23 ديسمبر، 2024 5:14 ص

خبر صاروخي مقَسم على مراحل!!

خبر صاروخي مقَسم على مراحل!!

أولى طلائعِ هذا الخبر تومئ وتوحي أنّه من صنف الأخبار المجزّأة او غير المكتملة ” النصاب – في اعداد الكلمات ! ” اثناء عملية النشر , حيث لا يمكن احتسابها كأخبار كما غيرها من الأخبار , جرّاء النواقص والمستلزمات الإعلامية المختصّة بتحرير الخبر , فإذ إطّلعَ الرأي العام نهار اوّل امس ” السبت ” الى تعرّض قاعدة بلد الجوية لقصفٍ صاروخيٍ كاتيوشيّ مع التسبّب باصاباتٍ خفيفة لعراقيين وليس للأمريكان , وكان الخبر مقتضباً ومختزلاً الى حدٍّ ما , < كما وكالعادة فبانَ أنّ عدد الصواريخ بلغَ ثمانية وليس كما اُذيع بأنها ثلاثة , وقيل انها اربعة .! > , ومع ذلك ومع ايضا ” اللتي واللُّتيّا ” , ففي مساء امس الأحد جرى إكمال واستكمال ذلك الخبر بجزءٍ آخرٍ ” ولا ندري اذا ما كان الجزء الأخير او ستعقبه بقايا ! ” , فقد إتّضحَ وجرى الإعلان والإعلام عن أنّ < درون – طائرةً مسيّرةً امريكية > اقلعت فور بدء القصف لتدكّ المنصة التي انطلقت منها الصواريخ , كما جرى تعزيز هذا الجزء من الخبر بتعزيزاتٍ عسكريةٍ اخرى , حيثُ ذُكِرَ أنّ المدفعية العراقية بادرت في حينها الى اطلاق حِمَم قذائفها على المنّصة المذكورة , ولعلّه تجدر الإشارة الى أنّ منصّة اطلاق هذا النوع من الكاتيوشا البسيطة او المتخلّفة والتي لا يتجاوز مداها ثمانية كيلومترات على اصعب تقدير , فإنّ مساحتها قد لا تزيد عن متر مربّع ونيف على ابعد تقدير .!

ما نراهُ أنّ هذا الخبر الصاروخي الصارخ , غير مكتملٍ للمواصفات الخبرية والإعلامية اللازمة قبل تهيئته وإعداده للنشر , حيثُ نلحظ أنّ الجانبين الأمريكي والعراقي لم يتمكّنا من استهداف المجموعة التي نفّذتْ عملية الإطلاق ” والتي تمكّنت من الإنسحاب بمرونةٍ وانسيابيةٍ عالية ” , حيثُ عملية تثبيت إحداثيات المدفعية نحو الهدف تتطلّب عدداً هائلاً من الثواني ” على اقلّ تقدير , واجزاء وجزيئيات من ذلك بين تسديد واطلاق قذيفةٍ واخرى , كما أنّ الطائرة الأمريكية المسيّرة هي ليست عموديّة الإقلاع كما المروحيات ولا بدّ لها من اجتياز مسافةٍ محدودة للإرتفاع والوصول الى الهدف المستهدف , وهذا وذاك ما يتيح لمجموعة الكاتيوشا الوصول الى قواعدها سالمة , وحتى الوصول الى غرف نومهم بأسترخاء .! , ومّما يدلّ على تخميناتنا المتواضعة هذه , فلو تمكّنتْ ” الدرون ” ومدفعية الجيش العراقي من اصابة او جرح اصحاب الصواريخ , فكانَ أن جرى عرضهم وتصويرهم , ونشر خبر القضاء عليهم بالخطّ العريض ولربما المجسّم .! , ونعترف أنّ ما ذكرناه لايمثّل سوى وجهة نظرٍ أحادية الجانب , ولا نستبعد أنّ للخبر تفاصيلاً اخرى غير دقيقة .!