لا يخفى عن الجميع ان ايران ،لديها مشروع كوني توسعي ، ليس في العراق وحده، وانما يتعداه ،الى دول المنطقة كلها، وهذا واضحا في تأسيسها لميليشيات تابعة لها ، في جميع دول منطقة الشرق الاوسط،ضمن استراتيجية ايرانية تهدف الى تحقيق تصدير ثورتها ومشروعها، وهذه الميليشيات يشرف عليها ويمولها ويدربها ويقودها ،الحرس الثوري الايراني، وبأوامر المرشد خامنئي ،وميليشيات حزب الله اللبناني والحوثيين وبدر والعصائب والخراساني وكتائب علي وجيش المختار ولواء ابو الفضل العباس واكثر من 34 ميليشيا عراقية اخرى هي نواة ،الحرس الثوري الايراني في المنطقة ،الذي عبر عنه علي شامخاني وزير الدفاع الايراني ذات يوم وقال بان ايسران لديها ملايين الحرس الثوري في المنطقة يأتمرون بأوامر المرشد خامنئي، هذا الاعتراف الايراني يتجسد الان على الارض، فمن يقاتل في العراق وسوريا، كلها ميليشيات يقودها المرشد خامني شخصيا ، ولاتخضع لحكومات المنطقة ، وهذه الحقيقة معلنة ويتباهى بها قادة ايران وميليشياتهم في العراق ولبنان وسوريا واليمن ، فما الجديد في ذلك ، نحن نرى ان انهيار الاوضاع في العراق وسوريا ،لم يكن لظهور تنظيم الدولة داعش او جبهة النصرة او غيرهما ،بل ظهورهما هو ناتج طبيعي لتاسيس ميليشيات ايرانية في المنطقة برعاية ايرانية ولاهداف ايرانية هي تصدر الثورة والتوسع وتحقيق حلم ايران القومي الفارسي باقامة الامبراطورية الفارسية التي يتبجح بها قادة طهران وجعل بغداد عاصمتها ،بأستخدام اذرعها في الدول العربية لتحقيق مشروعها ، واذرعها هم الميليشيات التي اسسها خامنئي، فايران لم ترسل جيشها الى الدول ،بل تستخدم ميليشياتها لهذا الغرض، ثم تتخلى عنهم في ساعة الصفر، كما حصل ابان صفحة الغدر والخيانة في تسعينات القرن الماضي في العراق ،ويحصل الان في اليمن ، وحصل في نيجيريا والبحرين ولبنان في حرب حزب الله مع اسرائيل وغيرها ،بمعنى ان ايران تستخدم الميليشيات وتتخلى عنهم ، فقط لتحقيق اهدافها القومية الفارسية ، باستخدام الدين والمذهب لتحقيق الغايات،اما الحلم فهو حلم قومي بحت لايؤمن بالمذهب ولا الدين ، وانما كواجهة وجسر يعبر فوقه فقط، وهذا تماما ما يحصل الان في العراق وسوريا ، انظروا كيف( استأسدت) وتغولت ميليشيات بدر والخراساني والعصائب وغيرها وسيطرت على شوارع العاصمة بغداد ،ضاربة الجيش والشرطة والحكومة عرض الحائط، وتتقاتل الان في فيما بينها للاستحواذ على احياء ومناطق بغداد ، و لاتعترف لا بحكومة ولا ببرلمان ولا باية جهة اخرى، لانها تأتمر باوامر خامنئي فقط كما صرح قائد ميليشيا الخراساني علي الياسري قبل يومين، وحينما تمسك الميليشيات مقدرات بلد عظيم كالعراق، هذا يعنسي ان العراق ذاهب الى اعماق الخراب والحرب الاهلية الطائفية، بتسيد الميليشيات وايران على الشارع العراق، فهل يرتجى من برلمان وحكومة تابعة ذليلة، للميليشيات وسطوتها ونفوذها وخروجها عن القانون والاعراق وتأخذ اوامرها من ايران ، ان تنقذ العراق وتأخذه الى بر الامان والاستقرار والتعايش السلمي الاجتماعي، وتجسيد الوحدة الوطنية بتحقيق مصالحة تاريخية مع المعارضين لها، ان انفلات الاوضاع الامنية واختطاف العراق بيد ايران وميليشياتها ، بسكوت ومباركة انغولة ايران وسنة ايران خونة العراق، هو من سبب الخراب والفساد