6 أبريل، 2024 6:57 م
Search
Close this search box.

خدعة السلفية والاخوان وغيرهما،،،(صناعة التهم وزرع الشعور بالذنب)

Facebook
Twitter
LinkedIn

اولا: اريد ان الاحظ لأعزائي القراء ان الشرقيين والعرب لم يدرسوا ديانات الغرب وعاداتهم وثقافاتهم ليبداوا بالتدخل بها وتوجيهها او منع هذا والاعتراض على ذاك ،او اتخاذ فرق منهم وعملاء ليخربوا اديانهم من الداخل “كما فعل الغربيون”، رغم ان الغربيين غزوا الشرق كثيرا وحرقوه مرارا ، (ان كان عذرالغربيين في التدخل الفكري هو هجوم الشرق عليهم يوما ما)!
المقال
من الوسائل البسيطة الفكرة والمعقدة التنفيذ التي اتبعها الغرب ومن بعده الحكام العرب (البوليسيون) او (المرتبطون به ) على حد سواء هي صناعة التهم وجعل سبيل الحق ذنبا وحمل السفهاء من الناس والمغيبين ذهنيا وضميريا على تصديق ذلك ثم النعق اثرهم والبدء بمحاصرة المصلحين او المطالبين بالحق “اجتماعيا” ومن داخل بيئاتهم ، بل ومن عوائلهم نفسها.! وهذا صنعوه معنا ووعيناه ، كان قريبي الاكبرمني و الذي يقرا لي الان- امد الله في عمره- يفتش في اغراضي ايام الدكتاتورية بحثا عن دفتر كتاباتي ليحرقه كل مرة وانا مراهق في السادسة عشر من عمري ، لان فيه كتابات او افكار تنادي بالحرية والديموقراطية وقيم اخرى متفق على صلاحها ، وكان هو رجل صالح ، ولكنه كان يقسم لي عندما اغضب او ابكي حرقة على ماكتبت وسهرت من اجله الليالي ، ان هذا خطا كبير وان هذه المفاهيم وهذا الفعل هو (عمالة) وخيانة للوطن (الذي كان عندهم “في ذلك الوقت” يعني القائد) !
ووطنوا المجتمع على ذلك بالقبض او ربما بادعاء القبض على شباب يتكلمون مثلنا ولكنهم مرتبطون بالاجنبي وقد اعترفوا بذلك على التلفاز! وكانت هذه اول تهمة واجهناها في حياتنا ، ومع الوقت صار يطاردنا الشعور بالذنب وارتكاب الخطيئة التي ينبذك عليها المجتمع ، وبدا الدكتاتور بالبطش “مجانا” وبأريحية كبيرة فها أنا وامثالي محاصرون من قبل اهالينا واحبابنا ، ونحن متهمون وهو طليق اليد واللسان ، فمن سيوقفه اذن؟ وجاءت امريكا ، فلا اشك للحظة ان قريبي “الوطني” هذا وامثاله كانوا الرجال الذين جلبوا امريكا للعراق دون قصد (وليس ايران او ال سعود) فكسب الغرب واعوانه الجولة الاولى ضدنا !
ثم نضجنا وكبرنا ولم احد انا عن نهجي الليبرالي الادوات الاسلامي العقيدة ،فجلست اقرا كتبا واسمع الاغاني ولا الوي على شيء! ولكن غيري لم يسكت ولم يجلس ، فالحياة مستمرة والاجيال لا تهدا ، فراح اخرون من عمري واكبر في بلدي وبلدان العرب والاسلام الاخرى يلوذون بدينهم ويلتزمون به ونحن ننظراليهم باحترام واستغراب ، كيف لهم ان يلتزموا هكذا بمساجدهم وصلاتهم ، وصاروا يحيون السنة -ويوجهون المجتمع للصلاح- وقيما اخرى عظيمة ، كنا نقرا عنها عند السلف ونجلها ونظن انها اندثرت ، وهنا برز للمتربصين بالمجتمعات والدين تحد جديد ، مالعمل ؟! (التكفيروالتشدد) نعم .
