وهذا نبأ تنزّل على مساء الناس الناطرة ، مثل دفعتين من طلْقٍ معسور . فلتتْ البلاد من تحت مكفخة البند السابع . قيل أنها خرجت ، وقيل تالياً ، أنّ خروجها القيصريّ ، كان جزئياً ، حيث احتفظ سلطان الفصل السابع ، بسلة مسائل قوية وهامّة ، وتحولت الباقيات من الأمور ، صوب البند السادس ، الذي هو أقلّ مهانة وطيحان حظّ وصبغ ، من شقيقه الفائت . هي مناسبة عظمى للإستثمار وللإستهبال . لدينا حكومة قوية خبيرة شاطرة فهلوية ، على مكنة ودربة ودهاء ودراية ، في باب تسفيط الكذب والفذلكة والحذلقة ، واللعب باللغة والألفاظ وعلى الحبلين ، والثلاث ورقات . ألحكومة لا تخجل ولا تستحي ولا تخشى الله ولا عباده المقهورين المظلومين المهانين المذلّين . سينزل غداً إلى شارع الناس ، فاشلون وفاسدون ومزورون ونهّابون وسلّابون وكذّابون وسماسرة حرام ، وحملة جنسيات عابرة للقارات ، ودنيئون وخسيسون ودائحون ، وجوّابو رذيلة ، مملوجة بمريب الكلام ، وقتلة طائفيون شوفينيون فاشستيون باردو دمٍ ، من الصنف الذي لا تعرق جبهته وخشمه ، ولا ترفّ جفونه ، حتى لو صارت البلاد كلها ، دكّة مذبحٍ أثيم . سينزل هؤلاء ومن هم على دينهم وديدنهم ومكرهم ، ليقولوا للرعية أننا ما كان تحت يميننا ، تصليح الكهرباء ، وتوفير الماء القابل للشرب ، وتبليط الشوارع ، وفكّ الأواسن ، وتأمين البيوت ، وترجيح ميزان الكرامة ، وخلع البلد من ورقة أفسد البلدان فوق الأرض ، وكنّا نشتهي ونريد ذلك الأمر الحسن ، لكنّ البند السابع المشئوم ، كان لنا بالمرصاد وبالخنزرة . أنا ومقتدى الصدر وأُم عباس بائعة القيمر والدبس في كراج علاوي الحلة ، وآخرون ، شككنا في الخبر ومخفياته التي قد تندرج لاحقاً تحت بند ” أرض ونفط وماء ورمل عراقيّ قحّ ، مقابل الفلتان من تأريخ المصفعة السابع ” تماماً كما كان الأمر في توصيفة إكراهية بائدة اسمها ” ألنفط مقابل الطعام “
ألأمريكان الوحوش الهمج الحرامية ، كان بمستطاعهم تخليصنا من ثقل هذا البند الحرام ، بعد يوم واحد من غزو البلاد وتدميرها وتفكيكها وإمراضها . أيامها كان تحت يمينهم وطوع تلويحتهم وبنانهم ، العالم كله ، الذي منه مجلس الأمن ، ليلتئم ويقول للعراقيين المجاريح المقاتيل : اخرجوا من هذه الظلمة آمنين . ألكويتيون الذين في قلوبهم مرض ، لن ينغسل ببحر دمٍ رافدينيّ عظيم ، نفخوا التعويض والمظلومية والدلال ، وسيظلون ممسكين برقبة العراق الطائحة ، وسيبقى مشتهاهم قائماً وراسخاً على مرأى عراق ميت مريض ، لا حجر فيه ، يركب فوق حجر . هم يريدون مفقوديهم ، لكنهم يرفضون تماماً حديث المفقودين العراقيين الأعزاء ، الذين دفنتهم دبابات وكاسحات الزناة الأمريكان ، أحياءً ، في صحارى الكويت وعلى طول درب الموت المشهور . الكويتيون الذين كانوا بوابة الماخور الكوني الذي داس العراق ، سيواصلون لعبة الجبان الخنيث الخبيث ، التي قد تصل عتبة مطالبة العراق ، بقلم وزير الديوان الأميري ، بوصف ذلك القلم العزيز ، جزءً من أرشيفهم الشمّاعة . صحيح جداً أن عديد الرافدينيين الذين يعتقدون بأحقية العراق ببعض الكويت ، قد انخفض بشكل مهين ، إلّا أن الصحيح واليقين أيضاً ، هو أنهم لن يرضوا أبداً أبداً – دعك من الحاكم البائع الشاري – بأقلّ من الحدّ الذي كانوا عليه ، في مفتتح آب اللهّاب ، من عام الرمادة الميلادي ، ألف وتسعمائة وتسعون .
في ختمة المكتوب ، أكرر وأجدد قولتي : أللعنة على الوحوش الأمريكان الذين إذا دخلوا بلاداً أفسدوها ، وليزعل عليّ عشرة أكراد ، وخمسة شيعة ، وسنّيٌ واحد ، واعذروني على هذا التصنيف المباغت مثل طعنة ، فهو القائم حتى الآن !!
[email protected]