خسر ممثلوا الشعب رجلاً عندما غادر موقع رئيس مجلس الوزراء؛جلس على مقعد البرلمان ثمان سنوات متتالية
لم يكن فيها نائباً ورئيساً لاكبر ائتلاف فحسب بل كان صمام امان وبلسماً لجميع الازمات والمشاكل..لم يكسب هذا الاحترام من عمره وموقعه وثقافته وتوجهاته اذ جاء كل هذا من محبته واحترامه لجميع النواب على مدى الثمان سنوات؛فلم نتذكر يوماً انه اختلف مع احد بل كان على الدوام الحل لكل اختلاف.
خسر ممثلوا الشعب رجلاً عندما يطلب الكلام ينتبه اليه الجميع وعندما يتكلم يسيطر الصمت على القاعة وتتوجه الاسماع الية وبكل عناية….لم نره يوماً تحدث لاجل الحديث ..صحيح انه يسكت طويلاً ولكنه عندما يتحدث لا ينطق الا بالحق؛وكم من مرة صفق له النواب مع العلم ان التصفيق قد الغي في بداية الدورة السابقة (2010)..لم يدخل في حديث جانبي مع احد اثناء الجلسة رغم ان الداخل والخارج من النواب يؤدي له التحية.ولم نره وهو يجري مكالمة هاتفية اثناء سير الجلسة….
لم يكن متوقعاً ان يرشح الدكتور ابراهيم الجعفري لمنصب وزير الخارجية في الحكومة الجديدة ؛ولم يكن متوقعاً ان يصوت البرلمانيون له و بالاغلبية مضحين بشخصية يصعب ان تجد لها بديلاً اذ سيبقى مكانه شاغراً رغم اشغاله من برلماني اخر.
عتبي على البرلمانين اللذين رفعوا ايديهم بالموافقة على هذا الترشيح حتى ان كان رفع الايدي تعبيراً عن المحبة والاحترام والتقدير ؛اذ كان من الاولى بهم التعبير عن كل هذه المشاعر بعدم رفع الايدي والتمسك ببقاءه برلمانياً ومعلماً واباً وصديقاً للجميع..
خسر البرلمانيون في السيد الجعفري كل ذلك ؛وربحا الخارجية العراقية وزيراً يكبر هذا الموقع بكثير…