20 ديسمبر، 2024 5:34 م

خذوا العِبّرَةَ من دماء الحُسَّين عليه السلام وانتصروا بدمائكم

خذوا العِبّرَةَ من دماء الحُسَّين عليه السلام وانتصروا بدمائكم

اليوم هو العاشر من محرم الحرام . وهو ذكرى انتصار دَم الأِمام الحسين عليه السلام على سيف الظلم والقمع سيف يزيد . واليوم شاهدنا الملايين من الشعب محبين صادقين ومعهم المخادعين يمارسون شتى الطقوس والشعائر الحسينية الأصيلة والدخيلة . والكل ينادي لبيك ياحسين . وتلك مفارقة لايمكن تفسيرها الا بكونها نفاق لدى الكثير باستثناء البعض من المساكين من الذين لايعرفون حقيقة الأمام وطريقة الأنتصال له ولقضيته .

نعرف مثلما يعرف العالم ان الأمام الحسين خرج ملبياً لنداء رباني لايمكن له ان يتراجع عنه . وهو النداء الذي وضع الأسلام الحقيقي على المحك . فكان خير من يمثل الحق الألهي ضد الباطل المتمثل بحكم بني أمية .

الأمام الحسين عليه السلام يعرف تماماً كيف سيكون مصير حملته . لكنه لم يتراجع ولو قُدِرَ للتأريخ أَن يعود من جديد فأنه سيتخذ ذات الموقف الجهادي . فهو أول من وقف بوجه ظلم الحاكم وهو أول من أسس لمفهوم الثورة على الدكتاتورية , وهو أول من ضحى بدمه وعياله من اجل ترسيخ مبادي العدل والمساواة وتثبيت معالم الدين الأسلامي الحنيف . وهو مؤمن تماماً بأن الدين لن يتثبت أِلا من خلال ثورته حين قال ( أذا كان دين الله لايستقيم أِلا بقتلي فياسيوف خذيني )

الغريب في واقعة الطف خلال السنوات جائت بعد الأحتلال أنها تشهد عملية قتل حقيقي للأمام الحسين في كل عام . بمعنى أَن الأمام نادى بالحرية والتخلص من القمع ونحن ندعي السير على خطاه بينما الظلم يزداد فينا كل يوم ولم نحرك ساكناً بأتجاه أيقافه والتحرر منه !

من المفارقات المخزية أَن من كان مدعياً معارضته للنظام الدكتاتوري السابق وجاء مع الأحتلال يلبس ثوب الدين والتشيع عندما تهيئت له فرصة الحكم مارس شتى انواع الموبقات ومعها النفاق بجميع صوره البشعة ليؤسس نظاماً بائساً أشاع من خلاله عمليات التخريب والنهب المنظم لثروات البلد ونشر الفقر والأمراض بين جموع ابناء الشعب بعد أن دمر وخرب الصناعة والزراعة والتعليم وسائر مناحي الحياة . وكان نظاماً منافقاً بأمتياز يدعي الديمقراطية ويقمع الناس ويهجرهم ويزرع الخوف في نفوسهم . !

النظام الجديد الذي كنا نحلم به على انه سيأتي لنا بالعزة والكرامة والتطور والرخاء تبين انه نظام لتمزيق العراق وتهجير ابناء شعبه حتى وصلنا اليوم الى ان اكثر من 20% من ابناء الشعب مهجر داخل وخارج العراق وأكثر من 30% من المتبقي دون خط الفقر . وأكثر من 40 % بطالة يضاف اليها بطالة مقنعة سوقتها وصنعتها احزاب السلطة من خلال التعيينات الفوضوية التي تهدف الى الحشد الأنتخابي .فضلاً عن التداعيات الأجتماعية المؤلمة التي خلفتها السياسات المريبة للبلد لتنتشر حالات التسول وعمالة الأطفال وعمالة النساء بأقسى الظروف مع شح الأدوية والغذاء وغيرها من المآسي .

مئات المليارات من الدولارات نهبتها احزاب تدعي انتمائها لمدرسة آل بيت الرسول (ص) لكنهم منافقون حد العَظُم . العراق اليوم بفضل تلك السياسات يحتظر . وحتى عندما خرجنا مطالبين بالأصلاح كان نفاق الساسة واضحاً مدعين تأييد مانريد من اصلاحات وكأن الشعب هو من خرب والبلد وليست سياساتهم . وصلنا الى طريق مسدود وسبق لي ان قلت في مقال آخر أن فاقد الضمير لايمكن له أَن يعمل عملاً نظيفاً ومن خرب العراق فاقد للظمير والشرف فكيف بنا ان نطلب منه ان يقوم بالأصلاح . وهاهو اليوم ومن اجل ان لايعيد الأموال المنهوبة راح يتفذلك لتمرير قرارات للتسويف والمماطلة وكأنه يريد أن يقول للشعب عليك ان تثور من اجل ان نهرب بما نحمل من جنسيات أخرى ولايوجد تفسير آخر .

الأمام الحسين عليه السلام وقضيته لايمكن ان تكون بضاعة للضحك على عقول الناس فهو فيصل بين الحق والباطل ومن يحب الأمام الحسين عليه ان يثور ضد الظلم ليكون سائراً في طريق الأحرار ولايوجد خيار آخر .

هذه هي الحقيقة فكيف بعاطل عن العمل يعيش في بلد نفطي وقد نهبت ثرواته ويدعي حبه للأمام الحسين ولايثور عندما يعود الى عائلته لايجد مايسد رمقهم .

كفانا تدليس للحقائق . الدماء التي تسال اثناء التطبير لو انها بذلت من اجل التخلص من الظلم لكان من يبذلها اقرب الى الأمام من ان تسال اعلامياً . كونوا احراراً قالها لكم الأِمام وهنا يقصد ان تتخلصوا من الظلم وأن لاتمارسوا طقوس حبكم للأمام بينما اطفالكم تموت من الجوع وأعزائكم يموتون ظلماً واخوتكم وأصدقائكم وأقربائكم يتعذبون في السجون والمعتقلات السرية والعلنية !

المتتبع لبعض الفضائيات التي تهتم بالأرشاد والخطاب والحسيني والديني يجد عبر السبتايتل الخاص بها وخلال ال٢٤ ساعة مناشدات ودعوات والتوسل الى الله أن يطلق سراح هذا الشاب او ذاك كونه مظلوم . ترى من يحكم العراق ؟ المدعين بنهج الحسين وعلي عليهم السلام أم ان منظومة يزيد بن معاوية هي التي تحكم ؟ اعتقد ان من يحكم العراق هو أقبح وأسوأ من يزيد !

الأغلبية الساحقة من الشعب العراقي يخرجون نصرة لقضية الأمام الحسين عليه السلام كونها قضية الحق وثورة للمظلوم على الظالم . والقلة القليلة التي تحكم تشدد ظلمها كما فعل يزيد … معادلة صعبة ولايمكن فهمها !!!!!

هل أَن دمائكم اغلى من دماء الأِمام ؟ لماذا هذا الرياء والغش والخداع ؟

خذوا العِبّرَةَ من دماء الأمام الحُسَّين عليه السلام وانتصروا بدمائكم لتكونوا قريبين منه أكثر من سكوتكم عن الظلم والهوان والتصفيق للباطل على حساب الحق . ولات ساعة مندمِ.

[email protected]

أحدث المقالات

أحدث المقالات