22 مايو، 2024 11:38 م
Search
Close this search box.

خبر مجزرة ناظم الثرثار – مايعينه للعراقيين وما يعني العراقيين منه

Facebook
Twitter
LinkedIn

ان توجه السلطة التنفيذية العراقية الحالية بالانتقال بالعراق من كانتونات طائفية وعرقية وعشائرية الى دولة..
والميليشيات الى جيش..
وفوضى الانتقام والعقوبات الميدانية الاعتباطية الى قانون…
وسرقة المسؤولون للمال العام وغسلة لاموال شخصية الى استمثارة في مصلحة الوطن والمواطن..
والصلاحيات المطلقة للسياسيين وقادة الكتل والاحزاب الى مسائلة لهم امام ناخبيهم ومؤوسسات الدولة..
و فساد الدولة الى ضوابط وآليات وقوانيين تمنع حدوثة..
والاستثنائات التشريعية والقضائية والتنفيذية التي متعت الاحزاب السياسة بها نفسها في أماكن نفوذها الى سلطة دولة…
ومناجم السحت الشخصية للوزراء وذويهم من الوزارات الى مؤسسات دولة تقدم خدمات وملزمة بخطط وبرامج زمنية ضمن ميزانيات ومواصفات واضحة..
والرعية المنقادة لعبادة الطائفية والعرقية والتحزبية الى مواطنة لها حقوق وعليها واجبات..
وكيان من الأقاليم تتلاعب بها دول الجوار الى سيادة دولة..
وجمهورية موز مغمورة تقرر مصيرها ايران ودول الخليج والوكالات والمنظمات الدولية ووكالات الغوث والمعونات العالمية الى دولة تضع سياسات وتحالفات اقليمية ودولية على اساس الاحترام المتبادل..
وقنوات تبث ليل نهار صلوات عبادة اصنام الاحزاب و القيادات السياسية و تسبح بالرعب والكره واليأس والموت الى اعلام مسؤول اتجاه قضايا مواطنية ووطنة..
وحلبة صراع الديكة المخزية الى برلمان مسؤول اتجاه مهماتة التشريعية والرقابية..
بطبيعة الحال يشكل كل هذا تهديدا لمصالح الطفيليين من الاحزاب والكتل السياسية التي تقاسمت العراق ومواطنية وثرواته منذ 2003 والى الان ومن يقف بمراييل الخدمة على موائدهم. وبطبيعة الحال سيشهر هؤلاء اسلحتهم المختلفة لمحاربة هذا التغيير.
فأشهر السلاح الاشد فتكا في أول منازلة عندما -شبه لهم-  اخفاقا للسلطة التنفيذية, فأنهمر سيل(من العدالة) الدهماوية على رأس رئيس الوزراء ووزير الدفاع باتهمات ومطالبات بالمحاكمة والمحاسبة و الاقالة والاستقالة على أثر شائعة عن ذبح داعش لجنود عراقيين في الثرثار أزداد عددهم مع كل انتقاله للخبر على صفحات التواصل الاجتماعي من 40 الى 140 . وستحدث مثل هذه الاشاعات وسيشهر غيرها الكثير من الاسلحة في المستقبل وسيزداد عنف الصراع بين أرادة التغيير وقادة الكانتونات والاحزاب والميليشيات بالقدر الذي ستزداد  فيه أرادة وفعل تحول العراق من مكب لنفايات دول الجوار الى دولة تساهم بوضع الستراتيجيات الاقليمية وتساهم بالسياسة العالمية .

هذا ما تعنيه مذبحة ناظم الثرثار للعراقيين …هي أشاعة …وفقط اشاعة سقطت في مياه الثرثار وغرقت وغرقت معها المحاولة اليائسة لخالقيها من داعش بتحقيق نصرا اعلاميا يرقع هزائمهم العسكرية وغرقت بغرق الاشاعة المساعي البائسة للمروجيين من قادة الكانتونات واعلامهم بيحقق نصرا سياسيا على ارادة التغيير.  بسقوط الاشاعة انتهى ما تعنيه للعراقيين وظل الاهم في هذا الامر كله وهو ما يعني العراقيين من هذه الاشاعة؟