فانطلقوا يغرون السفهاء من الناس ويحشدون المغيبين من العقول بنسج هذه التهمة الجديدة (هؤلاء ليسوا سلفية وانما تكفيرية ومتشددة) او وهابية ، بعد ان ربطوا الوهابية طبعا في الاذهان بالتكفير ، وانطلقوا من جديد يعتقلون ويعدمون ويفصلون من الوظائف بهذه التهم ، وعندما اعترضت لاجل الحق واصدقائي ، جاءني المانعون لكل خير وقالوا: “هل ترضى وانت العلماني بهؤلاء الذين يكفرون الناس” ، قلت : ولكنهم لايكفرون احدا وانما يريدون احياء السنة والدين وقد ابتعد عنهما الناس وهم يدعون الى الله “بالحكمة والموعظة الحسنة” فما لكم ولهم !؟ ها انا اقرا مايقراون ولم ار تكفيرا او شيئا من هذا عند مشايخهم وعلمائهم ،فرقي عنهم انني اميل الى الحكومة المدنية ولا ضيرعندي ان يتخلق الناس باخلاق الدين الحنيف . قالوا : لا،، هؤلاء تكفيرية .
وجاؤوا بعدها برجال يقولون مايقول هؤلاء المصلحون ولكنهم اقروا بالتشدد والتكفير على الملأ و تحت الاكراه ، واضطروهم او ربما صنعوهم للمجابهة بالسلاح والقوة ، فصار “واضحا” انهم تكفيريون وفبركوا من بينهم ومن آخرين مصنوعين ومدفوعين فرقا للقتل والتكفير الى ان صنعوا “القاعدة” وامثالها وانتهى الامر الى (داعش) ونسبوا كل ذلك الى السلف وشيخ الاسلام رحمه الله ومن على نهجه ، فصار كل سلفي “تهمة” وكل مصلح تكفيري وكل كتاب ديني هو “وثيقة ارهاب” وبهذا انفض الناس من حول المصلحين وحوصروا ونبذوا ،وصار كل من يفكران يتكلم في الدين تلصق به هذه التهمة ، وصارت اللحية عندنا شعار الارهاب والعمامة زي السوء ، بينما اللحية اليهودية والعمامة البوذية ما احلاهما وابركهما ، عند السفهاء والمغيبين.
فاختار البعض من الصالحين طريقا آخر ووجهة ثالثة فراحوا يعملون في وظائفهم كما تعمل الناس يشجعون ويحنون لدينهم من بعيد ويذهبون لصلاتهم باعتدال وماعليهم من احد ولا من سياسة ويخدمون مجتمعاتهم بما يرضي الله والناس والحق ، ولكنهم ولانتمائهم الصميم وكحق مكتسب لايعاقب عليه القانون ولايجرمه المجتمع فانهم يؤيدون الانجاز لاي طرف مسلم او الرفعة بأي خطوة ومن اي ما من جاءت منه دون ان يعرفوا مسميات ،
وهؤلاء لوحظ من قبل المتربصين ان مازال فيهم نفس مع الاسلام ومع الدين ، وكأنهم لايريدون ان يتوبوا ! عجبا ، اليسوا (عملاء ومندسين) ؟. لا ياسيدي انهم لايتكلمون بالديموقراطية ولاينادون بالحرية . تعسا ، اذن فهم (سلفيون) تكفيريون وهابيون .؟ لا ياسيدي ، فهم بالكاد يقيمون الصلاة ولا نراهم يؤتون الزكاة ، ولا اظنهم لفروجهم حافظون . هممم ،،اذن فهم (اخوان مسلمون) ! نعم،،ولا شك . الان حزرت ، هم اخوان مسلمون . اذهب وانشر بين الناس ان هؤلاء انما هم اخوان مسلمون .
