مالذي أراده سعدي يوسف من خرخاشته التي أثارت العالم الإسلامي ..؟ كيف إستدل على هذا الربط بين بنت الباشا تلعب بالخرخاشة وأبنة صديق الغار والد زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم ،كيف إختار مُسلماته . ؟ بأي رؤيا مد يده للحديث النبوي الشريف .. هل كان سعدي يوسف يفكر بجمالية النص أم كان يفكر بالوقوف أزاء المتوارث الديني . هل كان ينوي التصحيح لمفاهيم مر عليها أكثر من 1400 سنة أم أراد أن يبين أن كل الخليقة لها نفس المشاعر والرغبات ولادخل للرقي الإلهي بذلك ، كيف إهتدى سعدي لمفردة العُسيلة والتي هي مركز الإستقطاب في النص ،
ماهي البينات لدينا من أن سعدي يوسف يثأر للمرأة ؟ وماهي القرائن بأن السهو عن الصلاة تشمل الأنبياء لسبب وآخر ،أين تكمن المساس بالمقدسات ..؟
أهي في عملية التخيل..؟ أم الخروج على التشريع ؟
أم في الوصف الذي أعطاه النص للآخر أم في التوازن غير المرئي في النص ؟ ،،
لاشك أن حيرة ما تسود الوقوف على رأي نقدي منصف للنص وليس بأستطاعتنا أن ننفرد ببعده الجمالي في حين أن المتلقي يجد فيه أبعد من ذلك من خلال بُعديه الديني والديني التاريخي، فأصل المسند الأساس قد أشتق من قضيتين أوردهما الشاعر في النص :
الأولى تخص مفهوم العُسيلة وهي أن امرأةَ رفاعةَ القُرَظِيِّ جاءَت إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فقالت : يا رسولَ اللهِ ، إن رفاعةَ طلقَني فبَتَّ طلاقي ، وإني نكحتُ بعدَهُ عبدَ الرحمنِ بنِ الزبيرِ القرَظِي ، وإن مَا معَهُ مثلُ الهُدْبَةِ(خيط العباءة الرفيع ) ، قال رسولُ اللهِ صلَّى الله عليه وسلم تريدِينَ أنْ ترْجِعي إلى رفاعةَ ؟
لا ،لن ترجعي
حتى يذوقَ عُسَيْلَتِكِ وتذُوقي عُسَيْلَتَهُ ،
والعسيلة هنا تشير الى حلاوة الجماع الذي يحصل بتغييب الحشفة في الفرج ، و شبهت اللذةُ بلذة العسل، فاستعار لها ذوقا، فذوق العسيلة كما روتها مصادر أخرى كناية عن المجامعة ، وهوكما ذكرنا تغييب حشفة الرجل في فرج المرأة ،
والقضية الأخرى التي تناولتها الكثير من المصادر التاريخية وهي زواج رسول الله صلى الله عليه وسلم من السيدة عائشة رضي الله عنها حيث عقد عليها النبي صلى الله عليه وسلم وهي بنت ست سنين، وقيل سبع، بإذن أبيها، ولكنه لم يدخل بها حتى كبرت وبلغت سن المحيض ، وكانت عائشة تفخر بزواجه منه وهي بكر، وهذا يدل على أنه لم يدخل بها حتى أصبحت في مرحلة تطيق فيها الوطء فقد دخل بها وهي بنت تسع، وكانت نساء قريش يبلغ بعضهن عند السنة التاسعة ، وقد هنأها النساء بهذا الزواج فقلن: على الخير والبركة وعلى خير طائر، ومثل هذا النكاح لم يطعن أحد به في ذلك العصر مع كثرة أعداء رسول الله صلى الله عليه وسلم من اليهود والمشركين، فقد كان معروفاً في الجاهلية، وجاء الإسلام وأقره، وهو أن الصغيرة تخطب وتتزوج بإذن وليها، وقد كانت عائشة مخطوبة قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم لابن مطعم بن عدي، كما ذكر ذلك الطبري وابن كثير، لكن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يدخل بها إلا بعد أن أصبحت صالحة للجماع، وبنت تسع سنين صالحة للوطء وبالغة مبلغ النساء في كثير من البلدان، وهذا يختلف باختلاف الأشخاص والبيئات.
من هذين المسألتين بدأ سعدي يوسف في ربط المفردات ذات المؤثر الديني المُسلم به والمفردات ذات التأثير العاطفي (الجنسي ) لإعطاء زخم ما لهذا التقابل غير المتوقع حيث بدأ قبل ذلك بتحضير المناخ العام وإجراء مسح شامل لدالاته وهو يأخذ دور المُجير للمستجار بحيث يبدو أن قراره للإجاره كان بفعل مؤثر المجير له بعد أن أخذالخطاب الأنثوي شكله الإسترحامي :
لَكأنّ عائشةَ الجميلةَ تستجيرُ . تقولُ لي : سعدي !
