بعد الاستعراض العسكري الكبير و بعد الهوسات و الاهازيج الحماسية و الهلاهل و التي استمتع بها ابو صوف كثيرا , قام و خطب خطبة عصماء رنانة .قال “واجهت العملية السياسية تحديات وازمات خطيرة على مدى السنوات الماضية ، كادت ان تؤدي الى انهيار النظام السياسي الجديد والعودة بالبلاد الى عهود الدكتاتورية والقمع والاستبداد ، وقد تمكنا بعون الله تعالى ودعم ابناء الشعب البعروري والقوى السياسية الناطحة المخلصة وأعتماد مبدأ الالتزام بالدستور في القضاء على المخططات المشبوهة التي لاتريد الخير للزريبة وشعبها. وكنت قد نبهت في خطابات سابقة الى خطورة التجاوزعلى الدستور البعروري للزريبة و التعدي على الاستحقاقات الانتخابية ماع ماع ميع ميع ” بعدها ألصق ابو صوف تهمة كبيرة بحقّ بغال الجبال و هي تهمة التآمر عليه و على سلطته الحكيمة, كذلك اتهّم جنابه البعران الصحراوية بالخيانة العظمى و التحالف مع العدو للاخلال بأمن الزريبة و احداث بلبلة فيها و هدّ منجزاته التي لا تعدّ او تحصى .تخللت الخطبة بعض المقاطعات بسبب هلاهل النعجة لسان الفلتاوي و اهازيج و هوسات الخروف ناطح ابو مناطح , و ساد الضجور الحضور بسبب طول الخطبة لساعات و ساعات , و كذلك لاحظ بعضهم بأن ابو صوف وضع الكثير من العلامات و النياشين العسكرية على كتفيه, فهناك نياشين بصورة صقر و اخرى بصورة اسد و ثالثة بصورة افعى الكوبرا و رابعة بصورة تنين ينفث نارا من فمه.تسائلوا ما معنى هذه العلامات و النياشين و كيف حصل عليها ابو صوف فجاءت الاجابة جاهزة من النعجة لسان و اصحابها , بأنّ ابو صوف قائد عسكري محنّك(محنج) و انه قاد معارك و مناطحات عديدة و انه سطرّ ملاحم اسطورية في الشجاعة و البسالة و انتصر في كلّ معاركه و هذه النياشين تعبّر عن انتصاراته و بسالته في الذود عن الزريبة .ذهب بعض اعوان ابو صوف للقول بأن هذه الملاحم و المعارك و التي انتصر بها جميعا ابو صوف مذكورة منذ زمن بعيد في كتب التأريخ و الملاحم و تجسّدها تراثيات و موروثات الزريبة و حكاياتها الشعبية , و ان كان اسمه غير مذكور بشكل مباشر و لكن من خلال البحث و التمحيص نستطيع معرفة ان المعني بها هو ابو صوف .كذلك ان عراّفة و قارئة الحافر في الزريبة قد قرأت حافره عندما كان طلي صغير و تنبأت بأن ابو صوف سيكون من اعظم القادة و ان كل العلامات و الدلائل تشير الى ذلك , فقرنه الثالث مثلا وحده دليل كافي على ان ابو صوف قد ولد قائدا و ان القيادة و الحكمة تجري في عروقه منذ الصغر.اعترض البعض على ما قالته العرّافة و قالوا لها بأنها قالت نفس الشيء بشأن الخروف القائد السابق و انها قالت بأن ذلك الخروف سيعمّر الدهر كلّه و انها هي التي اخترعت كلمة (حفظه الله) بعد ذكر اسمه  .فردّت العراّفة و قالت بأنها كانت مصابة بقصر النظر لذلك فقد اخطأت و ان الخروف القائد السابق لم يكن عظيما و محنكا كالخروف ابو صوف , و لكنها الآن تستطيع ان ترى بكل وضوح بعد ان ارسلها ابو صوف في رحلة علاجية لبصرها الى خارج الزريبة و لقد نجحت عملية الليزر لذلك فان نظرها الآن هو 20على 20 و انها مصيبة مية بالمية هذه المرّة.
في صباح اليوم التالي جاء اعوان ابو صوف و اعلنوا بان ابو صوف قد حلم بأن شجرة التوت الكبيرة ستنتج نبقا , و انها من الآن فصاعدا ستكون شجرة الزريبة المقدسة لأن اشجار النبق اشجار مقدسة ,فقال كبار السن من الخرفان بان هذه الشجرة فحل و انها لم تثمر في حياتها اي توت (تكّي) فكيف ستثمر نبقا؟ فجاء الرد من الاعوان و الخلّان بأن احلام ابو صوف قوانين و من يعترض عليها فأنما يعترض على قوانين و دساتير الزريبة و عقوبة ذلك النفي و الابعاد الى زرائب بعيدة , فسكت المعترضون و قبلوا بما قيل لهم من قبل الاعوان .كذلك و نظرا للاخطار المحدقة بالزريبة و المنجزات فيها فأن ابو صوف امر بتشكيل افواج و الوية للدفاع عن هذه المنجزات و التي تحسدنا عليها كل الزرائب المجاورة , و أن ابو صوف سيكون قائد لهذه الالوية الناطحة,الرافسة ,العّاضة و المخرمشة و أنه آمر افواج الحيوانات الزاحفة ,الطائرة و السابحة . يتبع….

*بعض الاقتراحات جاءتني من بعض الاخوة لكتابة ثلاثة اجزاء حول خروف ابو صوف خاصة بعد التطورات الاخيرة التي حصلت في الزريبة. الجزء الثالث سيأتي في الايام القادمة و يعتمد على ما سيقوم به ابو صوف…  يتبع..