ذلك أن “ألاشاعة هي سلاح الاعداء الاشد فتكا ” على حد تعبير السيد العبادي رئيس الوزراء العراقي.
 لقد خبر العراقيون عبر اكثر من 60 عاما اساليب النظم الشمولية ل(مكافحة ) الاشاعة بالالتجاء الى ألاتهامات الدهماوية للخصوم ب”الخيانة” و”العمالة” و”التخاذل” و”الجبن” و”ابناء هند” و”أبناء المتعة” و”احفاد يزيد” و”احفاد الصفويين”. وكذلك خبرالعراقيون ألاساليب الفاشية لمكافحة الاشاعة بالاحتكام الى قانون الشارع بتنفيذ عقوبات ميدانية من سحل وتعليق وشنق واعدامات علنية بالرصاص وقطع ايدي وآذان وتهشيم رؤوس بالبلوك وثقب بالمزارف الكهرائية ل(لاعداء) الذين يرددون الاشاعات.
وادرك العراقيون أن وسائل المكافحة هذه وقانون الشارع ذاك لم يقضيا على الاشاعة قضيا على الثقة بمؤسساتية الدولة وقضيا على عرى التواصل الانساني لمكونات النسيج الاجتماعي العراقي حتى تمزق شر ممزق. لقد ادرك العراقيون أن الاحساس الذي تبعثه هذه البطولات الدهماوية هو ليس احساسا بالراحة متأتي من تحقق للعدالة بل هو ارضاء لنزوات بهيميه بالتشفي و بالانتقام وتلذذ مرضي بمشاهدة الجريمة وشرعنتها.

وادرك العراقيون أن ما تبعثة هذه الممارسات الدونكيشوتية لعدالة الشارع من نوستالجيا (حنين الى الماضي) لروايات وقصص عن عدالة الخلفاء الراشدين هو احساس ساذج ووقتي, وان الحقيقة الباقية هو الاحساس بفقدان الأمان و العدل والاحساس بالظلم والحقد والكره الذي تتوراثه الاجيال, وادرك العراقيون بالممارسة الفعلية ان وسائل تطبيق العدالة لحادثة وقعت قبل 14 قرن تختلف بالضرورة عن وسائلها بعد 14 قرن ,ووعى العراقيون ان مفهوم العدالة قبل 14 قرن وقبل ذلك والى آلان وبعد الآن هو واحد وأن اختلفت وسائل تطبيقها. وأدرك العراقيون أن قبول المجتمع على نفسة للوسائل الدهماوية لمكافحة الاشاعة بدل نشر الحقائق وقبوله لقانون الشارع بدل قانون الدولة هما ليسا طريقا لعدالة دولة الراشدين بل هما وصفتان سريعتان لخلق ديكتاتورات وفراعنة.
نعم أن أشد اسلحة العدو فتكا هو الاشاعة ولكن مالذي سنفعلة حيال السلاح الاشد فتكا أذا تجنبنا حماقة  أن (نجلد ونسحل ونعلق المشانق ونتهم بعضنا بعضا)؟
بطبيعة الحال فانه من العبث وبل من السذاجة أن نطالب العدو بأن يترك اشد اسلحته فتكا بنا!!
بيد أننا جميعا نعرف أن الاشاعة تبذر بغياب الحقيقة ثم تنمو وتكبر اكثر بغياب أكبر للحقائق حتى تصبح الاشاعة غولا داخل كل انسان يضاعف احساسة بالخوف فيشل ارادتة ومنطقه ليلجأ الى رد الفعل بدل العمل المخطط والى التهور بدل الحكمة والى العنف اتجاة ابناء الوطن الواحد فتتمزق لحمة المواطنة وتنفذ داعش بين هذا التمزق فتنتهي محاولة قيام دولة عراقية لنعود لعبادة قادة الاحزاب وتقبيل اياديهم ليحمونا من بعضنا بعض , ونعود ثانية للانبطاح تحت ولائم سرقاتهم لنلتقط فتات ما تساقط من نهبهم لنعتاش به رمقا , ونعود ثانية لنلتقط اشلاء ابنائنا من المفخخات والتفجيرات والسجون الشخصية حين يختلف هؤلاء القادة فيما بينهم على عمولات صفقه ما , ونعود نحن لنهوس ونرقص ل(حكمتهم وشجاعتهم) حين يظهرون على الشاشات يتبادلون القبلات ايذانا بعقد هدنة لبضعة اسابيع.
كيف نوقف الاشاعة كسلاح كي لانعود الى هذه الايام السوداء أذا؟ كيف نساند ارادة التغيير؟ كيف تعيين السلطة نفسها لأتمام مهمة التغيير؟
أن اشد الوسائل كفاءة في افشال سلاح الاشاعة هو الحقيقية. من هنا فان واجب السلطة ليس التحذير من الاشاعة باعتبارها فتاكة فحسب. بل بمشاركة العراقيين بحقيقة ما يجري على جبهات القتال العديدة مع داعش وذلك بتخصيص ناطق عسكري واحد يمثل وزراة الدفاع بأعتبراها مظلة جميع القطعات العراقية المسلحة يقوم يوميا بتقديم تقرير عن مجرى عمليات التحرير والخسائر والانجازات على مختلف جبهات القتال ….وهذا جهد المقل.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب