يتقدم (الشرق الأوسط الجديد) الذي وعدَ بهِ “بوش الإبن” وظن الجيمع أنه توقفَ عند (العراق). التغيير بـ”حجم الجغرافيا” و”الأنظمة” و”العلاقات” لا يحدث بـ”يوم” أو “عام”. إنه يتحرك ببطء “سُلحفاة” مرة، وبسرعة “صاروخ” مرات.
أخطأ التقدير من ظن بأن القوة الأميركية تموضعت في “البحر المتوسط” لتضرب النظام السوري وتذهب. لم تضرب ولم تذهب. تموضعت من أجل ما هو أبعد من الأسد ونظامه وتغييره. بوادر “التنازل الإيراني” و”الحوار” بوجهيه “المباشر” وغير المباشر” كان إحدى ثمار التلويح بالقوة. لا تريد واشنطن حذف إيران من معادلة المنطقة. تريد توظيفها لضبط وابتزاز آخرين. وما زلنا نقرأ في الحروف الأولى للسياسة الأميركية- الدولية في المنطقة. والخاتمة ستكون “التغيير” وهولٌ “عظيمٌ” قادم بحراسة هذه القوة .
على نارٍ هادئة وبحراسة القوات الأميركية في الشرق الأوسط التي جاءت لتحارب ولم تحارب. إكتفت بحضور الحرب دون حرب ويوظفها الرئيس “أوباما” في الحصول على ما يُريد من الجميع. على هذه النار الهادئة يتم إنضاج طبخة تسوية مع طهران ومشروعها. الرئيس “روحاني” عّراب الطبخة بنكهة حديث مختلفة. مازال الحديث مجرد حديث واعد. قابل للنقاش والتدويل والتأويل والتهويل. والتُقية الإيرانية بنكهتها الدينية حاضرة وقد تنسف كل التفاهمات السرية والعلنية مع واشنطن.
تدرك إيران أن أية حركة خطأ ستأخذ في طريقها كل منجزاتها السياسية والعسكرية وحضورها الذي ملأ المنطقة في ظل “إحتلال” ثم “إبتلاع” العراق وتراجع دور مصر بسبب ربيعها، و”السعودية” المتخوفة من إصابتها بعدوى جيرانها الأمنية: براً “اليمن” و”البحرين” و”العراق”. وعبر البحر الأحمر “مصر” و”السودان” و”الصومال”.
لا تريد طهران أن تخسر كل شيء. إنها تبيع “السمك في الماء” وتريد أن تقبض أولاً قبل أن تدفع بالتقسيط المريح. أو تقبض سلفاً وتسدد آجِلاً. توقفت طهران ولم تنسحب. تريد أن تأخذ أولاً فحسب. لا أعتقد أنها تستطيع ذلك. تم توظيف حضورها الإقليمي عند الفريقين: واشنطن وموسكو. اليوم تريد واشنطن أن تحتفظ بدور طهران المستقبلي لمصلحتها. دور طهران الأخطر هو دور (أُردني- خليجي). واشنطن تعرف ذلك وتريد توظيفه لهدف محدد بدلاً من ضربه. إنها تروّض به الخليج وتضعف به الأُردن أكثر لحد الإركاع. “الخليج العربي” في التقييم الأميركي هو: نفط وجغرافيا ومصرف وموجودات.
مازالت الطبخة على النار. روحاني جُزءٌ منها. طهران تعرف كيف تعطي قليلاً لتأخذ كثيراً. غير إنها في ظل “الحضور” العسكري الأميركي و”التحريض” الإسرائيلي مستعدة أن تعطي في مقابل البقاء. في ظل تهاوي حلفاءها في دمشق والخرطوم وبغداد. مجرد البقاء “إنتصار” لأن الآخرين تمت إزالتهم بالإحتلالات والغزوات وبالثورات ومن بقيَ منهم ستتكفل ثورته أو ثوراته القادمة بذهابه.
بسم الله الرحمن الرحيم
لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُوا بِمَآ ءاتَاكُمْ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ
صدق الله العظيم