كنوع من الاحتفاء به وتكريمه على مواقفه واحتوائه ورد الاعتبار له، وهذا واضح من برنامج زيارته ونوعية اللقاءات التي أجراها.
في نفس الوقت هناك رغبة بتوجيه صفعة بقفاز من حرير للسعودية، وهي طريقة ذكية للقول للسعوديين: هذا هو رجلكم الذي صنعتموه ثم رفض الانصياع لكم فعاقبتموه، فأصبح الآن في صفنا وها نحن نحتفي به، ونجعله يزور مراقدنا المقدسة.
في زيارة قرداحي رسالة خفية أخرى تأتي في إطار ما يمكن تسميته بـ(حرب معارض الكتاب) بعد ان استضافت السعودية قبل فترة في حدث غير مسبوق وزير الثقافة العراقي حسن ناظم رفقة عدد كبير من المثقفين العراقيين في معرض الرياض للكتاب حيث جرى التعامل مع الوفد العراقي كضيف شرف لم يدخر رئيسه وسعاً في مجاملة السعوديين بطريقة لم يعتدها العراقيون وهو امر يزعج بالطبع خصوم السعودية.
ولا استبعد بأن ترد السعودية على ضربة قرداحي الناعمة الأخيرة بدعوة عدد من الشخصيات اللامعة العراقية (خصوصاً الشيعية منها) الى أقرب معرض للكتاب يقام على أراضيها كنوع من حرب القفازات الحريرية، ولا استبعد أيضاً ان تكون السعودية ضيف شرف في معرض الكتاب القادم في العراق، خصوصاً ان لدينا جهتان تتنافسان على إقامة معارض الكتاب في العراق ولكل منهما مزاج خاص بها، فواحدة تستضيف جورج قرداحي المؤيد لمحور المقاومة، والأخرى تستضيف الروائي يوسف زيدان، والإعلامي إبراهيم عيسى المناوئين للإسلام السياسي. وكل فريق يكيد للطرف الآخر ويشاغبه، وفي نوعية الدعوات ودور النشر المشاركة تباين واضح يشي بنوعية ذلك التنافس الحاد.
وما دمنا نتحدث عن المعارك التي تستخدم فيها الأسلحة الناعمة فلا استبعد ايضاً موجة من حفلات محمد رمضان وأليسا وحسن شاكوش وامثالهم، ولا استبعد تظاهرات منددة بتلك الحفلات، فوسائل الحرب الناعمة كثيرة وهي لا تهدأ ابدأ، وهذه المعارك تحسم في العادة لمن يعطيها أكثر ولمن يحسن إدارتها وينفق عليها أكثر.
مسك الكلام: بكل صراحة تابعت بعض اللقاءات التي أجراها السيد قرداحي في العراق فلم أجد لديه أفكاراً عميقة او تصورات واضحة، ومهاراته الذهنية لا تتجاوز مهارات مقدم برامج متوسط المستوى او ممثلاً يجيد مخاطبه جمهوره بلطف وكياسة، لكنه رجل علاقات عامة ناجح وانيق ووسيم وهو قادر على تسويق نفسه بطريقة ممتازة جداً، وتمنيت ان يبقى دوره في الترويج لمعرض الكتاب فقط وانا لا يُزج او يزج نفسه في الشأن السياسي. فاللي بينا يكفينا
خصى قرداحي الثلاث
-الثالثة-
بداية لا مشكلة شخصية عندي مع السيد قرداحي، واعتقد انه شخصية إعلامية معروفة وناجحة تستحق ان تكون ضيف شرف في أي محفل ثقافي او إعلامي، وانا احب صوته الرخيم وإطلالته الهادئة على الشاشة، واعتقد ان اللجنة المنظمة لمعرض الكتاب فعلت حسناً باستضافته لأغراض تسويقية كما تفعل المعارض الأخرى عندما تستضيف شخصيات ثقافية وإعلامية وفنية لأغراض جذب القراء الى المعارض، ولو كنت مكانهم لفعلت ما فعلوا، فلا يعتقدن أحد اني أكتب عنه لغرض شخصي، لذلك اتركوا صراع المعسكرين المتصارعين، وتعالوا نتحدث بصراحة ونركز على ما هو أهم.
