التعليم الألكتروني .. خصائصه ..انواعه ودور المعلم فيه
شهدت العقود القليلة الماضية تدهورا في جودة التعليم الذي تقدمه الكثيرمن المؤسسات الاكاديمية وارتفاع نسبة الامية الوظيفية وازدياد حاد في نسب البطالة بين الخريجين، فالتعليم لا يرتبط حصرا بقاعات الدراسة حيث تُظهر الامكانيات الاجتماعية التقنية الجديدة آمالا واعده في فرص تعليم جديدة والتي بامكانها ان تحدث فارقا ملحوظا، فأصبحت الحاجة ملحة وضرورية في استخدام الانترنت والتقنيات الجديدة، كما ان هناك العديد من الناس والمؤسسات الراغبين باستخدام التكنلوجيا لدفع عملية التعلم المبني على التنظير لتأطير فهم وابداع المتعلمين.
التعليم الإلكتروني أو E-Learning هي وسيلة تعليمية مواكبة للعصر وتغيّراته، لتحقيق الفائدة الكبرى للمُتَعلِّم باستخدام طرق حديثة لدعم العمليّة التعليميّة ومُجرياتها، وتحقّق هذه الطريقة قدراً عالياً من الإبداع وتساعد على تنمية المهارات لدى المتلقى وتقلّل من التلقين، وتعريف التعليم الإلكتروني واسع فهو يشمل كل الأشكال الإلكترونية التي توجه لأهداف تعليميه. ومن خلاله يمكن للفرد التعلم حسب وقته وإمكانياته وطاقته وقدراته، وسيتعلم ما يريده هو وسيحصل على الخبرات التي يبحث عنها، وللوصول إلى التعليم الالكتروني لا بدّ من وجود حاسب آلي أو جهاز ذو إمكانيات للحصول على المعلومة، واتصال بشبكة الإنترنت فلا بدّ من الحصول على المعلومات المحدثة أولاً بأول، فيتم تصميم غرف تدريس رقمية افتراضية يقدم فيها المُحتوى باستخدام الأشرطة المسموعة والفيديوهات المرئية والأقراص المدمجة وكل هذا يعتمد على الإنترنت.
فيمتلك التعَلّم الإلكتروني عديدا من المميزات التي يفتقدها نظيره التقليدي، وهذه المميزات أدت إلى انتشار التعلم الإلكتروني بوتيرة متسارعة جدًا، فيوجد الآن ملايين المتعلمين في العالم يعتمدون بشكل أساسي على هذا النوع من التعلم في اكتساب المهارات، والخبرات، وتعَلّمِ ما يريدونه، ومن المميزات التي أدت إلى اجتياح التعلم الإلكتروني مجال التعليم، بل وتفوقه على نظيره التقليدي:
بَلغت التَكلفة الدراسية السنوية لطلاب التعليم الجامعي بالولايات المتحدة الأمريكية خلال العام الدراسي 2013- 2014 ما يزيد عن 18 ألف دولار للمعاهد والجامعات الحكومية، بينما وصلت هذه التكلفة إلى ما يزيد عن 36 ألف دولار للمعاهد والجامعات الخاصة، إذًا تُكلف الدراسة الجامعية في المتوسط ما يقرب من 20 ألف دولار سنويًا، وهو ما يُغرق الطلاب وأسرهم في الديون، فقد بلغ متوسط ديون الطلاب خلال العام الماضي حوالي 30 ألف دولار.
لذلك تُعتبر أكبر العيوب الحقيقية للتعليم التقليدي هي النفقات الباهظة التي يتحملها الطلاب وذووهم، على عكس التعلم الإلكتروني الذي أصبح الآن مجانيا بشكل شبه كامل، فمئات الجامعات والمعاهد العالمية عرضت عديدا من المساقات عالية الجودة، المُقدمة من أفضل المحاضرين والأساتذة عبر مواقع التعلم الإلكتروني المختلفة.
وحتى أغلي الدورات التدريبية المكثفة عبر الإنترنت لا تصل تكلفتها إلى نصف تكلفة التعليم التقليدي في العام الواحد، فتكلفة واحد من أغلي البرامج التدريبية لتعلم البرمجة يبلغ ما يقارب 10 آلاف دولار، حيث يركز المحاضرون والخبراء على تعليم الطلاب مهارات البرمجة اللازمة، حتى يصبح الطالب مُبرمجًا ومطورًا محترفًا خلال 12 أسبوعا مكثفا، كما يستطيع 90% من خريجي البرنامج إيجاد فرصة وظيفية في أقل من 3 أشهر بعد التخرج.
خصائص التعليم الالكتروني:
توفير مصادر متعددة ومختلفة للمعلومات تتيح فرص المقارنة والمناقشة والتحليل والتقييم .
إعادة هندسة العملية التعليمية بتحديد دور المدرس والطالب والمؤسسة التعليمية.
استخدام وسائط التعليم الإلكتروني في ربط وتفاعل المنظومة التعليمية (المدرس، والطالب، والمؤسسة التعليمية، والبيت، والمجتمع، والبيئة)
تبادل الخبرات التربوية بين الافراد من خلال وسائط التعليم الإلكتروني.
تنمية مهارات وقدرات الطلاب وبناء شخصياتهم لإعداد جيل قادر على التواصل مع الآخرين وعلى التفاعل مع متغيرات العصر من خلال الوسائل التقنية الحديثة.
نشر الثقافة التقنية بما يساعد في خلق مجتمع إلكتروني قادر على مواكبة مستجدات العصر الراهن والتفاعل معها بايجابية .
أنواع التعليم الالكتروني:
التعليم الالكتروني المتزامن (Synchronous e-Learning)
هو التعليم على الهواء أو البث المباشر، والذي يحتاج إلى وجود المتعلمين في نفس الوقت أمام أجهزة الحاسوب، لإجراء النقاش والمحادثة بين المتعلمين أنفسهم، وبينهم وبين المعلم، ويتم هذا النقاش بواسطة مختلف أدوات التعليم الإلكتروني وهي: اللوح الأبيض – الفصول الافتراضية– المؤتمرات عبر (الفيديو، الصوت) – غرف الدردشة.
إيجابياته
حصول المتعلم على تغذية راجعة فورية.
تقليل التكلفة .
الاستغناء عن الذهاب إلى مقر الدراسة.
ســـلبياته
حاجته إلى أجهزة حديثة وشبكة اتصال جيدة.
التعليم الالكتروني غير المتزامن (Asynchronous e-learning)
وهو التعلم غير المباشر أي لايحتاج المعلمين والمتعلمين بنفس الوقت. حيث يستطيع الطلاب المسجلين في مساقات التعلم غير المتزامن اكمال اعمالهم مزامنة مع هذه الدورات.غالبا ما يكون التعليم غير المتزامن من خلال وسائل التكنلوجيا مثل البريد الألكتروني والمحاضرات المسجلة عبر الفيديو والملفات الصوتية والمراسلات البريدية التقليدية.
إيجابياته
المتعلم يحصل على الدراسه حسب الأوقات الملائمه له، وبالجهد الذي يرغب بتقديمه.
يستطيع الطالب إعادة وتكرار المادة والرجوع اليها الكترونيا كلما احتاج لذلك.
ســـلبياته
عدم استطاعه المتعلم الحصول على تغذيه رجعيه مباشره من معلمه.
هذا النوع من التعليم يكون فيه المتلعم أنطوائي او منعزل عن زملائه واساتذته.
من اجل انجاح هذا النوع من التعليم هناك عدة شروط لذلك منها تحديد الأهداف التعليمية الواجب تحقيقها وكذلك قبول إجابات وأفكار ونتائج متنوعة، وتقديم المعرفة بدلا من توصيلها ونقلها بالاضافة الى تقويم المهمة التعليمية بدلا من تقويم مستوى المعرفة هو يمثل أهم شرط مع تشجيع المجموعات المتباعدة بدلا من المحلية.
قـــــد يتبادر إلى ذهن من يقرأ الموضوع، أننا بإدخال تقنية الحاسب و التعليم الالكتروني نلغي دور المعلم في العملية التربوية التعليمية…فالتعليم الإلكتروني لا يعني إلغاء دور المعلم بل يصبح دوره أكثر أهمية وأكثر صعوبة فهو شخص مبدع ذو كفاءة عالية يدير العملية التعليمية باقتدار ويعمل على تحقيق طموحات التقدم والتقنية. لقد أصبحت مهنة المعلم مزيجا من مهام القائد ومدير المشروع البحثي والناقد والموجه.
ولكي يكون دور المعلم فعالاً يجب أن يجمع المعلم بين التخصص والخبرة مؤهلاً تأهيلاً جيداً ومكتسباً الخبرة اللازمة لصقل تجربته في ضوء دقة التوجيه الفني.
ولا يحتاج المعلمون إلى التدريب الرسمي فحسب بل والمستمر من زملائهم لمساعدتهم على تعلم أفضل الطرق لتحقيق التكامل ما بين التكنولوجيا وبين تعليمهم. ولكي يصبح دور المعلم مهما في توجيه طلابه الوجهة الصحيحة للاستفادة القصوى من التكنولوجيا على المعلم أن يقوم بما يلي:
أن يعمل على تحويل غرفة الصف الخاصة به من مكان يتم فيه انتقال المعلومات بشكل ثابت وفي اتجاه واحد من المعلم إلى الطالب إلى بيئة تعلم تمتاز بالديناميكية وتتمحور حول الطالب حيث يقوم الطلاب مع رفقائهم على شكل مجموعات في كل صفوفهم وكذلك مع صفوف أخرى من حول العالم عبر الإنترنت.
أن يطور فهما عمليا حول صفات واحتياجات الطلاب المتعلمين.
أن يتبع مهارات تدريسية تأخذ بعين الاعتبار الاحتياجات والتوقعات المتنوعة والمتباينة للمتلقين.
أن يطور فهما عمليا لتكنولوجيا التعليم مع استمرار تركيزه على الدور التعليمي الشخصي له.
أن يعمل بكفاءة كمرشد وموجه حاذق للمحتوى التعليمي.
ومما لاشك فيه هو أن دور المعلم سوف يبقى للأبد وسوف يصبح أكثر صعوبة من السابق، فالتعليم الإلكتروني لا يعني تصفح الإنترنت بطريقة مفتوحة ولكن بطريقة محددة وبتوجيه لاستخدام المعلومات الإلكترونية وهذا يعتبر من أهم أدوار المعلم.