15 أبريل، 2024 8:19 ص
Search
Close this search box.

ختام الفلسفة

Facebook
Twitter
LinkedIn

توطئة: تعيش أمّتنا الأسلاميّة وآلعالميّة هذه الأيام ذكريات أحزنت حتى الوجود وفي مُقدّمتها شهادة ألمثقفين و آلمفكرين والعلماء وعلى رأسهم الفيلسوف محمد باقر الصدر على أيدي ألأشقياء,تلك الشهادة التي صبغت العالم بآلسّواد والأسى لفقد ألأخيار و تحكُّم الأشرار ألذين لا يروق لهم ظهور فيلسوف يدعوا للعدالة و للنزاهة و العفة و الكرامة, لإنهم يعتاشون على الجهل للتحكم بآلناس على خطى الشيطان الأكبر الذي يأمرهم بآلفساد وآلظلم, وفي هذه الذكرى العظيمة والأليمة أيضاً نُعلن (ختام الفلسفة) كما وعدناكم, وإليكم آلنّص:

تهدف فلسفتنا الكونيّة لتوحید عالم (ألنّاسوت) بـ (آلّلاھوت) لوحدة ألوجود, و تكامل الأنسان بقیام عالم ألشّھود كواقع مرھون بوجود الله ألذي يتحققّ بالعدل و الرّحمة وآلتواضع و آلجّمال و آلعشق الذي منهُ فقط یستمّد آلخَلقُ و الوجود ألحياة و آلبقاء ثمّ الخلود؛

[My philosophy unites the world of manhood with theology]

وتتشكّل فلسفتنا من ثلاثة أضلاع كمُثلّث كونيّ؛ (ألخالق؛ ألخلق؛ ألكون), ألقائم بالأرتفاع كعمود للمحبّة بینھا لتقویم و إبراز ماهيّة جمال آلحالة ألمُثلى بمقدار إرتفاع درجة ألمحبّة أو إنخفاضھا, ولا ینفكّ عن بعض إلّا بفقد (ألمحبّة) التي بھا تكثر الثّمار والأنتاج و یتحقّق ألسّلام وآلوصال مع أصل آلجّمال، لتنعكس على الفرد وآلعائلة وآلمجتمع وآلوجود كوحدة واحدة بعد محو الكراھیّة وآلنفاق و

.status Optimتوحدّ ألقلوب لدرجة ألحالة المثلى

و كذلك بيان حقيقة (فلسفة ألسّعادة .. كطريق وليست هدف) بحسب المعيار الكونيّ:

THE HAPPYNESS IS NOT FOUND IN A DASTENATION, IT IS FOUND IN THE GOURNEY.

و يتمّ بمعرفة المعرفة وماهية الكرامة الأنسانيّة و سبب الخلق, بآلأعتماد على (لماذا) كمفتاح لأبواب المعرفة لتحديد و كشف ماهيّة القوانين و الدّساتير على أساس المساواة والعدل و القيم الكونيّة لتحقيق ألعدالة و ألكرامة المهدورة نتيجة للخطأ ألجّسيم وآلتّهافت ألذي وقع فيه فلاسفة القرون الوسطى بقيادة رواد النّهضة (ديكارت-كانْت-هيوم) الذين لم يُدركوا تبعات نظريّاتهم بعد أقل من قرنين(1), أو غيرهم ممّن فصلَ الخَلق عن الخَالق كـ (نيتشيه) ألذي أعلنَ وفاة الله, أو مِمّن سبقهم كـ (إسبينوزا) رغم كونه فيلسوف ألذّات لكنهُ نسى هويّتها وربطها بآلأصل, لتبقي تلك الذّات متحيّرة كما كانت حتى إنقضّ عليها المستكبرون بالدّيمقراطية والليبراليّة التي أصبحتْ وبالاً على الناس نتيجة الدّساتير الظالمة التي إنعكست إفرازاتها مُعمّقةً الظلم وآلمآسي وآلفوارق ألطبقية آلتي شوّهت جمال الحياة و سبّبت بروز العنف والكراهيّة والرّق, بقيادة الحاكمين في (المنظمة الأقتصادية العالمية) عبر آلتحكم بالأقتصاد عن طريق الأحزاب ألعلمانيّة ألحاكمة, لذلك كان ألهدف ألنهائيّ من فلسفتنا ألكونيّة بعد دراسة المراحل ألفلسفية ألسّتة ألسّابقة (2) هو:

[إنقاذ العالم وتحويلهُ لمجتمع (آدَميّ) مُسالم مؤدّب مُحبّ مُتسامح كريم بحكم العدالة بَدَلَ العُنف و الكراهيّة و الشّهوة وتكريس الأنا و الذّات التي حوّلتهم لمجتمع مادّيّ دون الحيوانيّ, حتى بدأ الأنسان يُفضل صداقة الكلب و القطة و الطير و القرد و آلقُنّب على نظيره ألذي خُلِيَ وجوده من المحبّة والتواضع وآلوفاء بعد ما سُلبتْ كرامته فسبّبت الحروب والغش وآلمآسي وتنمّر الشهوة والأنتصار له بأية وسيلة ممكنة و على كلّ صعيد, بحيث ترى حتى المتعلّمين و المُثقفين و الكُتّاب قد فقدوا النّزاهة و سخّروا حتى الكلمة الطيّبة والأدب والشعر لتعظيم ألذّات وآلأنتصار للنفس قبل أيّ هدف آخر!

