18 أبريل، 2024 11:53 ص
Search
Close this search box.

خبر بلا خبر .! وحيثيّات زيارة المالكي لروسيا

Facebook
Twitter
LinkedIn

فوجئَ معظم الوسط الصحفي امس الأول وكذلك الكثيرين من الرأي العام بما صرّح به السيد عدنان الأسدي – الوكيل الأقدم السابق لوزارة الداخلية والنائب الحالي في البرلمان – بأعلانه أنّ نوري المالكي لم يطلب من روسيا ارسال ارسال قوات روسية الى العراق ! , وعلى مدى اليومين الماضيين بحثتُ في المصادر الأعلامية والمواقع الأخبارية والألكترونية عن اصل الخبر الذي نفاه الأسدي , فلم اجد جذرا او نصّاً او اصلاً لذلك الخبر الذي صيغَ بالنفي بينما لم يكن له وجود .! وهذه سابقة نادرة في الإعلام , وكان لا بد من ذلك التصريح من مدلولاتٍ .

زيارة المالكي الى روسيا ليست كما جرى تفخيمها وتضخيهما في بعض وسائل الإعلام العراقية المحددة , والجيوش الألكترونية الباسلة , فالزيارة كانت مقررة اصلاً في شهر نيسان الماضي ولم تتم , حيث اعلن السفير العراقي في موسكو السيد حيدر العذاري بأنّ الروس الغوا الزيارة , كما تردّد في المواقع الألكترونية بأنّ الروس أجّلوأ زيارة المالكي الى إشعارٍ آخر , حتى تمّت مؤخراً .

وتقتضي الأشارة أنّ دعوة المالكي لزيارة روسيا لم تتم بدعوة من الرئيس بوتين او الكرملين , ولا من رئاسة الوزراء الروسية , ولا حتى من مجلس الدوما – البرلمان الروسي , انما جرت بدعوة من فالنتينا ماتفيينكو – رئيسة مجلس الأتحاد الروسي , وهو مجلس استشاري يختص بشؤون الأقاليم في روسيا , وقد كان ذلك مقصوداً من موسكو كي لا تسجل على نفسها نقطة أمام الحكومة العراقية او السيد العبادي , بالرغم من استقبال بوتين للمالكي بروتوكولياً , ويتّضح ذلك اكثر من خلال اجتماع وزير الخارجية الروسي لافروف بالمالكي , حيث اظهر فيديو ذلك اللقاء جلوس وانتظار المالكي ووفده الى طاولة الأجتماعات الى اكثر من ساعةٍ ونيف , وحددت بعض المواقع الأخبارية بأنّ الأنتظار دام 87 دقيقة ! حتى وصل لافروف الى بوابة القاعة فنهض المالكي نحوه وتبادلا التحايا , وكان ذلك التأخير المتعمد يشكّل DILOMATIC SNUB – اهانة دبلوماسية او ازدراء او اسنخفاف , وفي ذلك رسالة الى بغداد ! . ويشار ايضاً أنه خلافاً لما ذكرته مصادرٌ اعلامية خاصّة ! بأنّ دعوة السيد المالكي الى روسيا كانت زيارةً رسمية بصفته نائباً لرئيس الجمهورية , لكنّ الواقع اثبت عكس ذلك , فالوفد المرافق له كان من الحرس القديم لحزب الدعوة حيث ضمّ السادة < سامي العسكري , خالد الأسدي , خلف عبد الصمد , علي العلاق , خضير الخزاعي , وعدنان الأسدي > ولم يكن بمعيّة الوفد ما يمثل السلطة التنفيذية للدولة ولا ممثّلاً عن وزارة الخارجية .

ثُمّ أنّ ما تحدثت عنه تلك المصادر الأخبارية عن مباحثات الوفد حول شؤون عسكرية وتسليحية واتفاقاتٍ اخرى , فأنّ نائب رئيس الجمهورية واعضاء وفده لا يمتلكون اية صلاحيات للتباحث مع دولة كبرى او صغرى .!

الخلاصة المستخلصة من الدعوة الروسية للسيد نوري المالكي فأنها كانت مزدوجة الأهداف , فأولها أنّ روسيا ارادت ان تغيظ الأمريكان عبر توجيه الدعوة له بأعتباره حليف ايران وسوريا وحزب الله في لبنان , أمّا الهدف الآخر فيتمثّل بالتأكيد للحكومة العراقية بمتانة العلاقات مع حكومة العبادي وليس سواها .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب