23 ديسمبر، 2024 3:09 ص

خامنئي ضحاك العهد

خامنئي ضحاك العهد

في كتاب «شاهنامه» لفرودسي أحد الشعراء الإيرانيين البارزين الذي كان يروي قصصا اسطورية تتعلق بثقافة إيران العريقة، هناك ملك شرير يدعى «الضحاك» الذي قبّل الإبليس يوما كتفيه ومن ثم خرج ثعبانان وحشيان منهما، وهو كان يمارس الظلم والاضطهاد وقتل الشباب الإيرانيين واستغلال أدمغتهم لتغذية الثعبانين على كتفيه طيلة سنوات،حتى نهض «كاوه آهنكر» واعتقل الضحاك وسجنه في جبل «ألبرز» …

لم تكن القصص الإيرانية وليست خالية من نقطة أو حقيقة تعكس واقع الحال في عهدها، بحيث أن من يرمز لضحاك في عهدنا هذا، هو نظام الملالي وخامنئي نفسه على وجه الخصوص حيث يسفك دماء شباب الوطن ليرضي حقده الهمجي والشيطاني ليحافظ على قارورة عمره المشين.

وخلال دراسة موجزة وملخصة عن عدد الإعدامات التي نفذت في الشهر الحالي يمكن ملاحظة أن جرائم يرتكبها الولي الفقيه في إيران تشبه بقصة الضحاك ذي الثعبان على كتفيه:

ـ إعدام 7سجناء في سجون رجايي‌شهر بمدينتي كرج وكجساران في 23آب/ أغسطس 2018

ـ إعدام 4سجناء في سجن رجايي‌شهر وأردبيل في 29آب/ أغسطس

ـ إعدام سجينين محكوم عليهما بالإعدام في سجن رجايي‌شهر بمدينة كرج في 31آب/ أغسطس

ـ إعدام 3سجناء من أبناء بلوشستان في سجن زاهدان في 3أيلول/ سبتمبر

ـ 8حالات الإعدام في سجن رجايي‌شهر في 5أيلول/ سبتمبر

ـ وإعدام 3سجناء من أبناء كردستان وهم رامين حسين‌بناهي وزانيار مرادي ولقمان مرادي حيث كانوا مضربين عن الطعام في سجن كوهردشت بمدينة كرج في 8أيلول/ سبتمبر

وخلال عمليات الإعدام الأخيرة التي اقتيد فيها 3سجناء مناضلين من أبناء كردستان إلى المشنقة، تم اقتياد رامين حسين‌بناهي في 13آب/ أغسطس 2018 من قبل القوات الأمنية إلى مكان مجهول. وبمرور الزمن تبين أن هذا الإجراء كان تمهيدا لتنفيذ حكم الإعدام. كما كان كل من زانيار ولقمان مرادي قد اقتيد منذ أسبوع قبل الإعدام إلى زنزانة انفرادية وكان كلاهما قد خاض الإضراب عن الطعام.

وإذا ما أضفنا إلى هذا الوضع، مواقف دولية واسعة من قبل شخصيات نظيرأغنيس كالامارد، المقررة الخاصة المعنية بحالات الإعدام خارج نطاق القضاء أو بإجراءات موجزة أو تعسفا وجاويد رحمان المقرر الخاص للأمم المتحدة في شوؤن إيران، فسوف نجد صورة أكثر وضوحا عن مدى همجية النظام الإيراني في تسريع الإعدام بحق السجناء في إيران.

وهكذا يتحول الإعدام والمجازر في حكم الملالي إلى أداة للقمع وإلى مناص يمكن للحكومة أن تتنفس من خلاله.

ويدل التقرير الإحصائي للإعدامات في عام 2017 على هذا الأمر.

وبحسب ما أفادته وسائل الإعلام من تقارير وهي في الحقيقة نسبة ضئيلة من الحقيقة، أعدم ما لا يقل عن 517شخصا في عام 2017:

ـ 111حالة إعدام (21بالمائة) معلنة من قبل المصادر الرسمية.

ـ 231 حالة إعدام (45بالمائة) بتهم حول المخدرات.

ـ 240حالة إعدام (46بالمائة) بتهم القتل المتعمد حيث كانت أكثر من عام 2016 بواقع 98حالة.

ـ 31حالة إعدام أمام المرأى العام.

ـ 5أطفال مجرمون بين المعدومين على الأقل.

ـ 10نساء أعدمن على الأقل هذا العام.

ومن الواضح أن هدف الملالي ليس إلا خلق أجواء الرعب والكبت في المجتمع والقضاء على الاحتجاجات الاجتماعية، والإعدام والتعذيب والرجم وبتر الأيدي والأرجل وقلع العيون كلها تجرى بنفس الهدف تحت يافطة القانون.

وكم صحيح قول فيكتور هوجو في عبارة له تقول: «بكل إعدام، نخطو خطوة نحو الهمجية والبربرية».

وهكذا قطعت حكومة الضحاك خامنئي منذ اليوم الأول أشواطا نحو البربرية والتخلف. ولكن ومن جهة أخرى، من المؤكد أن «كاوه آهنكر» سوف يقضي على التعذيب والإعدام بانتفاضته على هذه الدكتاتورية الدينية وسوف يبني إيران خالية من الإعدام ومجتمعا قائما على الحرية والديمقراطية والمساواة.

وفي مؤتمر بمناسبة اليوم العالمي ضد الإعدام في باريس (10تشرين الأول/ أكتوبر 2015) عبرت السيدة رجوي عن مفهوم المقاومة أمام هذا النظام بأجمل صورة على النحو التالي:

«إن دافعنا في تبني المقاومة حتى الانتصار ليس الحقد والانتقام، وإنما دافعنا هو الحب للحرية والإنسانية وهذا يشكل فلسفة صمودنا».

كما يرفض البند الثالث لورقة عمل السيدة مريم رجوي بواقع عشرة بنود لإيران حرة، الإعدام من الأساس وليس له محل من الإعراب في مجتمع متقدم وحرّ.