قد يتصور كل من يقرءا هذا المقال إن هولاكو قد هاجم العراق من جديد ليحول نهر دجله من لونه الأزرق إلى لونه الأسود القاتم من كثرة الكتب التي القيت فيه ومن كثرة الفساد والإفساد والقتل والتخريب الذي طال وطننا الكبير حتى تحول البلد إلى دولة منكوبة.
واليوم بعد عشرة اعوام من الحصار ومثلها من الحروب وعشرة من الاحتلال ومثلها من تعاقب الحكومات والازدياد يسوقنا إلى مزيد من الخراب والاحتراب والتدهور الذي أصاب عجلة الوطن الذي لازال ينزف بفعل السهام التي تلقاها والتي وجهت إليه من عدة إطراف والأكثر من أبنائه الذي استغلوه بعدد من الوجوه والمناسبات حتى تحول إلى مرتع لكل من هب ودب ونهب في وضح النهار ، وكثير من المسؤولين المتورطين تم تهريبهم وبطريقة مريبة في وقت هناك الكثير من الأبرياء تم إلقاء القبض عليهم واتهموا بجرائم لم يرتكبوها اعترفوا من كثرة الضرب والتعذيب والاعتداء.
شهداء العراق خسرهم الوطن وفي كل ويوم يسقط الكثير منهم، ولكن التحقيقات لا تكتمل ولا نسمع من احد إنهم تم انجازه حتى احتل العراق المرتبة الأولى في مؤشر هروب مرتكبي جرائم القتل ، فكيف تريد الحكومة إن تبحث بقضية استشهاد خمسة من الجنود ولا تبحث عن استشهاد الآلاف من العراقيين وكأنهم غير عراقيين ولا احد يطالب بدماء سالت على ارض الوطن.
والبعض ممن يحاول زرع الخوف والقلق في نفوس الجميع سواء عن عدم دراية آو قلة وعي، وأحيانا عن قصد لكسر إرادة المعتصمين، إنها لم تكن نزهة لما يزيد على الأربعة شهور، وإنما تمثل مطالب أمة وحقوق مواطنةٍ مستلبة وهي غير قابلة للتجزئة ولا يمكن التراجع عنها لأنها ملك لجماهيرها وتعبر عن كرامتهم ومصالحهم في وطن واحد من اجل الاستقرار القائم على العدالة والمساواة ومبدأ المواطنة.
الجميع مشغول بالطائفية المقيتة والقتال والاحتراب بين مكونات الشعب الواحد ولا احد يفكر بشكل جدي بتوفير متطلبات هذا الشعب وإعادة حقوقه وإعطائه حقه المسلوب حتى الشعب نفسه انساق خلف قادته وانشغل معهم بأمور السياسة والطائفية النتنة وترك حاجاته وحقوقه التي من اجلها خرج إلى ساحات الاعتصام لكي يطالب بالحقوق وانقلب السحر على الساحر وأصبح الكثير منهم يغذي بهذا الاتجاه حتى بدءا الانحدار واضح داخل الوطن وكان العجلة تسير نحو الهاوية وتنطلق إلى خراب العراق والذي جعل البلد يسجل حالات لم ترد في العالم وتفوق بكل المقاييس والمعايير الدولية والحياتية حتى عدت الكثير من المنظمات العالمية والدولية في معظم الدول الأوربية بان العراق دولة منكوبة بكل معنى الكلمة وخاصة بعد إن فاز بأكبر دولة بالفساد وأسوء دولة معيشية والقائمة تطول بكثرة الأرامل والأيتام والشهداء والمفقودين والمعوقين، فمتى نرى إصلاحاً حقيقياً؟ وليس وعود كاذبة تجرنا إلى مستقبل اسود ينذر بالإجهاز على ماتبقى من البلد ليزداد الدمار ويخرب الباقي ان كان هناك متبقي من العراق.