لم يعد “مخبر البناء” مجرد فرد يتجسس على الجيران، بل تحول إلى أداة ضمن تحالف غير معلن بين البلديات والقوات الماسكة للأرض، وعلى رأسها الشرطة الاتحادية. ورغم أن الأراضي الزراعية في أطراف بغداد الجنوبية تقع قانوناً تحت صلاحية وزارة الزراعة، إلا أن البلديات دخلت على خط النزاع وشكّلت مع الشرطة شراكة تمكّنها من التفليش والمتابعة. هذا التداخل منح نفوذاً مضاعفاً للبلديات، وجعل من “المخبر السري” عيناً تُراقب كل شاحنة طابوق أو حمولة حديد تدخل المناطق الزراعية.