تداولت وسائل الإعلام مؤخرا نوعا جديدا و غريبا من المخدرات يدعى بالمخدرات الرقمية،قيل عنها أنها تهدد التوازن الجسدي و النفسي لبعض الشباب المنزوون في غرف مظلمة،بعدما حملوا تلك المخدرات على شكل ملفات”إم بي تري” موضوعة على موقع “أي دوزر”- و هو موقع الكتروني مرخص له في الولايات المتحدة الأمريكية- و يصابون بحالة من الشرود و الهوس و التوتر ، يرفعون صوتها أحيانا، فيحسون بالنشوة، ويدمنون على سماعها.
في المقابل فند العديد من المتخصصين و الأطباء ما قيل حول هذا النوع الجديد من المخدرات، مؤكدين أنه لا توجد دراسات علمية أو أدلة قاطعة حول أضرارها ، و هي لا تعدو أن تكون زوبعة في فنجان، و أن أساسها وهمي وليس كيماوي، كما يحدث مع المخدرات التقليدية .
و الجدير بالذكر بأن المخدرات التقليدية محصورة في المخدرات الطبيعية مثل القنب الهندي، أو كيميائية مثل الهيروين ،أو صناعية مثل المهدئات و حبوب الهلوسة، فلم يثبت أن هذا النوع المستحدث من المخدرات يشل الجهاز العصبي المركزي أو التنفسي ،بل إن الأمر ببساطة لا يعدو أن يكون مجرد مشاهدة لفيديوهات على موقع يوتيب لسلوكيات غير مفهومة…
يعزو البعض ترويجها إلى النصب على المراهقين، و نشر ثقافة التعاطي لتجريب المخدرات الحقيقية ، ولتذوق المتعة و اللذة و الهروب نحو عالم أكثر جمالا و اشراقا.
و هناك البعض الآخر الذي اعتبر هذا النوع من الموسيقى الرقمية نوعا من الحروب السبرانيتيكية المقننة ، التي لا ترقى إلى مستوى أن تكون مخدرات.
من الناحية القانونية ،لا يوجد قانون في أي دولة في أرجاء المعمور يجرم الاستماع إلى الأصوات الرقمية أو انتاجها ،كما أنه لا يمكن حجب المواقع المتضمنة لتلك الملفات، لأن ذلك يقيد حرية الأفراد في اختيار ما يسمعون و ما يشاهدون، ويحد من سلطان إرادتهم، ،و أن القانون لم ينص على ضررها أو اعتبارها مواد مصنفة خطيرة أو محظورة دوليا وفقا للمعاهدات و الاتفاقيات الدولية. كما أنها لا تؤخذ عن طريق التذوق أو الشم أو الحقن، و لكن عن طريق الأذن، و لم يثبت علميا – كما أسلفنا الذكر- أنها تسبب الإدمان بالاستماع إليها.
إذن، فالأمر لا يعدو أن يكون سوى خرافة، يهدف المسوقون – من خلال تلك الملفات الرقمية – إلى جر المراهقين نحو مستنقع استهلاك وإدمان الأفيون و الهروين و ما شابههما، وسيترتب عن إدمان هاته المخدرات الحقيقية آثار وخيمة، سيؤدي المجتمع ثمنها باهضا.