انا أريد ان أقول بصراحة: لماذا انتج العراق رموزاً إبداعية ثقافية وفنية في الشعر والقصة والرواية والمسرح والفنون والرياضة وغيرها، بينما فشل في تقديم نماذج إعلامية تتخطى حدود جمهور المؤسسات التي تعمل بها. فنحن قدّمنا للعالم العربي: الجواهري، والسياب، والبياتي، ومحمد باقر الصدر، ومظفر النواب، وناظم الغزالي، وعلي الوردي، واحمد الوائلي، وجواد سليم، ومحمد مكية، واحمد مطر، واحمد راضي، ويونس محمود، وغيرهم، ونقدم الآن كاظم الساهر، ونصير شمه، واحمد سعداوي، وعلي بدر، وانعام كجه جي، وعلي عبد النبي الزيدي، وباسم الكربلائي، والعشرات غيرهم، فلماذا لم نقدم نموذجاً اعلامياً كجورج قرداحي او فيصل القاسم، او عمرو أديب، او مفيد فوزي، او هالة سرحان، او حتى عبد الرحمن الراشد، او تركي الدخيل، او داود الشريان، او جلال عامر، فضلاً عن ان نقدم نموذجاً كمحمد حسنين هيكل، او فهمي هويدي، وأنيس منصور، ولماذا ننبهر بالسيد قرداحي في الوقت الذي يقضي فيه اعلاميونا وقتهم يعانون الإحباط والقهر وهم (يشخطون) أيامهم دون اهتمام ودون دعم، او يجلسون في بيوتهم بانتظار ان ترن هواتفهم حاملة عرض عمل ليعودوا الى هواية (شخط) الأيام، بالعربي: لماذا فشلنا في إنتاج (قرداحينا) الخاص؟
السبب يعود الى غياب تقاليد العمل الصحفي، وقصقصة أجنحة الصحافة بمقص التسييس المبالغ به، وغياب الابداع، وفقدان المروءة في بعض المؤسسات، وفقدان الإنصاف والشعور بالمسؤولية، وغياب الاحترام لمهنة الصحافة ومهنة الكتابة التي قمنا بإهانتها كثيراً وإهانة ممتهنيها بأبعادهم او إقصائهم ومحاربتهم في أرزاقهم وفي فرصهم في الحياة، او ان النخبة السياسية لم تقدم ما يعطي هؤلاء الإعلاميين والكتاب مبرراً للدفاع عنها،
اما قرداحي فهو رجل صنعته الميديا وثورة القنوات الفضائية، فلم أقرأ للرجل مقالة او كتاباً او أي اشتغال فكري عميق بعيد عن عالم الترفيه، ولم يحصل على شهادة علياً، ولم يطرح نفسه كصاحب فكر، ولم يكن أكثر من إعلامي اشتغل في صحف محلية ثم عمل في إذاعة مونت كارلو، وكان يمكن ان يخفت ذكره مثل المئات غيره، لولا الفرصة التي حصل عليها من السعودية وتحديداً من قناة MBC التي حولته الى نجم شهير بفضل مواصفاته كمقدم برامج يمتلك كاريزما مؤثرة في برنامج يستقطب ملايين المشاهدات، برنامج (من يربح المليون) الذي وضعت قناة MBC فيه كل ثقلها كان كفيلاً بأن يحوّل أي شخص يمتلك قدراً من الوسامة يقدمه الى نجم شهير ومؤثر لأن البرنامج بكل بساطة يوزع نقوداً، ولا يبيع كلاماً فارغاً، ولا يجبر المشاهد على الاستماع الى ثرثرة سياسيين لا يعرفون من السياسة الا قشورها، ولا يشغل وقت المشاهد بحوارات مملة أكثرها دراماتيكية حوارات السيد مشعان الجبوري.
(من يربح المليون) نموذج من برامج البذخ الاستعراضي التي تبذر المال، لكنها تأتي بالمال ايضاً وتأتي بالجمهور، وتصنع النجم، وتأتي بالتأثير الذي يهدف اليه عمل المحطات الفضائية، وهذا مالا تفهمه الكثير من المؤسسات الإعلامية العراقية المسكونة بمبدأ التقشف والتقنين وبخل النفس واليد وضيق الأفق والخوف على الكرسي.
تنامت أسطورة قرداحي لدرجة ان صحف ومجلات السعودية طوال سنوات كانت تصنع نجوميته بحوارات واستفتاءات وأخبار تزيد من رصيده الإعلامي والاجتماعي، فهي تارة تختاره رجل العام، وتارة تصنفه الرجل الأكثر تأثيراً في العالم العربي، وتارة تضعه مع اقوى مئة رجل، ثم ينتج الرجل ماركته الخاصة من العطور، وبعدها تضعه بعض الاستفتاءات كحلم للنساء العربيات وأكثر الرجال وسامة رغم كهولته، وقدماء مهنة الصحافة يعرفون ان كل تلك الهالة مصنوعة ومفبركة وغير حقيقية وهي جزء من البروباغندا التي تصنعها الميديا والعلاقات العامة لأغراض تسويقية وربما سياسية تهدف الى استخدام الواقع الإعلامي وتكريسه كواقع سياسي.
فالأعلام والفن في العالم كله يصنعان نجوماً يتحولون فيما بعد الى ماركات مسجلة تجذب الجمهور والدولارات والتأثير الشعبي لشركات الإنتاج والمؤسسات الإعلامية والأحزاب السياسية او الدول، وهذا جزء من الاستثمار في النجومية، وهذا أمر أصبحت تعرفه الفاشنستات الأمّيات اللائي يروجن لبضاعتهم في التيكتوك والانستغرام، ولا يعرفه مسؤولو بعض وسائل الإعلام العراقية للأسف.
وحين اختلف جورج مع توجهات الرياض حرضت عليه كل وسائلها الإعلامية وعمالتها الإلكترونية وعملت على محوه لتأديب غيره، مما اثار الرغبة بالتعاطف مع وتوجه ضربة تحت الحزام للاعلام السعودي.
مسك الكلام: العراقيون محصنون ضد من يفد من الخارج ليروج لموقف ما فقد رأوا سابقاً محمد صبحي، وعادل إمام، ورغدة، وجورج غالاوي، وعبد الباري عطوان، وفيصل القاسم، وحميدة نعنع، ووليد أبو ظهر، وسمعوا أغاني سميرة سعيد ورباب الكويتية وسوزان عطية التي كانت تتغزل بشوارب القائد من الذين كانوا ينافقون النظام السابق ليحصلوا على حفنة دولارات او كوبونات نفط وينصرفون تاركين العراقيين لأوجاعهم، فلم يعد من المجدي ان يلعب احد مع العراقيين هذه اللعبة لأنه سيخسر ماله دون جدوى.