منذ أن عدت من ذاك السهل الخريفي الممطر وأنا أشعر بترف الشعور وكأنني أرتشف الكتابة على مهل وبضجر متعمد…..
منذ أن وصلت إلى أول السطر وأنا أحاول أن أنسج نصاً على ناصية ثوب أبيض وأرتديه كشال حريري…
كأنني أفرغت آخر قطرة حبر على ذاك الرصيف المبلل وتركت نفسي أسبح فوق سطح غيمة لا حدود لها….
وكأن قرطاسية الورق تطير كطائر حر على مستوى منخفض حتى يخيل إليك إن جناحيه تلامس رمش عينيك…..
هل إختبرت مرة ذاك الشعور بالوهن الكتابي؟! في حين أن الكلمات تصطف كتلاميذ مدرسة على طول شوارع مخيلتك تنتظر أسطرك الخالية من موسيقى الحرف…
إنني أتورط في هذا الترف الكتابي وكأن حروفي أنثى تمشي بأحذية عالية وعلى أنغام وتر وريش….
هل تصورت يوماً إن المفردات ستغفو على راحة قلمك بذاك السكون الخيالي؟! إنني أطلق سرب حمام أبجديتي تغادر أقفاص الورق بعد أن وعدتك بأن ترتشف رسالتي الأولى بعد عودتي من فصل خريفي أخضر…
بعد أن كانت الكلمات تنتظم في ذاكرتي كأنني أكتبها فوق سطح منضدة في حين إنني كنت أجمع تفاصيل أكثر الأشياء جمالاً واستبدلها بتفاصيل أشد تعباً وإكتضاظاً في دهاليز يومي….
سأعاود الكتابة بعد أن أتحرر من هذا الوهن الذي يبقيني على حافة جرف ضيق… بعد أن تصلك هذه الرسالة لربما حينها قد إستبدلت رخوية قلمي وأخرجني من شراشف الضجر وإستطعت أن أزيح بأصابعي المترنحة ستائر ورقي حتى يتسلل ذاك الضوء الشمسي إلى شرايين سطري….