1 ـــ على ارض عراقية, يتنازع البعض مع العراق حول ارض وعرض مكوناته, في الأمر خلل فاضح, ومثلما للأرض هويتها, للمكونات هويتها ايضاً, الأرض قبل الأنسان, والأنسان قبل الطوائف والمذاهب والأعراق, الحقائق التاريخية وعراقة الأشياء, وحدها تحدد جذور الأنتماء, اين الخلل اذاً, بين من ومن, ومن اجل ماذا يتنازع البعض مع العراق, هل يمكن للأرض ان تتنازع مع نفسها على نفسها, والأنتماء محسوماً لها, الأشكالية تدور حول خلل في الولاء, فلا انتماء لمواطن وجماعة ومكون, ان لم يكون صادقاً في ولائه لوطنه.
2 ـــ بين من ومن, ولماذا وحول ماذا هذا النزاع العابث, بين وطن وفدرالية, بين دولة واقليم, بين هوية فرعية واخرى رئيسية وطنية مشتركة, بين مكون صغير على ارض اجداده, واخر كبرت عضلاته القومية في مكان آخر, فأصبح لباطل القوة الحق في اجتثاث حق الضعيف, منطق الواقع الجديد, في دستور باضته الأدارة المدنية لرجل الأحتلال بول بريمر, بين اضلاعه مشروع فتنة المتنازع عليها, لأجتثاث المكونات العراقية الأخرى, وتغييب حقها وارثها الحضاري.
3 ـــ نظام الفدراليات, كما هو نظام الأقاليم, وضعا العراق على سفرة التوافقات, على تقسيم وتقاسم مفترض المتنازع عليها, فوجد المسيحيون والأيزيديون والصابئة المنداليين انفسهم, على طاولة الأجتثاث الناجز, كان الحزبين الحاكمين في الشمال العراقي, الأكثر خبرة ووحشية في الأجتثاث والتوسع والأستيطان, وبغطاء توافقي, من دعاة امارة جنوبستان النفطية, وخلافة داعش الأسلامية, هكذا دخل العراق حيز التطبيقات الفعلية كمتنازع عليه, بين اختراقات خارجية, كل لها مخلبها المحلي في كتفه, حكومة داخل حكومة, دولة داخل دولة, كردي داخل شيعي, وشيعي داخل سني, حتى تداخل الكل في خيانة وطن مفجوع بوحدته.
4 ـــ لم يبق في الأفق سوى الأنتفاضة, المراجع السياسية والثقافية والدينية, غمسوا اصابعهم في دسم الفساد ومروا, ونحن كما نحن, نتعمد العبور من منطقة التماسيح, نبكي خسائرنا ثم نعيد العبور, لنحافظ على طقوس بكائيتنا, مسعود البرزاني العابث في سكينة العراق, القادم وعشيرته من “حد الشوف” يتوسع في ارضنا ويستوطن اعراض اطراف حكومتنا, الأنتفاضة تحمل بين احشائها, ذاك الجنين الوطني, كل يوم تنضج ولادته في شوارع وساحات الجنوب, والبصرة حاضنته, العراق الوطني الذي انكسر في الجنوب, ينهض الآن وينتفض فيه, وسيقطع ذيول الفدراليات واقاليم التقسيم, ويمسح عن وجه الأرض, خرافة المتنازع عليها.