18 أبريل، 2024 1:49 م
Search
Close this search box.

خالد العبيدي الذي هدم معبد الفساد على الرؤوس العفنة

Facebook
Twitter
LinkedIn

رغم ان الجميع يعرف ان غالبية سياسي ما بعد ٢٠٠٣ غارقين في الفساد حتى آذانهم …  إلا أن ما فعله خالد العبيدي في البرلمان كان زلزالاً لن تتوقف تردداته و نتائجه عن التأثير و التفاعل لفترة ليست قصيرة … ليلة سقوط الموصل كان خالد العبيدي يسير في شارع الفاروق وسط الموصل في الساحل الأيمن  و بيده بندقيته و الى جانبه أثيل النجيفي  حاملاً بندقيته هو الآخر مع عدد قليل من المرافقين المسلحين و هم على بعد مئات الأمتار من عناصر داعش الذين دخلوا الساحل الأيمن و هذا موثق بالصوت و الصورة و قبل ساعات من سقوط المدينة …  بينما كان ضباط الجيش المكلف بحماية الموصل من أي مخاطر منشغلين بِإزالة الغبار عن النجوم و التيجان التي تملأ أكتافهم و التي ألقوها لاحقاَ على الأرض و لبسوا الدشاديش !  و كأنهم موجودين في الموصل من أجل إضطهاد أهلها و استفزازهم فقط و ليس للدفاع عن المدينة عند الحاجة … الجلسة البرلمانية في الأول من آب كان بطلها وزير الدفاع خالد العبيدي بلا منازع … 
الرجل تكلم بثقة و شجاعة و حرفية إعترف بها خصومه ، و إن على مضض ، قبل أصدقائه … بعد أن وضع طينتهم في خدهم كما يقول المثل بدأً من سليم الجبوري و الآخرين الذين ذكرهم الوزير … 
سليم الجبوري ترك كرسي الرئاسة مرغماً بعد أن أحس أنه سيصبح مسخرة لو إستمر في إدارة الجلسة و هو متهم بالفساد بِأكثر من موضوع و قضية … حنان الفتلاوي الفاشلة في استجوابها الأول لوزير الدفاع أرادت أن تعوض ذلك الفشل .. تركت كرسيها و توجهت الى منصة الاستجواب كي تستعرض وجودها أمام البرلمان و الكاميرات فكان العبيدي يرمقها بنظرات الإستهزاء و كأنه يُذكرها بخيبتها في الإستجواب الأول  … محمد الكربولي لم يجد ما يرد على ما ذكره عنه الوزير من حقائق سوى الصراخ محاولاً التشويش على الوزير الذي عرف كيف يسكته ببضعة كلمات … 
عالية نصيف صاحبة الأستجواب التي صدعت رؤوسنا بملفات الفساد على وزير الدفاع إتضح من خلال الإستجواب مدى هزالة أسئلتها و جهلها لكثير من الأمور خاصة العسكرية و الفنية مما جعلها تبدو و كأنها قد تورطت في هذا الإستجواب الذي كانت متلهفه عليه منذ وقت طويل كما تقول هي ، و كانت تُمني نفسها بالإطاحة بالوزير في هذا الإستجواب فكانت النتيجة أنها هي من أُطيح بها و لو نفسياً و معنوياً و أمام الملايين و دليل ذلك بكائها في لقاء معها على احدى القنوات الفضائية حين تطرقت لما جرى في جلسة الإستجواب … 
عالية نصيف التي تتباهى باستخدام الحذاء مع خصومها تبكي لإن خالد العبيدي جعلها إضحوكة للعراقيين لأنها دست أنفها في ما لا يخصها .           

ما حصل في جلسة الأول من آب كان ساخناً و كأنه يريد أن يتناغم و ينسجم مع سخونة الشهر اللاهب …  لنأتي الآن على سلوك برلماني ( دولة القانون ) في هذه الجلسة … في البداية كانوا متفرجين على ما يجري ثم مستمعين و لكن مستمعين مشدوهين لما يقوله خالد العبيدي من فضائح و عقود فاسدة في وزارة الدفاع حالياً و سابقاً خاصةً إذا عرفنا أن ميزانية وزارة الدفاع ميزانية ضخمة جداً يسيل لها لعاب اللصوص و الفاسدين … برلماني  ( دولة القانون ) كانت أيديهم على قلوبهم خوفاً من استرسال العبيدي في الكلام  و تكبر كرة الثلج لتصل الى الكشف عن عقود الفساد للسنوات الثماني التي كان فيها نوري المالكي وزيرا للدفاع أبان فترة حكمه رئيساً للوزراء … لذلك أرادوا تأجيل  إكمال الإستجواب لاحقاً بعد أن أدركوا أن خالد العبيدي ليس لديه خطوط حمراء يتوقف عندها … بل على العكس كان لديه ثقة كاملة و إصرار متواصل على استمرار الإستجواب و هذا مؤشر على أنه يمتلك أدلة دامغة على فساد من ذُكرت أسمائهم … نواب ( دولة القانون ) عرفوا أن النار ستصلهم إن لم يتوقف خالد العبيدي عن الكلام خاصة ان نوري المالكي الفاسد رقم ١ في العراق … طلب الإيراني علي الأديب الكلام فقال ان من الأفضل ايقاف الإستجواب و تأجيله الى وقت لاحق  و كانت هذه إشارة لبقية نواب دولة القانون كي يطالبوا بتأجيل الإستجواب و هذا ما حصل حيث تكلم عباس البياتي صاحب نظرية الإستنساخ المعروفة مطالباً بتأجيل الإستجواب ثم تلاه الدانمركي علي العلاق الذي تكلم بعصبية لافته طالباً التأجيل واقفاً و هو يصرخ على عالية نصيف كي توقف الإستجواب كون ذلك من حقها  و التي بدورها أصرت على تكملة الإستجواب … و لم يكن بالامكان فعل غير ذلك لإنها أصبحت بين نارين … نار تأجيل الإستجواب و هو غير ممكن لأنه سيمثل تراجعاً منها حتى و إن غضب عليها نواب دولة القانون بعد أن أنتظرت شهوراً كي يحصل الإستجواب … و النار الأخرى هي نار خالد العبيدي الذي تمسك بتكملة الإستجواب كي يكشف ضحالة أسئلة عالية نصيف التي وجدت أمامها رجلاً يعرف قيمة كل كلمة يقولها .
           و بالعودة الى سليم الجبوري و الذي وجد نفسه في موقف مرتبك طالب بتشكيل لجنة تحقيقة جوبهت بالرفض الفوري من قبل النواب ثم عاد يطالب بتحويل المسألة الى القضاء و هو يعرف جيداً أن عنق القضاء المقبوض عليه من قبل حامي الفاسدين و المجرمين مدحت الملعون و بجرة قلم قادر على أن يُبرأ المجرم و يُجرّم البريء .   

شكراً لك خالد العبيدي … لقد ألقمتهم حجراً في أفواههم و ناراً في بطونهم .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب