10 أبريل، 2024 10:05 ص
Search
Close this search box.

خاطرة المساء – القمة العربية ( لن أكون شاهد زور أبدا)

Facebook
Twitter
LinkedIn

تابع الجميع اليوم أعمال مؤتمر القمة العربية المنعقدة في الدوحة , وكان الخبر الأهم هو منح المعارضة السورية مقعد سوريا لتصبح ممثلة في الجامعة العربية بديلآ عن الحكومة السورية , وقد أتصلت بي عدة قنوات فضائية عربية تريد مني التعليق وأعطاء التكييف القانوني لهذه السابقة القانونية بتأريخ الجامعة العربية.
ورغم أنني من أشد معارضي سياسة نظام الحكم في سوريا وأنتهاكته المستمرة لحقوق الأنسان وجرائمه الدموية بحق الشعب السوري الشقيق , ولا أخفيكم سرآ أنني اكره نظام سوريا منذ عقود وخاصة عندما سمح له بالوقوف والمساندة وهو ( الدولة العربية القومية كما يدعي ) مع أعداء الأمة العربية في الحرب العراقية الأيرانية , واخذ جانب نظام خميني وحكومة الملالي و وقبل أن يساند أعدائنا ويمدهم بالون والمساندة هو وقرينه نظام القذافي عندما أرسل صواريخ (أرض – أرض ) بأموال الشعب الليبي لتقصف بغداد وتقتل الأطفال في مدرسة ( بلاط الشهداء ) فذاكرتي لم تصب بالزهايمر حتى أغفل جرائم هذين النظامين الدمويين , والذين سمحوا لأنفسهم أن تستباح دماء الشعب العراقي بأموالهم وأسلحتهم , ولست سياسيآ قذرآ حتى أسمح لنفسي بالتغاضي عنهما أو نسيان ما أقترفوه من جرائم بحق شعوبهم قبل أشقائهم .
ولكنني أرفض بذات الوقت أن أكون شاهد زور أو محامي الشيطان حتى أبرر سابقة جامعة الدول العربية بمنح المعارضة المقعد الرسمي لدولة سوريا , ولن أكون كما كان أخواننا وأشقائنا أمعات ومطايا لرغبات أميركا عام 1990 عندما أنعقدت القمة العربية في القاهرة لمناقشة غزو العراق الى الكويت , فكان قرارهم المغزي بمخالفة ميثاق الجامعة العربية ( والذي كان العراق أحد واضعيه ومؤسسي هذه الجامعة – العربية …!!- ) حيث أصدروا قرارآ عجيبآ غريبآ ضد العراق مخالفى لقواعد التصويت التي نص عليها ميثاق الجامعة العربية وهو صدور القرارات بالأجماع أو بالأغلبية المطلقة , حتى تكون قراراته ملزمة , وسمحوا لأنفسهم بهذ القرار للتدخل الأجنبي وأن يذبح العراق بشعبه وتأريخه وحضارته , بسلاحهم وأموالهم وهم يفتحوا الأبواب لأميركا وتالف الشر ليقصف بغداد الرشيد , ويهدم بنيته التحتية ويقتل شباب ونساء ورجال وشيوخ وأطفال العراق في الجريمة ضد الأنسانية التي أقترفته يداهم بقصف ملجآ العامرية .
كيف لي كرجل قانون مختص أحترم تأريخي ومواقفي المعروفة , وأنا أبرر لهم قرارهم المخزي بتمثيل معارضة ليس لها تمثيل رسمي دولي , أن تأخذ مقعد دولة عربية , مهما كانت حكومتها ( فهل يعني أن بقية الحكومات العربية هي ملائكية وليس لها جرائم وأنتهاكات بحق شعوبها , والأن فقط أنتبهوا أن حكومة سوريا فقط تنتهك وتجرم بحق شعبها ) , ويسحبوا الأعتراف بها ويمنحوه لمعارضيها , أذا أتفقنا (زورآ وبهتانآ ) لهذه القاعدة الشاذة بتأريخ جامعة الدول العربية , اليس من ألآولى بالجامعة أن تنظر بطلبات بقية الشعوب العربية ومنها العراق وهو يرفض حكومته العميلة التي نصبها الأحتلال , وتمنح الجامعة مقاعدها للشعوب وليس للحكومات العميلة , أم لأن الحكومات التي لها دعم ( ماما أميركا ) أصبحت الأن مشروعة والتي ليس لها هذا الدعم هي الشيطان الرجيم …!!؟
ألم تسأل قمة العرب في الدوحة نفسها أن الأمم المتحدة مازالت تعترف بالدولة السورية ولها مقعد في الأمم المتحدة , وأن العلم السوري المرفوع بالأمم المتحدة هو علم الحكومة السورية الحالية , ماذا ستقولون لقواعد القانون الدولي العام والخاص , وأنتم تذبحون هذه القواعد من الوريد الى الوريد , أن كان مجلس الأمن أعور في تعامله الزدوج بالمعايير مع الدول الأعضاء بالأمم المتحدة , فهل أنتم ياعرب أصبحتم بعين واحدة أيضآ , أين أنتم يا أساتذة وخبراء القانون الدولي وأنتم تنظرون لمهازل الأزدواجية الدولية والعربية بالتعامل مع ثوابت القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة وميثاق الجامعة العربية .
لن أكون شاهد زور وألوث تأريخي بتفاهاتكم وأزدواجيتكم وعور أعينكم , وأقول أيمانآ مني كرجل قانون أن قراركم بمنح المعارضة المقعد الرسمي لسوريا هو عار بتاريخ الجامعة العربية الهزيلة , وعار على ميثاق جامعتكم , وهو مخالفة صريحة لميثاق الجامعة , وقواعد القانون الدولي , كما كان عار قراركم وأنتم تمنحون أميركا رخصة ذبح شقيقكم وأخيكم الأكبر العراق العظيم , وعلى كل رجال القانون الذين يحترمون أنفسهم وتأريخهم وعلمهم وعملهم أن يدينوا هذا الأستهتار بعقول الشعوب العربية .
أيها الشعب العربي السوري أننا نقف معكم ومع حقوقكم المشروعة في حياة حرة كريمة وبناء دولة ديمقراطية حديثة , وتخلصكم من حكومة الأستبداد والقهر والظلم , ونرفض ما تقوم به حكومة بشار الأسد من قتل وجرائم بحقكم , ولكن نريد لكم بداية عادلة , وأنتم أهل لها لبناء دولتكم الحديثة .
أيها الحكومات العربية جمهوريات وممالك أعلموا أنكم ستأكلون كما أكل الثور الأبيض , وستذبحون بنفس السلاح الذي ذبحتم به أشقائكم وأهلكم وشعوبكم .

* رئيس التحالف العربي لمحكمة حقوق الأنسان
المملكة المتحدة – لندن

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب