قالت إحدى النائبات: يتمنى والدي لو كنتُ معلمة وإلى اليوم بعض الآباء يريدون لبناتهم أن يعملن في مجال التربية أو الهندسة أو الصيدلة بإستثناء السياسة .
بعض النساء تختار أن تكون في البرلمان والعمل في المجال السياسي وهذا أسوأ ما قد يحصل للعائلة ! لأن الأنثى في المنطق الذكوري خُلقت لتكون في البيت ، وكثير من النساء يقعن ضحية للذكورية والإضطهاد والتَحكّم والعنصرية والضغط الإجتماعي العرفي والعشائري ، فمنهن من منعها والدها من الدراسة وأخرى حرمها أخيها من الدخول إلى الجامعة وأخريات من القاصرات والمراهقات تزوجن بالفرض والغصب بسبب النهوة والفقر ، ولغاية اليوم تعيش بعض الفتيات تحت القهر والجبر في دائرة الممنوع والعيب لا تستطيع الخروج إلا بإذن من والدها أو زوجها ولا تسافر أو تعمل أو تقضي وقتاً ممتعاً مع بعض الصديقات بذريعة الخوف والحفاظ ونظرة الناس وقسوة المجتمع .
لكن من حسن الحظ القسوة لم تطال بعض النساء اللواتي استطعن الوصول والحصول على وظائف ومراكز مهمة في الحكومة والسياسة والبرلمان ونجحنَ في اختيارهن العالم السياسي والجلوس في قاعات الدولة والمشاركة في الحلقات والإجتماعات النقاشية وحضرن الفعاليات والمؤتمرات ومثَّلن حكوماتهن في الدول ، لكن حتى الآن لم تصل المرأة إلى تفعيل دورها السياسي في القيادة أو القرار فجميع قيادات الإئتلافات والأحزاب أو التيارات السياسية “رجال فقط ” ، وربما يُمثِّلن النساء جزءاً كبيراً من البرلمان العراقي لكن التمثيل يتعلق بالعدد وليس الحضور أو القرار فلم تستطع إحداى النائبات تفعيل قانون العنف الأسري مثلاً لأن هنالك رجال في البرلمان رفضوا القانون .. لذا فإن النساء لا تمتلك دوراً حقيقياً وريادياً في المجتمع وهذا ليس نقصاً في عقلية وإمكانية وقرار المرأة لأن النساء الأوربيات أبدعن وأنجزن ومثلهن بعض النساء العربيات اللواتي أثبتن صلاحيتهن وقدرتهن في القيادة والنجاح في مزاولة المنصب .
لن تحصل المرأة على الأهمية في المحور السياسي تحت خط الصراع مع الذكورية والتخلف الفكري والقانوني الذي لا يخدم أو يدعم النساء الضعيفات المُضطهدات و المُعنفات .