23 ديسمبر، 2024 2:19 ص

خراب الاوطان في صراع الأيدولوجيات

خراب الاوطان في صراع الأيدولوجيات

أصبحت الحيادية شبه معدومة في فكر وضمير الانسان العربي والمسلم .. فقد انشغلت كثير من الدول العربية بصراع الايديولوجيات التي اتخاذتها هوية سياسة لشكل نظام الحكم، واصبح الكل يمجد وفق خلفيته الفكرية وما يحملة من أيدولوجية قومية او دينية او طائفية .. بمعنى ذات الخلفية القومية بات يمجدها لحد العنصرية والتعصب ولا قومية أنبل منها وأخذت هذة الأفكار ردحاً من الزمن في صراعات مع القوى الاخرى لها اول وليس لها اخر لحين ألقت بظلالها على دمار الاوطان والشعوب حتى اصبح يعاب عليها بانها مدعات للعنصرية والانغلاق .. وهناك ذات الخلفية الشيوعية يمجد الفكر الماركسي كان لا يوجد في الكون اعظم منة كفكر اممي بديل او مناهض للقومية حتى لاقت رواجاً كبيراً في كثير من دول العالم خصوصاً خلال عنفوان الثورة السوفيتية وكثير من حاول نشرها في الوطن العربي وهي الاخرى أخذت ردحاً من الزمن ودخلت في صراعات مع القوى الاخرى كلفت دماء غزيرة ومن ثم انحسرت وبات يعاب عليها بأنها أفكار الحاد تذوّب مهارات الفرد في المجتمع وتقيد الحريات .. اما المصيبة الكبرى في اصحاب الفكر الديني فان غلوهم أبعدهم عن الدين وثوابت الدين وتسامح الدين .. وهناك من اتبع الفكر المتطرف بشقية السني والشيعي ومنهم من يعتبر ايران الكعبة المقدسة ومنهم من يعتبر السعودية حامي حمى المسلمين .. والجميع منظوي في إطار حركات سياسية لا تمت للدين بصلة سوى انها افكار سياسية تبنت الدين كآيدولوجية فكرية عرفت بالإسلام السياسي واتخذت من الدين برقع وستار لغرض تبيض سوادها الأعظم وعاشت تلك الحركات في صراعات شوهت الدين نفسة حتى وصل الحال باسم الدين يكفرون الأخضر واليابس .. بينما العالم المتحضر تتفاعل فيه كل القوى السياسية بعيداً عن الأيدولوجيات وتهتم بالمصالح العامة لانه ليس هناك ملائكة وشياطين وانما المسألة نسبية في التصرف والنقد وتغليب لغة الحوار على لغة البنادق للوصول الى الحل الوسط لما يخدم الجميع لأن الانشغال بالأيدلوجيات ومحاولة الهيمنة على المجتمع وفرض أجندات ووصايا ثقافية وفكرية على فئات المجتمع لن يقود إلا الى مزيد من الاحتقان والتنازع بدلاً من الانشغال في البناء والتعليم ومحاربة الجهل والفقر والبطالة والجوع لان في كل مجتمع مع الجوع والفقر يتحقق الجهل وتهيمن الأفكار والأيديولوجيات الهدامة التي تقود الى الخلافات والصراعات وبذلك تتعطل التنمية التي لا يمكن ان تتم الا اذا حل الامن وألامان، واكثر من افسد المجتمع هي فتاوى المعممين الذين أضفوا الى انفسهم صفة القداسة وأسسوا الى صناعة الجهل من خلال تلك الفتاوى والتصورات الفقهية القائمة على نشر البدع والخرافات التي لا تتناسب مع حركة تقدم التاريخ، حتى جاء في بعض الفتاوى تحريم دراسة العلوم فانحسر التقدم العلمي وانخفضت نسبة العلماء في مجتمعاتنا بمختلف الاختصاصات بالرغم من ان تلك الفتاوى ليست دين ومن الخطأ تقديسها باعتبارها جزء من الدين واجبة الاتباع والتي لم نجني منها غير ثقافة الثأر والتحريض على الانتقام بعدما قسمتنا الى جماعات وطوائف وفرق يقتل بعضنا البعض بدم بارد .. ياترى متى ننحاز الى المستقبل ونترك عذابات الماضي التي يتحكم بها التاريخ المشوه الذي كتبته الايادي الخبيثة التي عبثت بمقدراتنا سنين طويلة وتريد ان يستمر الجهل حتى ينخر في مستقبل اجيالنا الى ما لا نهاية .. متى ينتهي عصر الأيدولوجيات ونترك التنظير والفلسفات التي استخدمت ردحاً من الزمن قطار للوصول الى السلطة .. ومتى نتخطى عن عقد التاريخ ونسعى الى التسامح وننحاز للمستقبل ونتوجه الى البناء والتنمية بعيداً عن المهاترات والتنظيرات والأيديولوجيات لكي يتمتع الجميع بخيرات الوطن ..