لا احد يستطيع ان يقول انه ليس من حق البرلمان مساءلة السلطة التنفيذية ومراقبة وتقييم ادائها لان ذلك من اولويات واجباتها وهي حالة صحيحة وصحية، ولكن حين تتغلب النزعات الشخصية والنفعية وتغليب الروح الانانية وتسويقها في قطار المصلحة العامة فذلك امر لم يعد ينطلي على احد، ولهذا السبب كانت ردة فعل المتابعين لجلسة استجواب امين بغداد صابر العيساوي ظهرت لهم مجموعة من الحقائق المرة تقف في مقدمتها النزعة العدائية المسبقة التي سلكها النائب شروان الوائلي الذي كان اشبه بالخصم والحكم او بالحقيقة اراد لنفسه ذلك، فظهر متحاملا وليس حياديا في الجلسات الاستجوابية في وقت كان يفترض فيه البحث عن الحقيقة وليس الايقاع او محاولة الايقاع بالخصم الذي في الواقع ليس خصما بقدر ما هو مسؤول قد يخطأ وقد لا يخطأ مع ان كل من يعمل لا بد ان يقع في خطأ ما وهي قاعدة معروفة للقاصي والداني.
كانت جلسات الاستجواب ايذانا بفتح ملفات خفية حاول جاهدا كل من العيساوي والوائلي عبورها لكن الايماءات والايحاءات والتصريحات في احيان قليلة كشفت كل شيء، فالقضية ليست قضية مخالفات مالية او فساد في مشاريع ما، بالرغم من وجود تعثر هنا وهناك في بعض المشاريع التي لايتحملها العيساوي لانها مشاريع محالة من قبل امانة مجلس الوزراء وهذا ما اثبته بالوثائق العيساوي، ولكن الحقيقة المرة أن السيد النائب كانت له اهداف اقلها المشاركة في ارباح المشاريع التي تجنيها الشركات المتعاقدة مع امانة بغداد او قيام الاخرى القريبة منه التي يديرها نجله وائل شروان الوائلي بالتعاقد للتنفيذ اضافة الى الرغبة بالاستحواذ على ماهو ليس حقا له.
الأمر الاخر أن هناك رغبة شديدة من قبل الوائلي وبعض اعضاء حزب كبير يقف خلفه ومؤسسة اكبر ضمن العملية السياسية مندفعة بكل قوتها لتأمين المال اللازم لفترة الانتخابات المقبلة من خلال توفير المال لهذا الغرض وهذا المال سواء تحقق عن طريق عوائد الشركات المرتبطة بمؤسسات الوائلي او عن طريق ابتزاز الوزراء والمسؤولين فان النتيجة واحدة وهي ضمان البقاء في السلطة للاربع سنوات المقبلة على اقل تقدير.
ان السر الذي يقف خلف استهداف النائب شروان للعيساوي ان الوائلي يتصور ان رجل الاعمال عصام الاسدي وصابر العيساوي وقفوا دون حصول الوائلي على وزارة امنية او منصب امني حساس كون السيد النائب مولع بهذه المناصب حتى يغتال هذا الاعلامي او ذاك ويلاحق هذا الصحفي ويبتز الآخر والشواهد عديدة للسيد ابو وائل الوائلي النائب البرلماني في دولة الفافون!
كنا نأمل ان يكون الاستجواب مهنياً وليس تحاملياً.. وظيفياً وليس شخصياً.. حيادياً وليس انتهازياً، الا ان كل ذلك لم يتحقق وربما ان من كان بيته من زجاج فانه لا يستطيع ان يرمي الناس بالحجارة.