22 ديسمبر، 2024 2:42 م

خزينة خاوية وبذخ رئاسي

خزينة خاوية وبذخ رئاسي

اخيرا قدمت الحكومة موازنتها لعام ٢٠١٥ وسكت عن موازنة عام ٢٠١٤ والتي لا يمكن السكوت عنها لانها الموازنة التي تعرضت لاكبر نهب للمال العام في تاريخ العراق

ومن يراجع الارقام الاولية لارقام الموازنة يكتشف حجم المغالطات التي يحاول من اعد الموازنة تمريرها على اعضاء مجلس الوزراء وعلى مجلس النواب.

لسنا لنناقش مغالطات ارقام الموازنة ولكن يهمنا الاشارة الى تناقض اساسي في السياسات التي تتبعها الدولة .

 انا كمواطن اريد ان اسأل سؤال بسيط اوجهه الى الدكتور العبادي  والدكتور فؤاد معصوم هل الشعب في خدمة الحكومة ام الحكومة في خدمة الشعب ؟

اليوم الحكومة حرمت ابناءنا من التعيينات كما حرمتهم في العام الماضي ولكنها تتكرم علينا بثلاثة نواب لرئيس الجمهورية راتب كل واحد منهم (فقط الراتب) يكفي لتعيين مائة وخمسون موظف اليس هذه جريمة بحق الشعب وما حاجتنا بهؤلاء النواب وكلنا يعلم ان كل واحد منهم اصبح يملك مئات الملايين من الدولارات سواء اتت بطريق مشروع او غير مشروع .

اما لو اردنا ان نتحدث عن الحاشية والمحاسيب والحمايات وجوانب الابهة والخيلاء التي يريدون احاطة انفسهم بها لفضلنا ان نفعل كما فعل البو عزيزي قهرا وهما من قيادات فرضت نفسها علينا ومتعتها على حساب الشعب الجائع  !

اريد ان يتفضل كل نائب من نواب الرئيس ان يقول لي ما هي المهمة الوطنية التي يؤديها  ؟

يقول علاوي انه يتولى مهمة المصالحة الوطنية فاسأل وبعد مضي فصل تشريعي هل تقدم لمجلس النواب بمشروعه للمصالحة الوطنية ام هي خدعة  الهدف منها اعطاء مبرر لوجوده

اما اسامة النجيفي فيطرح نفسه قائدا لتحرير نينوى فهل يصدق احدا من العراقيين هذا الادعاء ؟!

اما المالكي فلا زال يعتقد نفسه القائد الضرورة الذي ينتظر فشل العبادي ليحل محله ليكمل تسليم العراق لداعش واخواتها

ولكن ربما فاتنا نحن البسطاء من الناس فهم حقائق الامور وخفايا السياسة لذلك اطلب من فخامة رئيس الجمهورية بيانا صريحا صادق يقول فيه مدى حاجته لثلاثة نواب  وما هي المهمة الملقاة على كل نائب منهم .

نحن الشعب المقهور الذين لا تتوفر لنا فرص العمل او السكن او مصدر عيش ممكن ان نحتمل الميزات التي تتحقق للوزير لانه يقدم خدمة لنا حتى لو كانت ناقصة ولكن كيف نستطيع ان نحتمل وجود ثلاثة نواب لرئيس الجمهورية راتب ومخصصات وميزات كل واحد منهم توازي ما لدى رئيس الجمهورية ؟!!

لننظر الى دول العالم ومن فيها لديهم ثلاثة نواب لرئيس الجمهورية ! امريكا اعظم دولة في العالم رئيس الجمهورية هو رئيس الوزراء فيها وله نائب واحد فقط فهل مهمات الرئاسة عندنا اكبر من مهمات الرئيس الامريكي ؟!

كل واحد من هؤلاء النواب زعيم كتلة انتخابية و بامكانهم لو ارادوا خدمة شعبهم  ان يكونوا وزراء وعندها نفهم دورهم ومهمتهم كما يمكن لنا ان نضعه موضع الاختبار  اما وقد اصبح كل منهم نائبا للرئيس فكيف نختبره وباي معيار ؟

هنا لا يسعني الا ان اقف احتراما للدكتور عادل عبد المهدي عندما قدم استقالته لانه لم يرض ان يكون مسؤولا في الدولة دون ان تكون له مسؤولية محددة

لذا فانا اطالب نواب الرئيس ان يتفضلوا فيقدموا استقالاتهم لاننا باختصار لا نريدهم ونحن في غنى عن خدماتهم ! اما دورهم السياسي فبإمكانهم ان يؤدوه  وهم خارج السلطة فمكانتهم وشعبيتهم تغنيهم عن الحاجة المواقع ..

فهل سيستجيب اصحاب الفخامة نواب الرئيس .. واضمن لهم  زيادة في شعبيتهم لا يتوقعونها ؟