ويتطلب درئه تجاوز ألحالة (الغرائزيّة) التي وصلها الناس إلى الحالة (البشريّة) أولاً ثمّ (الأنسانيّة) كمقدّمة لتَحَقُّق الحالة (الآدميّة) التي عندها نشعر بآلصّفاء والقُرب من المعشوق والقدرة للأنتصار على الظلم للتّخلص من الفوارق الحزبيّة و الطبقيّة والحقوقيّة وحالة التكبر والمسخ ألتي تعرّضوا لها لفقدانهم ألنظام الأجتماعيّ ألأمثل ألمُسيّر طبق القوانين الكونيّة لضبط العدالة الأجتماعيّة والأقتصاديّة والسّياسيّة والعلميّة والحقوقية والتربوية والصحية والتعليميّة المحكومة حالياً بقوانين ألرّأسماليّة بإشراف مُقيّد بآلتكنولوجيا وآلحديد والأساطيل المحكومة بالمنظمة الأقتصادية العالميّة لمنافع 350 غنيّ مستكبر يقودهم 3 من أغناهم برئاسة أغنى رجل في العالم.

إنّ معرفة الناس بواقعهم وحقوقهم وكرامتهم وسبب وجودهم في الدُّنيا ومصيرهم بدقّة بجانب الأسئلة الكونيّة الأخرى؛ تُعينهم على الوقوف بوجه الأستغلال الذي تُنفّذهُ ألأحزاب في الحكومات ألذّليلة في 255 دولة في العالم, لذا نُهيب بالمثقفين والأعلامييّن والأكاديمييّن ألذين إبهرتهم الرواتب والأمتيازات وباتوا يأملون و ينتهزون الفرص كغيرهم للفوز بها لتكرار نفس الفجائع والمصائب, لذا نتمنى ألأرتقاء لمستوى (الآدميّة) لدرك (فلسفتنا الكونيّة)(3) وآلسَّعي لتحقيقها تمهيداً لدولة ألعدل ألعالمية, ويتطلب هذا آلسِّفر العظيم – أوّل ما يتطلب – تحقيق الوصال مع أصل الوجود عبر المحطات الكونيّة السّبعة لوصول مدينة العشق, وهي:
الطلب-العشق-المعرفة -التوحيد-ألأستغناء-الحيرة-الفقر والفناء(4).

وليس سهلاً ألبدء بتلك الأسفار, ما لم تتيقّن أيّها الباحث الكريم بعدم إمكانيّة الكشف عن شيئ جديد وأنت تبحث في شيئ آخر مجهول .SERENDIPITY وهو ما يطلق عليه بـ

فبعد إكمال مناهج الفلسفة الكونيّة العزيزية .. لم يبق مجهولاً في المجال الفلسفيّ ليتمّ كشفه وفهمه؛ فكلّ شيئ بفضل العقل الباطن وآلنقل ألآمن تمّ بحثهُ و بيانهُ, وما على آلباحث ألمُفكّر والمثقف الكبير بعد الآن إلاّ الأيمان بها والأنتباه للنقاط التالية ومعرفتها, وهي:

1- لا يوجد باب جديد في الفلسفة بعد اليوم لكونهِا أمّ العلوم والمناهج التي تمّ بها كشف النظريات والأسباب والأحتمالات حتى الكّوانتوم, من حيث أساس عمل الفلسفة؛ هو معرفة ألدّواعي والأسباب والعلل لكشف الوقائع و المجهولات, بآلسّؤآل دائماً؛ لماذا … كمفتاح للحلّ؟

2- أنْ نَفهم أنّ ما تَمّ قولهُ للآن بدقّة و وعيّ هي نهاية المطاف, والمعرفة تختلف وتتقدم على العلم درجاتٍ تُحدّدها آلفلسفة التي تكشف الأسباب بـمفتاحا السحري (لماذا), وتأتي بموازاة الأيبستيمولوجيا, أيّ(ألتّفكير في آلتّفكير)؟
3- آلعلماء و المفكرين ألذين عليهم تبسيطها لعرضها على الناس, لأنتشالهم من حالة الأميّة الفكريّة التي طغت خصوصاً على السياسيين والحكومات ومعها الناس الذين يتبعون دينهم كأقصر طريق للكسب الحرام بسبب غربتهم عن آلفكر والفلسفة وتذللهم أمام الأسياد, لذا يحكمون من خلال القوانين ألمُشرّعة قبل مئات السّنين بدون (لماذا)؟ طبقا للقانون الأوربي المُشتقّ من القوانيّن ألرّومانيّة القديمة, وبهذا الوضع يتمّ كمّ أفواه المفكرين والمثقفين الكبار بعد ما يصبحوا غرباء ليستمر الناس في الجّهل وإنشغالهم بلقمة العيش.

