23 ديسمبر، 2024 6:26 م

خبث المنافقين!

خبث المنافقين!

حين يُمتهن نشر السموم، ويصبح الكذب والنفاق مصدر عيش، وهواية، حين تتحول الصحافة الى قباحة ووقاحة، وحين لا يعرف الاعلام إلا السئ من الكلام، تُفقد المصداقية، وتموت النوايا الطيبة، ولا يبقى سوى الخبيث منها!
إن موت الاحلام والاوهام عند صاحبها، أحياناً يسبب له الجنون، ويولد له حالة من الغباء وعدم السيطرة على نفسه، وحينها يصل كل غضبه على من أفسد أحلامه الشريرة الخبيثة، وهذا ما نراه من استهداف المرجع السيستاني من قبل البعض، والتي آخرها، نشر خبر مزيف كاذب في إحدى الصحف العربية هدفه التسقيط بسماحة السيستاني، حيث جاء فيها ما نصه ” ترامب يطالب بريطانيا بإنهاء خدمة السيستاني”! أي انهم يحاولون أتهام سماحته بالعمالة، ان الامر اشبه بفاقد الشرف حين يحاول الاساءة لسيد من سادة الشرف!
ليس غريباً أن يُهاجم السيستاني من عديمي الشرف، فهو شخصية دمرت العديد من الاحلام الاجرامية التي هدفها تدمير عراق الحضارات، ففتوى الجهاد التي أفتى بها سماحته، هي التي دمرت الاحلام الداعشية عند بعض الدول وقادتها ومتملقيها، الحاقدة على عراقنا، وفتواه هي التي أدت الى موت خططهم الاجرامية البائسة، وهي التي وضعت حداً لكل من لم يتمنى سوى الشر لبلادنا.
إن الاستهانة هذه، اساءة لجميع العراقيين، فالسيستاني شخصية وطنية، قبل ان تكون شخصية دينية او مذهبية، ولا بد أن يكون الرد عراقياً بحت، لا مذهبياً أو دينياً، فـ مواقف الرجل العديدة الواضحة، تدل على أنه لم يفرق أنساناً عن غيره، وكل ما قام به كان ذا صبغة وطنية، أكثر مما هي دينية، وصديق داعش حين يسئ لمن يقتل داعش، لا يفرق عن أحتلال داعش لأراضينا، فهل سنجد رداً عراقياً حقيقياً، أم لا؟
كما ان التلميح في الخبر ذاته، على ان العبادي يأتمر بأوامر المخابرات البريطانية، يوجب على شعبنا الرد بكل قومياته ومكوناته، فلو اعتبرنا السيستاني شخصية مذهبية بالرغم من كل مايقوم به من مواقف، فان العبادي يمثل رئيس دولة وحكومة، والاساءة له بصفته الحكومية، من قبل شخصيات ودول خارجية تعتبر أحيانا معادية، هذا يعني ان الاساءة تمثل اساءة للدولة وللحكومة، والاساءة لدولة ديمقراطية وحكومة اختارها وحددها الشعب، تعني إساءة للوطن بمواطنيه، فهل سيبقى الصمت حول انتقاصات كهذه!
ان فتح تحقيق بمزاعم الصحيفة، والمطالبة بمقاضاتها صار واجباً وطنياً، والرد على التجاوزات بالقانون حق مشروع، ومؤكد أن شعبنا لن يسكت، والتيارات والتجمعات العراقية، كـ تجمع الامل، تنظر للسيستاني كـ شخصية وطنية، وتؤمن بأن الاساءة لشخصيات وطنية من قبل البعض أمر مرفوض، لن تسكت على هذا التجاوز، وسيكون لها رداً قانونياً قوياً وواضحاً، مالم تكف هذه الاصوات النشاز، والاقلام التافهة بمثل هذه الاستهانات، وعلى جميع المواطنين أن يقفوا سوياً كي لا تتكرر اساءة لوطننا كهذه.