والحرب الطائفية والتهجير والقتل وظهور داعش للعراق ، ان ما يجري في العراق ، ليس من صنع العراقيين الذين يتضورون جوعا وحرمانا وتهجيرا وقتلا وتشريدا وسوءا في جميع الخدمات ، وانما من صنع طبقة سياسية واحزاب فاسدة ،تسهل لايران وغيرها بالتدخل في الشأن العراق، لتصب الزيت على نار الطائفية التي اججها نوري المالكي وحزبه العميل في العراق، وما احداث وفوضى البرلمان وازمة تشكيل الحكومة ، وادخال البلاد في فراغ دستوري واضح، وفشل حكومي وبرلماني في عقد جلسة ،الا من تخطيط ومخطط ايران ونغولتها في دولة القانون وجبهة الاصلاح وتوابعها ، ويقف وراءها نوري المالكي في اصرار واضح على رجوعه الى رئاسة السلطة وافشال العبادي وحكومته ، ان فوضى البرلمان وراءها المالكي وعصابته وسنته واتباعه ، ووراء افشال حكومة العبادي جميع الكتل التي ترى فقدانها /مصالحها ومناصبها وسطوتها في الحكومة، ولاتريد انهاء دور منظومة المحاصصة الطائفية التي تعتاش عليها وسبب استمرارها في السلطة ،هكذا تريد ايران تحقيق هدفين بآن واحد ، وهما ابقاء الفراغ الدستوري لامد طويل ، وهيمنة الميليشيات على القرار السياسي والعسكرية لمواجهة خصومها وتحقيق مصالحها في العراق، التي بات شعب العراق يرفضها ، وما هتافات الشعب لطرد ايران من العراق، وشعار( اني العراقي اني ياقاسم سليماني ) ، الا تجسيد لرفض عراقي غاضب لتواجد واحتلال ايران للعراق، وهيمنتها على قراره السياسي والعسكري بحجة كذبة حماية المقدسات ومحاربة داعش، وهنا نسأل ، من اوجد داعش لكي تحاربها ايران ومن يدعم داعش عسكريا واعلاميا وتسليحيا غير ايران ،ثم الا يستطيع العراقيون ان يواجهوا داعش (اذا اتحدوا) ، وحدهم دون تدخل ايران وميليشياتها ،ونسأل هنا من طرد داعش من الانبار والبشير وغيرها بدون الميليشيات، ونسأل ايضا كيف (حررت ) الميليشيات صلاح الدين وبيجي ومن فجر الجوامع والمساجد ونبش القبور وفجر البيوت وسرق ممتلكات المواطنين وسرق مصفى بيجي وقتل الالاف من اهلها الابرياء وهجر اهلها اليسوا الميليشيات الطائفية ،التابعة لخامنئي، نقول ، ان ميليشيات خامني هي اس بلاء العراق والمنطقة وليس تنظيم داعش الذي خرج من خاصرة ايران ومرشدها ، وان بقاء داعش من بقاء الميليشيات، فطالما هناك ميليشيات تعيث فسادا وقتلا وتهجيرا واعتقالا واختطافا ،فستبقى داعش لكي تبرر ايران تنفيذ مخططاتها واجرام ميليشياتها وبطشها بالعراقييين، ان ميليشيات خامنئي ، وتنظيم داعش وزجهان لعملة واحدة وهدف واحد وهو قتل وتهجير وذبح العراقيين في كل من العراق وسوريا، وعلى المجتمع الدولي ان يجعل ميليشيات خامنئي ويعاملها ويصنفها كمعاملة داعش كتنظيمات متطرفة ارهابية ، اذا اراد ان تستقر المنطقة وتمنع وصول الارهاب لدولها ، وبهذا فقط تنعم المنطقة والعالم للاستقرار لان ايران هي مصدر الارهاب وراعيته ومؤسسته وممولته وداعمته وقائدته، فلا تقوم للمنطقة قائمة الا بالقضاء وتفكيك داعش والميليشيات والقضاء عليها، لانها مصدر الارهاب وزعزعة امن واستقرار العالم كله ، وان ما يجري من دمار وخراب في العراق وسوريا مثال على ذلك، نعم اس بلاء العالم خامنئي ونظامه وميليشياته ، وليس تنظيم داعش والنصرة وغيرها فهي صنيعته واداة بيده ، تشاركها امريكا واسرئيل ثالوث الارهاب في العالم ورعاته ……