تصريحات وزير الدفاع الجديد خالد العبيدي بشأن رفض إشراك أية قوات برية أمريكية لتحرير نينوى من هيمنة “داعش” قرار صائب وحكيم ، ويعكس قدرة قيادية متمرسة في أن بمقدور قوات الجيش العراقي التي يتم اعدادها لتحرير نينوى كافية لانجاز المهمة بدون اية مشاركة من قوات برية امريكية أو غيرها.
والأمر لايقتصر على محافظة نينوى في هذا المبدأ ، بل ان الانبار نفسها وباقي المحافظات المحتلة، لاتحتاج الى اشراك قوات برية امريكية، وبمقدور القوات التي يتم اعدادها لتحرير التراب العراقي المحتل من داعش أن تنجز مهمتها على اكمل وجه.
والمعونة التي ينتظر ان يقدمها الامريكان ان صدقوا في نواياهم لتحرير هذه المحافظات هو في مساعدة القوات العراقية في تقديم غطاء جوي واسع ، لملاحقة فلول داعش والاجهاز على مراكز انتشارها قبيل بدء الهجوم واثنائه.
وحتى هذه المعونة ليست ضرورية جدا ، كونها لم تؤد الى نتائج ملموسة على الارض، وهناك شكوك بجدوى الاميركان في الحاق الخسائر بداعش ، وان الضربات التي تم توجيهها حتى الان كانت طفيفة جدا، ولم تلحق بداعش خسائر جوهرية تذكر!
وتصريحات وزير الدفاع خالد العبيدي تختلف من حيث القيمة والمضمون والاهداف عن تصريحات لاقطاب في السلطة يعلنون ليل نهار رفضهم اشراك قوات برية امريكية بناء على توصيات من دولة مجاورة ، خوفا من ان تتجه هذه القوات في يوم ما الى ان تصفي ميليشات مسلحة متهمة بقتل العراقيين وترويعهم وتتلقى الدعم من جهات خارجية!!
الفرق بين تصريحات العبيدي وبين تصريحات اقطاب في السلطة تخشى على مستقبلها ان تصريحات العبيدي تعكس اقتدارا في الرؤية وليس خشية من توجهات او اطماع احد، وهو ابن العراق الاصيل، وهو العسكري المخضرم الذي يريد ان يتفاخر بين شعبه وابناء محافظته، أن اهل نينوى هم من يتكفلوا بتحرير محافظتهم، وهم لايشرفهم ان يقال في يوم ما ان الامريكان او غيرهم من قوات وحشود دول الجوار قد حرروا مناطقهم ومدنهم، وهم من استعادوا بالنيابة عنهم محافظتهم الشماء.
اهالي الموصل شديدو الحساسية ازاء أي تدخل من أية جهة في شؤون محافظتهم، وهم يرون بأم أعينهم ان محافظات استبيحت عن بكرة أبيها ، تحت دعاوى تحريرها من سيطرة داعش!!
ويفترض بأهل الانبار ان يكونوا على شاكلة إخوتهم أبناء نينوى ، ويرفضون مشاركة اية قوات امريكية أو تسميات تحت أي نوع هم يرفضونها ، للدخول الى محافظتهم، لأن لا أحد بمقدوره ان يدفع عن ثراهم الطاهر غير اهلهم وربعهم وابناء عمومتهم من العشائر والقبائل التي تود المشاركة معهم، تعبيرا عن الشرف والغيرة اليعربية، وليس تحت أي شعار سياسي أو ديني!!
وكم يتمنى أهل الانبار لو يكف رئيس مجلس محافظتهم صباح كرحوت عن كثرة الحاحه بالدعوة الى استفدام قوات برية امريكية لتحرير الانبار أو مطالبة جهات سياسية عليها علامات استفهام لدى أهل الانبار ، بالمشاركة في هذا الجهد ، لأن هذه المحافظة التي تمتلك خيرة الرجال والخبرات لن يحررها الا اهلها وابطالها الغر الميامين، وان تهديدات صباح كرحوت لاتعكس شعورا بالاقتدار بأن بمقدور قوات عسكرية عراقية الحاق الهزيمة بداعش، ان صدقت النوايا ووضعت الخطط الهجومية الكفيلة بدحر داعش والحاق الهزيمة المرة بها.
تصريحات العبيدي الاخيرة برفضه اشراك قوات امريكية ، تعكس تطبيقا لرغبة نائب رئيس الجمهورية الاستاذ أسامة النجيفي، بأن تكون خطة تحرير نينوى عراقية ، مثلما يكون حلم تحرير باقي المحافظات العراقية، لكي يتشرف أهل هذه المحافظات بأنهم هم من حرروا أرضهم وديارهم، وهي أمانة في أعناقهم، وتحريرها بأيديهم شرف مابعده شرف..
وامنيات ملايين العراقيين، بأن يكون حلم تحرير نينوى والانبار وصلاح الدين وكركوك وديالى ، وكل شبر محتل من داعش، وقد عاد الى اهله الطيبين، وعاد ملايين المازحون الى ديارهم، وقد أشرقت شمس كرامتهم من جديد..