نسمع الكثير من العراقيين يتداولون عبارة (خدة وخدر) في أحاديثهم وعبارات اخرى مثل(أكل ونوم) (ولف راسك ونام) ويقولون ذلك بشيء من الفخر والفرح ؟ كأنهم حصلوا على مكسب كبير ومغنم عظيم ومع الأسف أن جل من يتكلمون بهذه العبارات والكلمات هم من العاملين في قطاع الدولة بكل دوائرها ومؤوسساتها! والذين في حقيقتهم يمثلون البطالة المقنعة التي تعاني منها دوائر الدولة حيث الأعداد الهائلة من الموظفين مع قلة في الأنتاج وقد اشارت الكثير من الأستبيانات بأن الغالبية العظمى من موظفي الدولة لا يعملون أكثر من ساعة عمل يوميا من مجموع الساعات المقررة للعمل! وهؤلاء لا يعلمون بمقدار الضرر الكبير الذي يلحقونه بميزانية الدولة حيث يشكلون بالمحصلة النهائية نزيفا ماليا مهدورا.أضافة الى الضرر الكبير الذي ألحقوه في بنية وهيكلية العمل الأداري والوظيفي، وهؤلاء لا يهمهم حتى وأن عرفوا بذلك الضرر! لأن أكثريتهم من الأميين والجهلة وأنصاف المتعلمين الذين جاءت بهم أحزاب السلطة وملئت بهم كل دوائر الدولة المدنية والعسكرية منها!. وبالتالي أن وجود هؤلاء صار يمثل أحدى حلقات ومفاصل الخراب والفشل والفساد الأداري الذي تعاني منه كل دوائر الدولة بلا أستثناء والذي ينخر في مفاصل العمل الوظيفي وشوه صورة العمل الأداري بالعراق وقلبه راسا على عقب!. العجيب والمضحك في نفس الوقت في أمرهم هو أنهم يحمدون الله على ذلك العمل! ويعدونه نعمة فضيلة من الله! فعندما تسئل أحدهم عن عمله والوظيفة التي يقوم بها فيجيبك قائلا( الحمد لله والشكر خوش مكان سنطة لا شغل ولا عمل!!) وطبعا غالبية هؤلاء تراهم يقيمون الصلاة ظهرا في دوائر الدولة عندما يحين وقت الصلاة حامدين الله وشاكرينه على هذه النعمة التي أنعم بها عليهم!!، وكذلك هم أكثر الناس حديثا وتشددا بالكلام عن الحلال والحرام! متناسين بشكل وآخر أن وجودهم ووضعهم الوظيفي هو قمة الحرام! فكيف يمكن لأنسان يعرف الحلال والحرام ويتكلم به ويدعي الأيمان بالله، يقبل أن يستلم أجور وراتب عن ساعة من العمل غير المجدي وغير الضروري أصلا والذي هو حرام في شرع الله وقوانينه وتعليماته السماوية وكذلك في القوانبن الوضعية البشرية، مصيبة هؤلاء أيضا هم أكثر الناس كلاما عن الشرف وهم لا يفقهون ولا يعرفون بأن النزاهة والأخلاص في العمل والأمانة الوظيفية تدخل كلها في مفهوم الشرف أيضا بل هي
قمة الشرف فأمثال هؤلاء يعيشون قمة التناقض في كل مفردات حياتهم وهم لا يعرفون من الشرف ألا الأعضاء التناسلية!، وحقا ما قيل أن من لا يعمل لا شرف له!. المشكلة الأكبر لا تكمن بهؤلاء فقط بل في غالبية القيادات العليا في دوائرنا ومؤوسساتنا من وزراء ووكلاء وزراء ومستشارين ومدراء عامين لأنهم هم أصل الخراب والدمار الذي حل بكل دوائرنا ومؤوسساتنا وهم أصل الخدة والخدر! والنائمين في بحر العسل والذين لا يهمهم كما يقال ( أن شرجت وأن غربت)! فكل الذي يهمهم هو قبضهم الرواتب الخرافية نهاية الشهر!. ان عدم شعور هؤلاء يأية مسؤولية وطنية وحتى اخلاقية هو لكونهم حصلوا على مناصبهم بالمحاصصة السياسية والطائفية بين أحزاب السلطة وغالبيتهم من الأميين والجهلة وأنصاف المتعلمين ومن مزوري الشهادات والفاسدين والسراق! هذا ناهيك عن تمتعهم بالسنة لعشرات الأيفادات غير المجدية والتي هي في حقيقتها أيفادات من اجل المتعة بكل صورها!!!. وألا بماذا نفسربقاء العراق ومنذ (12) عام ولحد الان ضمن الدول الأكثر فسادا في العالم بحسب تقييم المنظمات العالمية المختصة؟!. أن هذه القيادات العليا سواء أكانت مدنية أو عسكرية هي من كانت وراء الكوارث التي حلت بالعراق وأوصلته الى هذا الحال الذي لا يحسد عليه!، ويرى الكثيرين بأن هؤلاء هم أعداء العراق الحقيقيين، لأنهم هم من بدأوا بالفساد ونشروه في كل مفاصل الدولة الصغيرة منها والكبيرة، ذلك الفساد الذي أصبح آفة العراق غير المقدور على علاجها أو القضاء عليها!، لأن غالبية الفاسدين هم بيدهم زمام امور الدولة وادارتها! فالرعية بالراعي كما يقال فلا عجب فيما وصل أليه هذا الشعب وهذا الوطن في ظل هؤلاء الرعاة!؟.