18 ديسمبر، 2024 9:51 م

خسارة الحركة الديمقراطية الآشورية انتخابيا

خسارة الحركة الديمقراطية الآشورية انتخابيا

” أسئلة واجابات ”
· هل كانت الخسارة الجسيمة التي منيت بها الحركة الديمقراطية الآشورية متوقعة ؟ ولماذا كانت النتيجة هكذا ؟ ومن هي الجهة المسؤولة عن هذا الانحسار الشعبي الواضح لمنزلة الحركة ذات التاريخ النضالي العريق ؟
للاجابة الوافية على هذه الاسئلة الثلاثة تقتضي الاشارة الى ان تلك الخسارة كانت متوقعة حقا رغم المكابرة والهروب الذي لجأت اليه قيادة الحركة بعناوين لا اساس لها من الصحة في الادعاء أن الاصوات التي اعطيت لمرشحيها كانت كافية لفوزهم لكنها شردت ومنحت الى جهات أخرى ونعتقد انه من غير المنطق والواقع ان لا تقر بالنتيجة، وتعترف بالخسارة.
أن التنصل عن مسؤولية قيادة الحركة في الخسارة وإلقاء اللوم على منهج تزويري ليس سوى محاولة يائسة لابعاد التهمة عن تلك القيادة والتحصن بالادعاءات الفارغة على اساسها من اجل ايهام المجتمع العراقي المسيحي انها قيادة ناجحة لا ترقى اليها الشكوك والاتهامات، مع العلم ان ما وصلت اليه الحركة من انحسار في شعبيتها وتراجع علاقاتها في الوسط المسيحي العراقي وفي الوسط الوطني العام جاء نتيجة سلسلة متراكمة من الاخطاء التي ارتكبتها القيادة الحالية وعنادها في تأثيث الخراب الذي اصابها، وعدم اصغائها للمناشدات والملاحظات التي طرحت خلال مؤتمراتها، وكذلك ضمن سياق حركتها، فلقد اغلقت قيادة الحركة اذانها عن كل الملاحظات التي حذرت منها كوادر وهيئات واصدقاء كانوا جزءا من النسيج الجماهيري للحركة لا بل دأبت تلك القيادة الى اللجوء الى التسقيط الرخيص لمناضليها الذين اضطروا الى الابتعاد عنها بعد أن اصابهم اليأس من امكانية التصحيح والانتباه الى الانعطافات الخطيرة التي ضربتها وكانت سببا مباشرا في الحاق الاذى بوجودها النضالي العريق الذي تميزت به في مواجهة الحكم الديكتاتوري السابق.
· لقد كانت الحركة الديمقراطية الآشورية بعمق نضالي مشرف وكان ينبغي ان تحافظ عليه سلوكا وتاريخيا لا بل كان امامها فرص عديدة لجمع شمل كل الاطراف المسيحية تحت خيمتها وقيادتها عندما كانت تتمتع بجماهيرية واسعة، لكن انشغال قيادة الحركة في ترتيب اوضاعها الشخصية والمصالح الضيقة للعائلة فحسب، ادى بها الى هذا المنحدر خاصة وانها استخدمت مواقف الحركة على قائمة الولاء والعمالة لهذا الطرف أو ذاك، واستخدمت مواقفها في عمليات بيع وشراء لمن يضمن وجود القيادة المذكورة على حساب هوية وحقوق المكون الكلداني السرياني الآشوري، ومن احدى العينات التي تستحق التشخيص في هذا الشان محاولة السيد يونادم كنا انكار حصول عمليات اغتصاب لأملاك مواطنين مسيحيين، وهي عمليات كنت قد نبهت اليها في وسائل الاعلام باكثر من تصريح وحديث، واشار اليها القضاء العراقي بعد المذكرة التي رفعتها الى مجلس القضاء الاعلى منظمة حمورابي لحقوق الانسان بالارقام والوثائق الدامغة.
· وفي سياق هذه الوقائع فأن من اسباب الخسارة البرلمانية التي منيت بها الحركة، أن قيادتها درجت على تقديم وعود فنتازية غير واقعية ولم تتطرق الى الواقع من اجل البناء عليه في مواجهة الانتهاكات التي تعرض ويتعرض لها المسيحيون العراقيون منذ عام 2003 وحتى الآن، والتماهي مع المكونات الكبيرة في سياسات ارضائية ليس الا.
· لقد تعاملت قيادة الحركة الديمقراطية الآشورية باعتماد مواقف تحركها ردود الفعل العصابية لمجرد حصول اي نقد يطرح لتصحيح مسيرتها، وهكذا خسرت من رصيدها التنظيمي عقول متمرسة علما أنني ومن خلال المسؤولية التي اضطلعتها في المكتب السياسي للحركة، لم اترك مناسبة دون أن احذر من الوقوع في المحظور الذي هو عليه الحركة الآن، وتداولت في ذلك مع العديد من النخب السياسية والثقافية لشعبنا.
أن ما يحز في نفسي ونفس كل كلداني آشوري سرياني شريف هذه الخسارة الانتخابية، وكذلك المحاولة اليائسة المتمثلة في تنصل قيادة الحركة عن مسؤولياتها في كل ما جرى، واذا كان لا بد من خطوة يمكن ان توقف هذا التدهور الذي عرض ويعرض وجودها الى التآكل، فأنني ارى ضرورة الدعوة الى عقد مؤتمر لها تحضره كل كوادرها الحالية وأن يصار الى مراجعة دقيقة ليس فقط بما يتعلق بالنتيجة الانتخابية المخيبة للآمال، وانما ايضا معالجة كل الاخفاقات الآخرى لمداواة الجراح الغائرة التي تسببت بها القيادة الحالية، وفي هذه المناسبة ايضا لا يفوتني أن اقدم التهنئة عاليا للعناصر السريانية الكلدانية الآشورية الجديدة والشابة التي فازت في الانتخابات، وأعول عليهم في ان ينتصروا لحقوق شعبنا في رسم سياسات ومناهج عمل واعدة للحفاظ على هويته وانصاف مطالبه وحقوقه في الشراكة الوطنية التنموية الديمقراطية.