أخذت ومنذ عقود طويلة مشكلة ( السرقفلية ) تسبب الأذى للكثير من العراقيين وهم يعانون من هذا الشيء الذي لا احد يعرف كيف وجد ؟ ومن أسسه وتعامل به ؟حتى استفحلت بهذا الشكل المخيف والمرعب وأصبحت كما يصفه البعض ب( الخاوة ) مقابل العقار الذي يروم المواطن العراقي شراءه إن كان بيت أو شقة أو محل تجاري وتعتقد غالبية الناس إن المطالبة بالسرفقلية أمر يفتقد إلى الوازع الأخلاقي في التعامل والى الأعراف لأنه يعد من دون مناقشة أمرا غير قانوني ولا يسمح بالتعامل به وإلا وضعت فقرة في قوانين العقارات تنظم العمل به ، فأصحاب العقارات وبعض ممن باع ضميره للشيطان صاروا يفرضون تلك الصيغة البشعة من اجل الحصول على أموال إضافية فوق البيع والشراء من كلا الطرفين عندما يحصلون عليها من تلك الصفقة من دون وجه حق شرعي أو أخلاقي وصارت من مسببات الرئيسية في أزمة السكن التي تعيشها جميع العوائل العراقية من عدم إيجاد مأوى لهم وعدم قدرتهم بالحصول على أي مكان ملائم للإيجار حينما يضطرون في بعض الأحيان للبحث عن مسكن لهم لفترة محدودة لحين مثلاً بناء أرض أو الحصول على قرض للبناء أو أية وسيلة أخرى ، لا بل إن هذه الظاهرة كلما تقدم الزمن تمسك بها أصحاب العقار بسبب ملايينها وشاعت ( السرقفلية ) من الباطن بين المواطنين ولم تكن مفاجئة للجميع وصارت أشبه بواقع حال بين أصحاب العقار والمستأجرين ولا تكتمل أركان البيع أو الإيجار إلا من خلال المرور ببوابتها ما ساهمت بارتفاع مبالغ السرقفليات التي تحدد بعشرات الملايين وأدت إلى ظهور طبقة من الأغنياء بعيداً عن أنظار أي جهة حكومية عندما تتحول حديقة المنزل إلى محال تجارية وشقق سكنية من دون موافقات رسمية أصولية تحتم عليهم بنائها ، فالذي يريد السكن في شقة مثلاً على وشك انتقال صاحبها إلى شقة أوسع عليه إن يدفع مبلغاً له ويقوم الشخص نفسه بدفع سرقفلية لصاحب الشقة الجديدة ويبرز هذا الأمر جلياً في المحال التجارية حيث يطالب أصحاب العقارات بتلك ( الخاوة ) مقابل تأجير المحال الفارغة مع إنها مبنية حديثاً ولم يسكنها احد أو يؤجرها مستأجراً ، لذلك لابد من وضع النقاط على الحروف وتبيان ما هي حقيقة تلك السرقفليات وهل هي ابتزاز أم حق شرعي مكتسب من خلال الظروف التي مرت والحالة المعيشية وإذا كانت هذه الصيغة مشروعة ، فما هو ذنب المواطن في دفع مبالغ من اجل إيجاد سكن أو حل له ؟ .