7 أبريل، 2024 6:26 ص
Search
Close this search box.

خدمات ما بعد الكارثة.. متى ستصبح قبلها؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

يفترض أن نتخذ كافة الإجراءات, يجب أن نقوم بشق جداول, سنضع الخطط اللازمة, تلك أبرز التصريحات التي أدلى بها القائمين على الوضع الخدمي, والتي بينت حجم الكارثة من ضعف خدمات وسوء تخطيط, فكما هو متعارف يفترض أن توقيت الإستعدادات لمواجهة فصل الشتاء قبل حلول الموسم, لا بعد موجة المطر الثانية أو الثالثة تدرس الحلول والبدائل!
زخة مطر واحدة كفيلة بإماطة اللثام عن الوجه الحقيقي للواقع الخدمي وشعارات الإنجاز والموازنات المخصصة التي نسمع عنها ولا نراها!, تلك السيناريوهات تتكرر في كل مرة ومنذ 15 عام, فلا يكفي أن تجترها الذاكرة العراقية, بل تصر الحكومات المتعاقبة وتحرص على أن يعيشها المواطن العراقي بكل تفاصيلها.
النتائج المترتبة على كل تلك التراكمات أن الشعب العراقي هو المتضرر الوحيد من تردي الخدمات, يواجه أزمة شح المياه صيفاً, وخطر السيول شتاءً!
موجة الأمطار الأخيرة ألحقت أضراراً جسمية بالمواطنين, ولو أن التدابير اللازمة تم أتخاذها مسبقاً لكانت على الأقل ساهمت في تقليل الخسائر بالأرواح والممتلكات, أن لم تكن قد أنهت المعاناة بشكل كامل, وحولت موسم الأمطار الى مثمر بدلاً من مدمر.
ورثت الحكومة الجديدة تركة ثقيلة, خدمات شبه معدومة وبنى تحتية متهالكة, لذلك ما يجب التركيز عليه في الوقت الراهن توحيد الجهود لدعم المتضررين, وكانت المبادرات الأولى من أبناء المحافظات الجنوبية وجمعية الهلال الأحمر التي إستنفرت جهودها لمساعدة الأهالي في المناطق المتضررة.
بداية الموسم الشتوي تنذر بالمزيد, وهذا يُحتم على الحكومة الحالية أن تنتهج سياسية مختلفة في متابعة ملف الخدمات, بأعتباره يمثل أهم مؤشرات النجاح والتغلب على التحديات بالنسبة لها, وقبل كل هذا إنهاء معاناة المواطن, وأستثمار الموسم لزيادة مناسيب المياه.
نقطة تحول ربما تكون موضع رهان في تحويل ملف الخدمات من طارئة فيضانية بعد الكارثة, الى اجراءت وقائية أستباقية في وقتها الصحيح وعسى أن يكون ولو ملف واحد في زمانه ومكانه المناسب, على أمل أن لا نرى منزلاً يسقط على ساكنيه, أو مناطق سكنية تتحول الى مستنقعات, أو سقوف صفوف تنهار على رؤوس الطلبة!

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب