لا يختلف اثنان على إن حزب البعث, يعد أقسى حزب عرفه العراق الحديث, حزب تفنن في دمويته وكرهه للإنسانية, حزب البعث يمثل قذارة مسوخ الدنيا من طواغيت العصر.
وبعد معاناة مريرة استمرت لعقود, انعم الله على العراق بزوال عصابة البعث, وانفراج أيام الظلم, لتحل الحرية, وتشرق شمسها من جديد.
ومع هذا التغير الذي حدث عام 2003, فقد حان الوقت للقصاص من الجناة, ورغم معاناة العراقيين وما لاقوه من أزلام البعث, إلا إن الشعب العراقي كان رحيما بالبعثيين, فلم ينتقم منهم بنفس أسلوبهم, بل استمع العراقيون لصوت العقل الصادر من المرجعية العليا, حيث أكدت المرجعية على انتظار تشكيل المحاكم لغرض محاسبة المجرمين.
وفي خضم هذا التغير, ووفقا للدستور العراقي الجديد, الذي حظر وحرم حزب البعث, تشكلت هيئة للتعامل مع قضايا البعث وسُمِّيَتْ بهيئة اجتثاث البعث.
وكان من واجبات هيئة الاجتثاث هذه, هو متابعة موظفي الدولة والسياسيين, ممن كانوا منضوين تحت راية البعث, لغرض إبعادهم عن الخدمة العامة والمواقع السياسية.
وبعد بدء تشكل الحكومات العراقية المتلاحقة ابتداءاً من مجلس الحكم مرورا بحكومة أياد علاوي والجعفري وصولا إلى حكومة المالكي كان قرار الاجتثاث صارم وشديد ولا يوجد أي تهاون فيه, ولكن مع بدء الولاية الأولى للسيد المالكي بدأت ملامح التغيير تعصف بهيئة اجتثاث لبعث, والتشدد في هذا المجال قلت قوته, وبدأ البعثيون يظهرون للعلن في الشوارع ويمارسون أعمال التجارة والمقاولات, بل وبدءوا يستحوذون على أعمال ومقدرات الناس.
استمر النهج هذا في التخفيف عن البعث في ظل حكومة المالكي ليصل الأمر لتوجيه طعنة إلى هيئة اجتثاث البعث وتحويلها لهيئة المسائلة والعدالة, وأي عدالة تلك مع حزب لم يعرف إلا لغة القتل والرصاص, ثم توالت الطعنات إلى أن قُتِلَ رئيس الهيئة الشهيد علي اللامي بدم بارد,بعد أن سَحَبَتْ الحكومة حمايته, لأسباب مجهولة, وللان لم تكشف ملابسات مقتله.
تسلم السيد المالكي الولاية الثانية, ولكنها كانت بدء الإعلان لعودة البعث رسميا, فبدءا بصالح المطلك والعاني والهاشمي, نزولا لقرار الحكومة بإلغاء اجتثاث الآلاف من البعثيين, وإعادتهم إلى دوائرهم, وإعادة كبار ضباط البعث إلى المؤسسات الأمنية, وهذا لعمري طعنة في الصميم لشهداء المقابر الجماعية ولذويهم, فبدلا من أن ينصف الضحية تم إكرام الجلاد.
تتذرع الحكومة, بان إعادتها للفدائيين وضباط البعث, بأنهم أصحاب كفاءة, وهنا نتساءل أي كفاءة يملكون؟ وأي خبرات يحملون؟ غير كفاءة القتل, والخبرة في استخدام أدوات التنكيل والتعذيب, والفتك بأبناء الشعب.
البعثيون انتهازيون ووصوليون, ولا يهمهم إلا مصالحهم, لذ نراهم عادوا كالسرطان, يتسيدون أعلى المناصب الإدارية في الوزارات, ويستلمون قيادة الأجهزة الأمنية بكل صنوفها, حتى ذكر لي احد الإخوة, أن مسئولا كبيرا في إحدى المؤسسات التابعة لرئاسة الوزراء, والمهتمة بشؤون ضحايا البعث, هو مسؤول بعثي سابق برتبة عضو شعبه, حتى مكتب القائد العام للقوات المسلحة صار يعج بالبعثيين.
البعثيون خطر, وهم كما قلنا سرطان يستشري في الجسد ثم يقتل صاحبه, لا تخطأوا كما اخطأ عبد الكريم قاسم وترك البعثية ولم يتخلص منهم, ليعودوا ثم يقتلوه.
استفيدوا من الدرس وانظروا الواقع يا من تقولون بكفاءة البعثيين, الم تستبعدوا الضباط المجاهدين “الدمج” من أبناء المعارضة, وتستبدلوهم ببعثيين؟ الم تقرءوا نتائج هذا التبديل؟ أليست الخروقات الأمنية والتفجيرات تزداد يوما بعد يوم؟ أليست كل الخطط التي وضعها القادة البعثيون –أهل الخبرة- هي خطط عقيمة؟ ثم أنكم يا من تدعون أن ضباط الدمج ليست لديهم كفاءة, أليس فاضل برواري قائد الفرقة الذهبية هو ضابط دمج من البشمركه وهو من أكفأ الضباط حاليا وأكثرهم إخلاصا, وكذلك القائد أبو تراب قائد قوات التدخل السريع(سوات) أليس من ضباط الدمج وهو الآن يصول ويجول في مقاتلة الإرهاب.
أيها البعثيوا الهوى إنكم تجانبون الصواب والحقيقة بزعمكم أن ضباط البعث كفوئيين, إن خفايا إعادة البعثيين واضح لا لبس عليه وهو سمعهم وطاعتهم وبصمتهم بالعشرة ليكونوا اتباعاً لشخص القائد العام, الذي لو أراد أن يتخلص من احدهم فالأمر جدا يسير عليه وهو أن يلوح له بورقة الاجتثاث.