23 ديسمبر، 2024 12:39 م

خبراء علم النفس …ودور (التحفيز) و ( التكريم) في صنع المهارات وصقل موهبة الاجيال

خبراء علم النفس …ودور (التحفيز) و ( التكريم) في صنع المهارات وصقل موهبة الاجيال

للتجارب التي يقوم بها خبراء علم النفس في التنشئة الاجتماعية دور كبير في تنشئة الاجيال وتحفيز طاقاتها نحو الابداع وصقل المواهب ومشاركة الفرد المبدع في صياغة القيم والمكاسب المثالية التي تحظى بالاهتمام والتقدير..!!
لكن قادة العراق ربما هم الوحيدون من بين بلدان العالم ممن لايعطون لدور (الحافز) أو ( الدافع) أو (التقدير الاجتماعي) للفرد وللجماعة المبدعة دورا يذكر في تحفيز الاجيال على صنع مستقبلهم لكي يقدموا أفضل المكاسب لبلدهم وشعبهم، ويستفاد منهم البلد في مراحل الاعمار المختلفة، ويعد العراق وقادته على وجه الخصوص ، وهم الغارقون في بحور الفساد والافساد ، من أكثر دول العام اهمالا لهذا الجانب الحيوي والمهم في مهارات ومعالم الابداع دورا يذكر في تطوير المجتمعات وتقدم الدول وصناعة غدها المشرق الوضاء!!
ويعد عالم النفس الاجتماعي الروسي (بافلوف) من أكثر علماء النفس من إهتم بهذا الجانب في تنشئة السلوك الاجتماعي القويم لدى الافراد، وفي كشف أهمية (الحافز ) أو (التكريم) في دفع الافراد ليكونوا في قمة الابداع اذا ما جرى الاهتمام باعمالهم الابداعية وتم تكريمهم على العطاء الذي يقدمونه لبلدهم ومجتمعهم ووسطهم الاجتماعي، واعطى قيمة عليا للحافز او (التكريم) في تحفيز قدرات البشر على الابداع وعلى صقل المواهب وتنمية قدرات الافراد لتشق طريق الموهبة والاضافة النوعية ، ونشعر الفرد المبدع ان تكريمه او الاهتمام الاستثنائي بابداعه القيمي له تقدير خاص من قادة البلد ومن مؤسساته العلمية والثقافية والأدبية والفنية ، وبهذه الطريقة يتم صناعة أجيال المستقبل لدى الشعوب المتحضرة ويبرز المبدعون وتصنع الأمم ابطالها وابداعات رجالها!!
كما ان عالم النفس الاجتماعي ( يونغ) وعلماء نفس كثيرين هم من أولوا اهمية إستثنائية لدور الحافز والتكريم للشخصية المبدعة وبخاصة شباب المستقبل ، كي يشجعوا كل قيمة انسانية عليا تقدم إسهامة فاعلة للمجتمع وللمستقبل، ولتكون حافزا للكثيرين للسير في طريق ركوب درجات العلا وصعود سلالم المجد ، عندما يتم صقل مواهبهم وتنمية ابداعهم ، وهو مايدعونا لايلاء تكريم المبدعين اهتماما خاصا!!
وعلى العكس فأن الشعوب التي لاتعطي لدور ( الحافز) أو ( الدافع ) التكريم الذي يستحق ولا تظهر اهتمامها بهكذا ممارسات ابداعية فأن الاجيال تتجه الى الشعور بالأسى والنكوص وربما اليأس والقنوط ، من ان اعمالهم الابداعية لاترى من يقدرها او يعيرها اهتماما يذكر..وما أكثر توجهات من هذا النوع لدى القائمين على الشعب العراقي الغارقين في مهاوي الفساد وافساد السلوك الاجتماعي والقيمي، وتركوا واهملوا عمدا كل محاولات الاجيال العراقية المبدعة وتركوها تصارع اقدارها، وهي تشعر في داخلها بالمرارة والأسى لأن من اعطوا الثمار الطيبة، لم يجدوا من يقدر قيمتهم او عطائهم الابداعي، حتى دب اليأس والقنوط والتخلي عن المواهب، بسبب تفشي انماط السلوك الافسادي للمجتمع وسيادة السلوك التخريبي والنهب والاستغلال المادي البشع للساسة ومن تولوا أمر حكم العراق، ولم يولوا اهتماما يذكر للمبدعين ومن قدموا خدمات جليلة لبلدهم ، ولهذا تراجع الابداع كثيرا في العراق بسبب تلك الممارسات التي اهملت وعطلت الجانب الابداعي ان لم تكن قد حاربته بأية وسيلة، وأشاعات الجهل والتخلف والحرمان واليأس وكل الممارسات التي تنخر الشخصية العراقية وتتسبب بتهشيم عطائها وثلم ارادات الافراد وتوقهم نحو الابداع، وفضل الكثيرون منهم دعم الارهاب وحاربوا كل انماط الابداع، ووقفوا بوجه الناس الاخيار ومن يريدون الخير لبلدهم كونه هو من يضمن لهؤلاء المستقبل زمنا أكثر في التسلط على رقاب الشعب لفترة أطول!!
تحية لكل من يقدر الابداع ويعلي من شأن الاجيال المبدعة..وعلى من يدعي خدمة المجتمع ان يولي اهتماما خاصا للمبدعين ويحفز الدور الابداعي من خلال تشجيع وتكريم الفئات المبدعة في كل ميادين الابداع، لكي يبقى العراق شعلة التوقد الفكري والقيمي المسؤول ولكي لايبقى الاحباط ينهش كثيرا من الجسد العراقي المتعب على أكثر من صعيد!!