أوَلستَ مَن يهوى الجميلاتِ ؟ الحرائرَ … والصبايا ؟
كيفَ تخذلُني ، إذاً ؟
أنتَ العليمُ بأنني ، بنتٌ لتاسعةٍ ،
وأني كنتُ ألعبُ بالدُّمى
لكنهم
جاؤوا
وقالوا: ثَمَّ تطْريةٌ لوجهِكِ )
لقد ساعدت هذه البداية على أن يبدأ النص بشئ من التعريف بأحد أنماط العلاقات الإجتماعية آنذاك والخطاب موجه لهم (لكنهم جاءوا .. )فالإستباق الشعري هنا وبتقديرنا يقوم على حالة يريد الشاعر أن يقول بأنها ذات صلة بالموروث الجاهلي في حين أن الإسلام بشر بتحرر المرأة وعدم إمتهانها وأطلق يدها في أمور حياتية عديدة ، والخطاب رغم الحوار الذي جرى بين الطرفين( الشاعر – عائشه ) لكنه خطابا جمعيا يؤشر المغزى العام للنص ،
وكذا أيضا أن هذ ا النص من النصوص التي زاوجت بين المفردات المألوفة وبعض المفردات القاموسية مما أكسب النص قوة للبحث والتروي عند محاولة جلاء صورته ، ويبقى الأهم أن أي إعادة لاي واقعة تاريخية أن لانضع لها مقدمات الخروج على المقدسات بل النظر لبعدها الآخر ضمن وظيفة الشعر ومتطلبات النص الشعري وما يرمي له الشعر جهرا أو بالخفاء،ونعتقد أن المتلقي لديه القدره على إستنباط مايراه منسجما ومخيلته سلبا أو إيجابا ،
لذا أرفقنا النص في هذه القراءة النقدية
هامش /// نص
عيشة بنت الباشا
سعدي يوسف
طِلْعَت الشُمّيسهْ
على شَعَرْ عيشهْ
عيشه بنت الباشا
تِلْعَبْ بالخرْخاشةْ !
*
لَكأنّ عائشةَ الجميلةَ تستجيرُ . تقولُ لي : سعدي !
أوَلستَ مَن يهوى الجميلاتِ ؟ الحرائرَ … والصبايا ؟
كيفَ تخذلُني ، إذاً ؟
أنتَ العليمُ بأنني ، بنتٌ لتاسعةٍ ، وأني كنتُ ألعبُ بالدُّمى.
لكنهم
جاؤوا
وقالوا: ثَمَّ تطْريةٌ لوجهِكِ …
(كان وجهي وجهَ طفلتكم ، وليس من معنىً لتطريةٍ … )
أجابوني:
النبيُّ أرادكِ !
*
طِلْعَت الشمّيسةْ
على شعَر عَيشة
عيشة بنت الياشا
تلعبْ بالخرخاشة ْ
*
وعائشةُ، الحـُـمَيراءُ …
الجميلةُ مثل إيرلنديّةٍ ، والشَّعْرُ أحمرُ .
يا عطاءَ الله !
كان محمّدٌ ، ما بين رُكعته ، وتالي رُكعةٍ ،ينوي يُباشرُها
وأحياناً يرى ما بين ساقَيها ، صلاةً …
هكذا
ذاقتْ عُسَيلَتَهُ
وذاقَ محمدٌ ، دبِقاً ، عُسَيلَتَها …
هيَ مَنْ هيَ : الـحَوّاءُ
عائشةُ الحـُمَيراءُ ،
الجميلةُمثل إيرلنديّةٍ …
صنمُ النبي ّ !
*
طِلْعَت الشمّيسة
على شَعَر عيشة
عيشةبنت الباشا
تلعبْ بالخرخاشة …
*
لكنّ عائشةَ الجميلةَ ، سوفُ تُعْلي أن ناعمَ شَعرِها سيظلُّ أحمرَ
سوف تُعْلِنُ أنها ، أبداً ، محاربةٌ …
لقد قهرتْ نبيّاً في السريرِ
وهاهي ذي ، على جملٍ ، تقاتلُ .
إن عائشةَ الـحُمَيراءَ
النبيّةُ
بعدَ أن ذهبَ الذكورُ الأنبياءُ إلى الهباء …
*
طِلعت الشمّيسة
على شعَر عَيشةْ
عيشةبنت الباشا
تِلْعَبْ بالخرخاشة !
لندن 16/11/2013