4- من الفوائد العظمى الأخرى, أنّ (الفلسفة الكونيّة) من شأنها درأ حالة التكرار والتراكم في المؤلفات وسرقة الأفكار حتى في رسائل الدكتوراه والماجستير التي ما زالت مُتّبعة في الجامعات خصوصاً في بلادنا التي ماتَ فيها الأبداع والتجديد والكشف والأختراع, لفقدان الوازع الأخلاقي والروحي و هي مشكلة كبيرة بذاتها, بجانب فقدان القوانين ألرّادعة, وفساد الأحزاب والسياسيين في الأموال و الحقوق والرواتب التي تؤخذ بآلمكر لا العدل بحسب قوانين المستكبرين المشتقة من الرومان.

5- ألفلسفة تُجيب .. وأجابت بآلفعل على الأسئلة ألكونيّة – المصيريّة ألسّتة, لتتّخذ الصّفة الكونيّة في تعريفاتها التي تؤهّلها لتكون معجماً فكرياً للعلماء والمفكرين لتقرير مباحثهم وحمايتهم في نفس الوقت, وقد شهدتُ خلال الفترة الماضيّة ألكثير من الأدباء و الشعراء و المفكرين والمُثقفين ومراجع الدِّين قد غيّروا إسلوبهم مُتّبعين مناهجنا وتعاريفنا ومصطلحاتنا ألفلسفية الكونيّة العزيزيّة في مُؤلّفاتهم وأدبيّاتهم ومنابرهم وخُطبهم كمصطلح (الكونيّ) أو(أسفار المحبة) أو (حقيقة العشق) أو(الهدف من الخلق) أو(أسرار الوجود) أو (حقيقة الجّمال وماهيته) أو (العرض و الجّوهر) أو(العقل الباطن والعقل الظاهر) أو(العلل الأربعة في تحديد الوجود) أو (إصالة الفرد أم المجتمع) والتي تطرح لأوّل مرّة وغيرها, وهو مبعث فرح ومؤشّر نحو الصّلاح, وإن جهلوا علينا حقّنا بعدم ذكر ألمصدر, حيث يفترض بهم الأتصاف بآلامانة والصدق لكونهم ألوسطاء بين آلفيلسوف و بين الأمّة, و يجب أن يتنزّهوا ويتسلّحوا بآلأمانة والنزاهة وآلتقوى بعد هضم آلفلسفة الكونيّة؛ ليكونوا مشاعل نور في طريق المعرفة كي ينتقلوا وينقلوا الناس بدورهم من (العشق ألمجازي) ألّذي كبّلهم بحياةٍ ماديّةٍ محدودةٍ إلى (العشق ألحقيقيّ) ألسّرمدي اللامتناهي, و يحتاج هذا إلى نهضة وعي للعقل الباطن – لا الظاهر لمسح الغبار والذّنوب التي غطّت جواهرهم, وبغير ذلك لا تتحَقّق العدالة والعاقبة الحُسنى للوصول إلى أسرار الوجود, إلّا بإتّباع فلسفتنا الكونيّة التي هي ختام آلفلسفة في الوجود والسلام؟

الفيلسوف الكوني/عزيز الخزرجي

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) راجع: [وجود الله رهين الأخلاق], عبر الرابط التالي:

https://www.sotaliraq.com/…/%D9%88%D8%AC%D9%88%D8%AF-%D8%A7…

%D8%A2%D9%84%D8%A3%D8%AE%D9%84%D8%A7%D9%82/

(2) ألعصر الأّول: تشیر ألنّصوص ألتأریخیّة إلى أن بدایة ألفلسفة ظھرت فِي آلقرن ألسادس قَبل المیلاد على يد 6 من الفلاسفة.

ألعصر الثاني: ألفلسفة الأوغسطینیّة, نسبة لأوغسطین, ولد في 354 ق.م وعرفت بعصر ما قبل سقراط.

ألعصر الثالث: فلسفة سقراط.

ألعصر الرابع: فلسفة أفلاطون.

ألعصر الخامس: فلسفة أرسطو.

ألعصر السادس: ألفلسفة الحدیثة.

ألعصر السابع: ألفلسفة ألكونيّة ألعزیزیّة, وتّم إعلانھا بدایة ألألفیّة ألثالثة كختام للفلسفة.

(3) للأطلاع على مبادئ وأسس الفلسفة الكونيّة العزيزية, يجب قراءة المباحث التالية كمقدمات: [محنة الفكر الأنساني] و [فلسفة الفلسفة الكونيّة] و [أسفارٌ في أسرار الوجود] و [ألسّياسة والأخلاق؛ مَنْ يحكُمُ مَنْ] و [مستقبلنا بين الدِّين والسياسة] و [عصر ما بعد المعلومات] و [رؤية علميّة لما بعد المعاصرة] و[ألأزمنة المحروقة] والمقالات الأخرى ذات العلاقة, ومتابعة (كروب الفلسفة الكونيّة العزيزية) في (النت) يُساعد ألباحثين على إختصار المسافات و فهم أوعى لمعرفةٍ أدقّ وأفضل لآخر نظرية فلسفيّة في الوجود.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب