ما بين ليلة ومساها نودع عاما ونستقبل عاما جديدا اخر.. سنين تمر بكل تفاصيلها وبكل لحظاتها ودقائقها وساعاتها وايامها مسرعة وكأننا نتسابق معها دون ان نشعر…
عام مضى وعام اتى وارى الناس في الشوارع تهرول يحدوهم الامل بعام جديد يكون افضل من سابقه…
احتفالات لا يمكن وصفها الا من خلال انوار الالعاب النارية التي نرى نورها يتلألأ في السماء..
شباب في مقتبل العمر يتمنون لأنفسهم حياةً افضل وهم يودعون عامهم السابق….. شعوب العالم بأجمعها تحتفل بهذا اليوم كلاً على طريقته الخاصة فمنهم من يضيء الابراج ومنهم من يضيء شجرة الميلاد ومنهم من يهرول في الشارع ولا يعرف ماذا يريد…. لكل شعوب عادات وتقاليد باحتفالات راس السنه قسم منهم يعتبرها يوم اعتيادي في حياتهم وقسم اخر يحرم فيه هذه الاحتفالات والبعض يحتفل مع عائلته واصدقائه وقناني النبيذ فوق الطاولة وكل مستلزمات ليالي السمر من اجل احياء هذه الليلة…
مضى عام 2022 واتى عام 2023 ونحن نعيش اليوم الاول منه والذي يصادف في اغلب الدول عطلة رسمية يستريح فيها الموظف والطالب بعيدا عن ساعات الدوام.. شوارع هادئة خالية من المارة لان الأغلبية كانوا في سهر صاخب حتى ساعات الصباح.. ومساجد ترتل بأصواتها الإيمانية وتعيد الى مسامع اذاننا الدعوة لصلاة الفجر وهي تصدح الله اكبر الله اكبر..
جميعنا من ادم وادم من تراب ولكن ادم اليوم لديه الاف الثقافات والاف اللغات وربما عشرات الاديان.. الجميع مؤمنين بانهم هم الصحيح وغيرهم على خطا هكذا نحن بني البشر خليفة الله في ارضه ولكننا ربما لم نكن الخليفة الذي اراده الله لهذه الكرة الأرضية… طرق مغلقة ومسؤولون مترفون قد سافروا مع عوائلهم الى خارج البلاد حتى يحتفلوا على طريقتهم الخاصة بعيدا عن الاعلام والصحافة وبعيدا عن عيون ابناء شعوبهم الكادحين الفقراء ومشاكلهم التي لا تنتهي وبعيدا عن كل كلام قيل وقال او سوف يقال…
نعم انه مصطلح التوازن الاجتماعي الذي تخلخل في مجتمعاتنا واصبحت الجاذبية في يد القوي والمنجذب به دوما هو الفقير…
عوائل تجوب الشوارع والطرقات لترى مظاهر هذه الاحتفالات في كل مكان..
وانت تسير في سيارتك في مدينة الموصل قبل منتصف الليل تجد ان جميع اهالي هذه المدينة قد توجهوا الى منصة الاحتفالات ليشاهدوا بأم عينهم شجرة الميلاد التي صنعتها وهيأت مكانها لهم الحكومة المحلية..
احتفالات بهيجة واشخاص يريدون ان يدخلوا البهجة والسرور الى نفوسهم شباب يريد ان يخرج من هذه المآسات الذي يعيشها ليفرح ولو للحظات قبل ان يعود الى فراش نومه وتعود له هموم الحياة…
جميعنا يسال والجميع مسؤول ماذا سوف نستطيع ان نقدم في هذا العام والجميع يحدوهم الامل… فالشباب أملهم بإنهاء دراستهم والحصول على وظيفة يعتاشون منها مع عوائلهم….. والكبار يستغفرون الله بما مضى من اعمارهم ويريدون ان يقابلونه بلا ذنوب حياة مختلفة وشتان ما بين الاثنان جيل يفرح بقدوم العام وجيلٌ يحزن على فراقه والجميع يعرف ان لكل سنة بداية ولكل بداية نهاية..
انه يوم امس نهاية العام الماضي وانه اليوم بداية سنة جديدة…
وكل عام وانتم بألف خير اقولها لكم كلا بلغته وحسب عاداته وتقاليده فانا اخوكم في الإنسانية وانا مثلكم اعيش تقاليد المجتمع الذي انا فيه…..