فى الانتخابات الاسرائيلية الرابعة خلال عامين والتى ستجرى فى الثانى والثالث من شهر مارس القادم ويحاول رئيس الوزراء الحالي تأجيلها لشهر مايو يحاول زيادة شعبيته اعتمادا على مزيد من اتفاقيات التطبيع وانتهاء إعطاء اللقاح لكل المواطنين الاسرائيليين ، يبدو ان المشهد أصبح انتخابات بين المتشددين والأكثر تشددا !!!
حيث ينص القانون الاسرائيلي على التوجه إلى الكنيست لتكليف الشخصية التي عليها إجماع لتشكيل الحكومة إذا فشلت الكتل السياسية في تشكيل حكومة تحظى بأغلبية 61 صوتا في الكنيست البالغ عدد مقاعده 120، ونتيجة للخلافات الشديدة حول الميزانية والقوانين الاخرى لم تكمل أي حكومة اسرائيلية اكثر من عدة شهور خلال العامين السابقين .
وكانت عدد المقاعد لكل تحالف انتخابى فى آخر انتخابات 2020 كالتالى حزب “ازرق ابيض”على 33 مقعداً، و 32 مقعدا لليكود. وفاز تحالف “القائمة المشتركة” للأحزاب ذات الأغلبية العربية ب13 مقعدا، يليه حزب “شاس” مع 9 مقاعد، و”يهدوت هتوراة” مع 7 مقاعد. كما حصل“يسرائيل بيتينو” بزعامة أفيغدور ليبرمان على 8 مقاعد. وحصل “يمينا” بقيادة اليت شكد عل 7 مقاعد، وحزب العمل-غيشر 6 مقاعد، والمعسكر الديمقراطي ( تحالف ميرتس وايهود باراك)5 مقاعد ، ومن هنا ينحصر التنافس الرئيسى بين أربعة تحالفات انتخابية .
المتنافس الأول هو رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الذي يشغل هذا المنصب منذ 2009 ، وهو الاوفر حظا للمنصب وهو ايضا مصمم على الفوز لتجنب دخوله السجن نتيجة تهم الفساد المتهم بها ، كما ويعمل نتانياهو على ضم غور الأردن وجميع المستوطنات الإسرائيلية في الضفةالغربية، مع مساحات واسعة من الأراضي في محيطها، بما يشكل نحو 30٪ من مساحة الضفة الغربية.
المتنافس الثاني هو نفتالي بينت زعيم تحالف “يمينا” هو تحالف يميني من ثلاثة أحزاب هي “اليمين الجديد” بقيادة بينيت و”الاتحاد الوطني” بقيادة وزير المواصلات بتسلئيل سموتريتش، و”البيت اليهودي” ويرأسه وزير التعليم الحاخام رافي بيرتس ، وكان قد اعتبر ان حكومة نتانياهو – غانتس هى حكومة” يسارية ” وليست يمينية لذلك قرر الحزب ان يكون معارضا لها .والمتداول عن نفتالي بينيت هو انه مؤيد لفكرة أرض إسرائيل الكبرى التي تشمل أراضي من النهر إلى البحر. وهو يدعم بناء المستوطنات ويدعو إلى ردود الفعل العسكرية دائما لا السياسية على العمليات المسلحة الفلسطينية. يتصور بينيت طابع دولة إسرائيل على أنها دولة يهودية وديمقراطية للشعب اليهودي
المتنافس الثالث هو جدعون ساعر ( 53 عام ) وحزبه “أمل جديد”بمشاركة حزب “الإسرائيليون” اليساري بقيادة رئيس بلدية تل أبيب رون حولدائي، و” ساعر ” هو السياسى الإسرائيلى المشهور منذ حكومة اريل شارون حيث كان معارضا للانسحاب من قطاع غزة 2005 وهو من المروجين لفكرة إسرائيل الكبرى التي تعني ان إسرائيل من البحر المتوسط حتى نهر الأردن رافضا وجود اى كيان فلسطيني ، وعندما أعلن المستشار القضائي للحكومة الإسرائيلية أفيخاي مندلبليت، في نهاية شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، تقديم ثلاث لوائح اتهام ضد نتنياهو بملفات فساد، طالب ساعر نتنياهو بالتنحي عن منصبه .
وحسب استطلاعات الرأي فى اسرائيل فانه فى الانتخابات القادمة قد يحصل على 17 مقعد في الكنيست الاسرائيلي ( من أصل 120 مقعدا ) ،معروف ايضا بعلاقته القوية الحريديم وحزب شاس اليميني ، جدير بالذكر ان قناة الجزيرة نشرت تقريرا على موقعها ذكرت فيه ان ساعر حين كان عمره 15 عاما التحق بحركة “هتحياه ” التي تأسست في أكتوبر/تشرين الأول 1979، من خلال تحالف بين أعضاء سابقين في حركة “حيروت” -الحركة من أجل “أرض إسرائيل الكبرى”- و”غوش إيمونيم”، الحركة الدينية القومية غير البرلمانية التي شكلت رافعة للمشروع الاستيطاني بالضفة الغربية وقطاع غزة.
المتنافس الرابع هو بني غانتس رئيس الاركان الاسبق وزعيم تحالف ازرق ابيض ( كحول لفان بالعبرية ) والذى كان قد وقع مع بنيامين نتنياهو اتفاق الحكومة الائتلافية بين الليكود و وتحالف ازرق ابيض فى مايو 2020 ، بحيث يحدث تناوب لمنصب رئيس الوزراء بينهم ، فيتولى نتنياهو المنصب لعام ونصف ثم يسلمها غانتس العام والنصف الاخر ، الا ان نتنياهو تخلى عن التزامه بان منع أعضاء حزبه من الموافقة على مشروع الموازنة مما أجبر الجميع على انتخابات اخرى رابعه فى أقل من عامين ، وقد أعلن غانتس ندمه على الاتفاق مشاركة نتنياهو فى الحكومة .
الا ان غانتس قال فى مقابلة مع صحيفة الشرق الأوسط السعودية إن القدس يجب أن تبقى موحدة، لكن سيكون فيها مكان لعاصمة فلسطينية، بحسب تعبيره ، وانه لن يؤيد ضم مناطق في الضفة الغربية ذات كثافة سكانية عالية ، حزب «كحول لفان»كان قد وعد خلال الانتخابات بتعديل قانون القومية الذي يفضل اتباع القومية اليهودية على العرب، بحيث يتضمن المساواة الكاملة وغير المشروطة للمواطنين العرب. ولكن عندمادخل إلى الائتلاف الحكومي مع الليكود بقيادة بنيامين نتنياهو، تنازل عن هذا الوعد وأعلن أن لديه بديلاً هو سن قانون يضمن المساواة الا انه تراجع عن ذلك .
كما تفاخر أنه كان مسؤولاً خلال الحرب الأخيرة على غزة العام 2014 التي تمّ خلالها القضاء على عدد كبير من “الإرهابيين” الفلسطينيين كما أسماهم،من دون أن يذكر الضحايا المدنيين ، واتهم حكومة نتنياهوبـالقيام “بتنازلات كثيرة”، ووعد بـ “سياسة ردع” تجاه حركة”حماس الإسلامية” التي خاضت ضدها إسرائيل ثلاث حروب منذ 2008.
يجرى ذلك كله فى الوقت الذى انتهى فيه اليسار الإسرائيلي من الساحة السياسية فلم يعد لحزب العمل أى فرصة لتشكيل الحكومة القادمة ،فالجماهير الاسرائيلية أصبحت تميل لليمين صاحب المواقف المتشددة سواء داخليا فى زيادة دور الدين داخل إسرائيل و التشدد الخارجى الرافض للتسامح فى إنشاء دولة فلسطينية .