أثناء ثورات الربيع الإسلامي العربي، تسيد الإخوان المسلمين المشهد، وسيطروا على معظم الحكومات التي شُكلت بعد انتصار هذه الثورات.
وبدأ الإخوان رحلة الحُكم وسط إعتراض الكثير من مُكونات مجتمعات الدول التي حصلت بها الثورات، لما عُرف عن الإخوان من تشدد.
ينطلق من مبدء طرحة مؤسس الاخوان حسن البنا حيث يقول (إسلام الإخوان المسلمين) “أن الإسلام عقيدة وعبادة، ووطن وجنسية، وروحانية وعمل، ومصحف وسيف”.
وذكر أيضاً “أن فكرة الإخوان المسلمين نتيجة الفهم العام الشامل للإسلام، قد شَملت كل نواحي الإصلاح في الأمة، فهي دعوة سلفية، وطريقة سنية، وحقيقة صوفية، وهيئة سياسية، وجماعة رياضية، ورابطة علمية ثقافية، وشركة اقتصادية، وفكرة اجتماعية) ، وعندما استلم الإخوان الحكم تركوا كل ماذكره البنا إلا السيف الذي امتشقوه ليتحالفوا مع السلفية، واشاعوا القتل في هذه البلدان وتم هدم عدد من الأضرحة والاماكن المقدسة والإعتداء على كل من يختلف معهم بقول أو فعل.
ولعل ماحصل للشهيد الشيخ حسن شحاته وإخوته دليل واضح على الفكر الذي اراد له الإخوان أن يسود بلدان الربيع الإسلامي.
هذه الحادثة البشعة التي اراد منها مرسي والإخوان إيصال رسالة للشارع السني، محتواها بان الإخوان الأحرص على محاربة التشيع ومنعه من الإنتشار في بلدان الربيع الإسلامي، في محاولة لمنع الشارع المصري من المشاركة في تظاهرة 30 حزيران التي اطاحت بمرسي وحكم الاخوان وللابد، وتحريك الحس الطائفي والتلويح به، حيث ردت عليهم بضاعتهم من الشعب المصري، وكل الشعوب العربية.
وان الاستكبار العالمي الذي سمح للإخوان بتولي الحكم في مصر كان يريد من ذلك مرحلة إنتقالية تدفن الاخوان في نفوس المسلمين وللابد.
وان صح هذا فالامور ستشهد تغير في خارطة الحكم في بلدان كثيرة والعراق احدها، فحزب الدعوة كما معروف هو النسخة الشيعية للإخوان، حيث يقول الشيخ طالب الرفيعي وهو من مؤسسي وقياديي حزب الدعوة (مِن الأسماء التي انتمت إلى الإخوان المسلمين وحزب التحرير: محمد عبد الهادي السُبيتي، الذي صار، في ما بعد، قيادياً في حزب الدعوة، وقيل نشط في حزب التحرير وجماعة الإخوان المسلمين معاً. والطبيب جابر العطا ، وكان في البداية قومياً مستقلاً، يوم كان يعيش بالنَّجف، ولما ذهب إلى بغداد تأثر بفكر “الإخوان المسلمين”، فانطلق معهم في دعوتهم وانتظم في كشافتهم. والشَّيخ عارف البصري، وأخوه عبد علي البصري، والشَّيخ سُهيل السَّعد،. وأخبرني الشيخ نعمان السَّامرائي أن والد القيادي في حزب الدعوة الآن علي الأديب حالياً كان إخوانياً آنذاك (لقاء معه بالرياض، مارس 2012).
يقول طالب الرِّفاعي، “لما كان السُّبيتي ينشط ضمن الإخوان المسلمين يأتيني بنشراتهم، وكنت أقرأها كلها، وأنا بالكاظمية، فصارت عندي خميرة إسلامية سياسية، وبحكم ترددي على الأستاذ أحمد أمين تكوّنت لي علاقة معهم. “.
وأردف قائلاً: “خطّط السُّبيتي وجابر عطا على كسبي إلى نشاطهم الحزبي التحريري، أي في حزب التَّحرير، فأنا معمم ونجفي. فحدثاني عن حزب جديد يُعرف بـحزب التَّحرير، وأن الموفد إلى العِراق، مِن قبل الحزب، عبدالقديم زلوم(ت 2003) يريد رؤيتي. فسألاني: هل لديك مانع في أن تلتقي به؟ فقلت: على العكس أُرحّبُ بلقائه، وأحبُّ الإطلاع على نشاط هذا الحزب وأفكاره”(أمالي السيد طالب الرِّفاعي). كذلك يقول: “إن أوّلَ تعرّفنا إلى الإسلام السِّياسي كان عن طريق الإخوان، وهم أرضيتنا ) اذن العراق هو الاخر مقبل على تغيير في خريطته السياسية، لان خريف الاخوان قد بدأ…