11 أبريل، 2024 7:01 م
Search
Close this search box.

خذ أرنَبَ وأسكت …

Facebook
Twitter
LinkedIn

الأرنب حيوان جبان ويستكين وصاحب جُحر ، والصينيون يعتبرون مجيء الارنب في الاحلام خيبة ، فيما المصريون يعاقبونه بأن يطبخوه مع الملوخية ، أما في العراق ، فلا يستحب اكل الارنب وتربيته ، وعليه هو حيوان غامض بالنسبة لنا ، ولم تجملهُ في ذاكرتنا الطفولية سوى افلام الكارتون .
وهناك مثل اسباني هو ما ينبطق على حال البلاد له علاقة بهذا الكائن والمثل يقول :الارنب تغادر جحورها إذا حضر الجزر.
والجزر نبات ثمرهُ في الطين ، واوراقه في الهواء . وبالصورة السريالية قد نعتبر كل لص وفاسد ومتسيد كما ينبت الجزر ، غائر في الطين ولكن بثمرة فاسدة ، فيما خارجه يحاول ان يخدع فيه الناظرين انه وطني وتقي ويدفع الخُمس بأنتظام.
أما علاقة السياسة بالارنب فقد ظهرت في اول محنة تعرض لها البرلمان عندما هبت الناس واحتلته ، وعلى كرسي رئيس البرلمان جلس شاب بسيط بوجه فلاحي ولم يكمل الابتدائية ، كل حياته هوى وفكاهة ومسطر طين ، وهو من مسك المايك وتحدث بجلفية جنوبية عن البيان الاول وبطريقته وثقافته الفطرية ، فصارت صورته مكانا ومناسبة للتندر بالارانب التي هربت وتركت بعض الذين تحدوا هذا المد ، وكان ان نالوا من الضرب الغير مبرر كما تعرض له النائب عمار طعمة ، وانا اعرفه جيدا ، دمثا وخلوقا ومؤدبا وعقلانيا .لكنه ذهب بجريرة الارانب الهاربة .
وشجاعة منه أن لا يهرب بهمر ، ولايختفي خوفا من الغاضبين بالامام موسى بن جعفر ، ولايصبح وجهه كركم أصفر . ولا يغادر منصته البرلمانية وهو يتعثر. وبسبب كل تلك الفوضى ،  كل نائب وجهه كان ابيض صار أسمر.
والآن وبعد ارتباك الموقف وانتهاء اقتحام الخضراء وعودة الصبات الى شموخها الامني تحت ظل حماية سوات .
دخل الوضع في ضبابية ما نعتقد أن الحل صار اكبر تعقيدا ، ولكن خيار الارنب باقٍ وأعمار الطغاة قصار .
فأنت إذ اردت اسدا خذ ارنباً ، وان اردت ارنباً خذ ارنباً .
هو الخيار الذي سيبقى يوشح الغيب والرؤية والتفاؤل بحل الازمة العراقية المعقدة .
ازمة السُحت والمحاصصة والحلم والفقراء وازدواج الجنسية ومحاربة الارهاب وشهامة الحشد وتظاهرات المجتمع المدني والصيف اللغز القادم مع لهيب لم يرَ مثله العراق في كل فصوله فيما معدل التجهيز سيكون اقل من كل الاعوام.
لا اتمنى ان تصبح دولتنا دولة ارنب ونبات جزر ، اردتها ان تكون دولة اسد وحمامة ووردة كي تعيد للناس ثقتها بقدسية المكان وتواريخه وتآلفه في العيش بين كل المذاهب والطوائف والاقليات والاديان.
نعم اتمانها دولة برئيس وزراء يبتسم ويعمل . لابرئيس وزراء كل همه ان يمسك العصا من النصف .او يمسك الجزرة في انتظار خروج الارنب من جحره.
يأكلها ويعود الى ذات الجحر والبلاد تظل تعيش في حيرتها …

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب