عندما نتحدث عن التخبط, وعدم أدراك الأمور الصحيحة, والعجلة بالتصرف دون رؤية سليمة, لا بد لنا أن نمر على مقتدى الصدر, بوصفه جامع لكل ما تقدم..! والحديث بلا شك متأتي من أدلة واقعية, وليس تهكم أو تفشي, لكوني لا اكرهه ولم التق بيه شخصياً.
الصدر وكما هو معروف له موقف معادي للسنة منذ سقوط الصنم, وبدأ بأمر مليشياته لتصفية الحساب, ولم يمض سوى سنوات حتى يعدل عن قراره ويذهب بنفسه للصلاة خلف أمامهم, وهو أمر جيد وطبيعي كونه يوحد العراق, لكنه موقفه من الشيعة أنفسهم مازال عدائياً, لأنه حارب المجلس الأعلى قبل سنوات وحرق مقراتهم, والآن هم حلفاء في العملية السياسية, وهذا أمر جيد أيضاً, كتلت الصدر النيابية انتخبت رئيس الوزراء السابق نوري المالكي والآن هم اشد المعادين له ولحزب الدعوة.
أما موقف مقتدى من الأمريكان فلحد الآن مازال مبهماً, في وقت مضى يشكوا مقتدى الصدر من تقارب الأمريكان من السنة والأكراد وابتعادهم عن الشيعة, وعندما جاء السفير الأميركي لزيارة الأمام علي عليه السلام, أعلن مقتدى الصدر الحداد ثلاث أيام على هذا التصرف ..!!!
قدوم المندب الأمريكي لأمام الشيعة ألا يحمل بطياته تقارب ضمني للشيعة, وبداية للاعتراف بالوجود الشيعي سيما بعد الوقفة المشرفة لأبناء الحشد الشعبي ودفاعهم عن ذويهم في باقي المحافظات, لكن تجميد الصدر لسرايا السلام يضعه في دوامة التوهان السياسي والاقتصادي والأمني والشيعي والعراقي, وهذا ما يسمى (خرابيط مقتدى الصدر..!) .