18 ديسمبر، 2024 8:11 م

يتلاشى في خريف كلماتي الخوف من الحوار ، الكلام ينتظر تكاثر الحروف لتعيش الكلمات . في غابات الصمت أشجار الأدب تنتظر الحصاد ، قوارب القوافي تجمع المحاصيل ، تطير لنشرها فوق البيوت ، التاريخ اللغوي يحتل الشوارع ، ترى الناس فيه هيبة لغة الضاد .
جمعت من ذرات الهواء حبري ، وعلى صفحات الريح كتبت خطابات الوجود ، شلال معناها يروي ظمأ العقول ، يرسم أعماق من نور , عندما تتساقط كلماتي في خريفها يكون لون الأرض عرس من سبع معلقات ، تلتف حول الجذوع وتغني الأغصان نشيد 28 حرفا .
مدن الكلام على نوافذها تنمو الشموع ، كلماتها الناطقة اقوى من إلف لسان ، حرفها الأخير رمح يخترق الدروع ، يحفر بحر في بئر جاف ، يعلم الفراغ الكتابة ، على أنقاض النحو القديم . كلماتي في خريفها ، تحول بعضها إلى عصافير طارت إلى بلاد اليونان والإغريق ، وبعضها تحول لعلامات استفهام تنتظر الجواب النائم في الإنعاش ، أوراق كلماتي متحجرة ، فأس الحطاب لا يكسرها ، يبني منها كوخه الحجري ، وفي كل خريف قرية تبنى من أحجار كلماتي .