· “أوردها سعد وسعد منشغل.. ما هكذا تورد يا… سعد الإبل”
تعاطف الشارع العراقي المأزوم، مع طروحات وزير الدفاع.. خالد العبيدي، أثناء الإستجواب الشهير، في مجلس النواب..ظنه البعض بطلا قوميا، سيحقق نظرية “المستبد العادل” الذي ينقذ شعبه من فساد الحكومة الحالية، الى نزاهة “يوتوبيا – جنة على الارض” المستقبل.
وإذا بكل الآمال التي علقها الشعب عليه، تنهار؛ لعدم ثبوت معظم التهم وبطلان أغلبها وتزوير عدد كبير منها، وتهافت جزء ليس باليسير من بينها، وكيدية المتبقي، فضلا عن إفتراءات، إتضح أنها تطبيق للمثل الشعبي.. “أتغدى بيهم قبل ما يتعشون بي”.
فرئيس مجلس النواب.. د. سليم الجبوري، بمجرد ورود إسمه متهما “لا سمح الله” أثناء الجلسة، من قبل العبيدي، إنسحب من الرئاسة لنائبه، مقدما درسا مثاليا في النزاهة، إذ حالما طرح كمشتكى منه؛ أخلى منصب الرئيس لنائبه!
والآخرون تباعا، إستقدموا لهيئة النزاهة، ولم يفلح العبيدي، بإثبات كلمة واحدة، مما كادهم به، فتهاوى هو أمام إدعائه، ولم يؤخذ بكلمة مما قال.. بل ثبت أنه واحد من مجموعة مطلوبة للنزاهة والعدالة.
ورطة
“ورطة” كهذه وضع العبيدي نفسه فيها، مكنت المفسدين الحقيقيين من الافلات، من العقاب، وحجبت الإجراء الصح، عمن ينشدونه.
ما أقدم عليه العبيدي، من تهم كيدية، لم تستغرق إلا وقتا قصيرا؛ كي يفندها محققو هيئة النزاهة المحترفون، وبموجبها أفلت الفاسدون الحقيقيون من طائلة العقاب وإنشغل الرأي العام.. مشتتا.. بأناس نزيهين…
وإذا به كما يقول السيد المسيح.. عليه السلام: “ينظر للقشة ناسيا الخشبة” إذ إتضح من وثيقة حصلت عليها (الجورنال نيوز) أن مسؤولين في الدولة، عن محافظة نينوى، مشمولون باجراءات المساءلة والعدالةِ، هم: خالد متعب ياسين حسن العبيدي وسعيد محمد علي سعيد وليث محمد محمود وناظم علي داود وحازم جاسم ابراهيم ونوفل برع احمد واحمد محمد محمود وحازم محمد علي وحسين علي محمود.
إبل
لا أملك في هذا المقام إلا أن أردد قول الشاعر: “أوردها سعد وسعد منشغل.. ما هكذا تورد يا… سعد الإبل” كدت تكون بطلا قوميا، يعلق عليه الشعب آماله؛ وإذا بك جزء من أسباب مأساة هذا الشعب.
كفوا.. يا جماعة كفوا.. لقد إمتلأ الشعب غيظا، وما عاد في القوس منزع! كلما ظن الشعب نجاته بقدر من الرحمن.. نزاهة، صادرته آفة الفساد.. فسادا، يتلاقف مستقبلنا آكلو ثرواتنا من دون رقيب.. “فيك الخصام وانت الخصم والحكم”.