وانطلقوا يغرون السفهاء ويحشدون المغيبين بذلك وبتلك التهمة الجديدة (الاخوان المسلمين) ،، طيب ، وهذه فرقة كذا وتريد كذا واشتغل الاعلام من جديد وصرفت الاموال وبالغ الحكام المطيعين في كل مصر ، من يقاتل اسرائيل ومن يؤيده اخوان مسلمون طبعا (لان حماس اخوان مسلمون) ، طيب ولكني لست اخوانيا والله ، انا فقط اريد حق الاقصى والفلسطينيين ، لا ،،انت (اخواني بدليل انك ضد محمد بن سلمان وبن زايد وبن عايد وبن صايد)! يا أخي ماذنبي اذا كان الحكام يصطفون مع العدو باعذار واهية تنطلي على المغفلين ولاتمشي علي ، وماذنبي اذا كان الاخوان المسلمون (بالصدفة) يصطفون الى جانب فلسطين ! انا رجل عربي مسلم مستقل وقلبي مع الاقصى ،،فقط. ولا اعرف الاخوان ولا اجالسهم ولم اكن اسمع بهم الى وقت قريب. لا،،انت (اخوان) لاتنكر ،،انتهى.
وكذلك من يشجع نهضة ماليزيا ، الى وقت قريب كان الجميع يشيد ب (مهاتير محمد) ويحلم بقائد مثله ، ثم صار فجاة التغني بنهضة ماليزيا المسلمة (اخواني)! ونهضة تركيا نفس الامر، وامثال ذلك كثير من تفاصيل الحياة اليومية ومن صغائر الامور الى عظائمها ، فصار المجتمع (القطيع) يصمك بهذه التهمة متلقفا اياها ومرددها من وسائل الاعلام الموجهة ،،(انت اخواني) لينفض الناس من حولك واذا تكلمت بحق لايسمعونك وان كتبت بنصح لاينظرون اليك ، وهم اقرب الناس اليك ، ومنهم من يعرفك حق المعرفة ، ولكنه يقول لك وهو مغلق العينين والوعي (لا لا ،،انت اخواني).
وقد حصل ويحصل لي انا محدثكم هذا الامر وستضحكون من سفه بعض الناس وتغييب عقل عموم الناس وتحشيد ضمائر كل الناس (الا مارحم ربي)
فانا رجل لم اغير نهجي قيد انملة منذ مراهقتي الى الان ، عقيدتي الاسلامية نفسها وافكاري الليبرالية نفسها وصلاتي البسيطة -التي ارجو الله ان يجبرها – واسمع الاغاني نفسها واشاهد الافلام الاجنبية نفسها! فلم اغير لا ذوقي و لا فكري ، بل اني لم اغير حتى تسريحة شعري ولا حلاقة لحيتي ولا الوان قمصاني! حتى ان كثيرا من اصدقائي يظنون انني لا اكبر عندما يروني ، وهو غير صحيح ، وانما السبب انني لم اغير اي شيء في اسلوبي او ملبسي او شكلي . غيرت –اللهم- بحكم النضج تعاملي السابق الجاف مع من احب ، وتعاملي المغفل مع من لايحب. ومع كل هذا وشهرتي به بين مجتمعي الا انهم لم يتورعوا عن وصفي بهذا او اتهامي ، لمجرد اني قلت (مالكم تحاربون انفسكم ودينكم) “افلا تعقلون”!، قالوا انت اذن اخواني .
طيب ، ولكنكم تعرفون جيدا ان فريقا من الاخوان اعتقلوني قبل حين بتهمة ملفقة “تمويل الارهاب” وكان ذلك لغايات اخرى (مصلحية ومادية نفعية) و هذا من صميم مساوىء الاخوان غفر الله لهم ، وكان حدثا كبيرا في وقته استنكره طلبتي واولياؤهم واحبتي ، حتى جاء الامريكان وقالوا لهم “ولكن الرجل لاعلاقة له بالارهاب وكان من مشجعيكم وينادي بدعم الشرطة “المستجدة التاسيس” بعد الاحتلال والجيش. فاحرج الاخوان فغيروا تهمتي –جزاهم الله خيرا-الى الاغتصاب والقتل والمخدرات وماشابه ليتخلصوا من ضغط الامريكان ،و هذا للاسف من صميم طرق بعض فصائل “منتسبة” للاخوان ، ثم احرجهم القضاء –بامر الله- فساوموني على مبلغ نقدي لإطلاق سراحي وافلاتي من التصفية الجسدية ودفني –في الابار القريبة- التي اتخذوها مقبرة جماعية ذلك الحين ،(و هؤلاء للامانة من المتمسحين باسم الاخوان ظلما” وهددوني بتشويه سمعتي امام الناس ببعض الافعال التي كنا نجنيها لما كنا في ايام من المراهقة والجهل من التسكع وماشابه وانهم سيستحضرونها وسيزيدون عليها من ابداعاتهم التلفيقية (و هذا يضرني كوني الآن مدرس معروف)، قلت افعلوا ماتفعلون “انما تقضي هذه الحياة الدنيا” .
ولولا فضل الله ومساندة رجل –وهو من الاخوان ايضا-! من اصلائهم ، وكان عظيم الخلق ، صارم الرجولة مع الحق ، وهذا الرجل ورد تفصيله في مقال لي خاص اسمه (رجال صدقوا الله،،،) لولاه رحمه الله من بعد الله –فقد اغتالوه بعد سنوات-، ولولا رجال معه وجهاء وشيوخ من خارج الاخوان ، ولولا دعم الناس وسخطهم لاعتقالي ، لكنت في قوائم الارهابيين او المفقودين . ولكن الله لطف واستطاعوا فقط ان يستولوا على بعض ممتلكاتي وان يغتصبوا بيتي الذي اشتريته بمالي ويضيعوا مستقبل الطفل -ابن اخي- الذي كنت اقوم على تربيته ! والذين باؤوا بذنبي منهم هم من ابناء عمومتي الابعدين من اتباع امين عام الحزب الاخواني في وقته ونائب رئيس الجمهورية في وقته ونائب رئيس الوزراء في وقته وماشابه ، وقد نصحني القاضي (الذي صادف انه صديقي وزميل دراسة) وقد اغاضه ما رآني وانا معصوب العينين مقيد اليدين امام الناس ، فحزن كثيرا امد الله في عمره ،ومحامون معه ان اقيم عليهم دعوة في المحكمة الدستورية او الاتحادية او شيء من هذا واستيفاء التعويض ورد الاعتبار ، فما فعلت وقلت ماعند الله خير ، وغادرت وتركت لهم الجمل بما حمل . ثم اهلك الله فريقا منهم وكسر فريقا اخر وحسابهم على الله . هذا ماجناه معي الاخوان ، او المحسوبون على الاخوان ، او جناح من الاخوان ، ويأتيني رجل اليوم لايعرف (السما من العمى) ويقول لي : انت اخوان ! لمجرد انني قلت ان الحق كذا والباطل كيت ،
و العبرة ان الغرب المحارب و من يؤيده و يجنده من حكامنا و من يتبعهم من جلادينا و من ينعق وراءهم من اشباه مثقفينا و انصاف متعلمينا يريدون ان يبعدوا الناس عن التحرر بكل اصنافه و كذا عن الاسلام بكل اشكاله ، فان كنت مناديا بحقوق او ناشطا مدنيا فانت (عميل و مندس) لجهة خارجية ، و ان كنت ملتزما بالمسجد و الصلاة و من ثم ستنادي بعدل الحاكم و نزاهة بيت المال و طرد الاجنبي بكل اشكاله المخربة ، فانت (سلفي تكفيري) ،و ان كنت معتدلا في الدين تحاسب الحاكم و تنصح للامة و تؤيد الامم الاسلامية الناهضة من حولك من اخوانك من المسلمين فانت (اخوني) .و ليتني اكون احد هؤلاء فكلهم و الله خير مما نحن عليه ، وكلهم ان خلصت اعمالهم و نواياهم الى النجاة و الى مايريد الله و رسوله باذن الله و مشيئته. فانا و الله ليبرالي مندس و سلفي و اخواني طالما ان هذه التسميات هي نجاة الوطن و دين الله .
فاستفيقوا ايها الناس وعودوا الى وعيكم والى ربكم ولا تخلطوا على انفسكم الامور ولاتخوضوا مع الخائضين ، احتكموا الى قرآنكم دون هوى وتاويل ، وقيسوا بمقياس الحق دون ميل و” كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَىٰ أَنفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ “

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب